المعارضة السورية تشن هجوما مضادا في حلب

  • 12/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال مسؤول بالمعارضة السورية اليوم الأربعاء، إن قوات المعارضة بدأت هجمات مضادة ضد القوات الحكومية في مدينة حلب مع احتدام القتال بعد بوادر عن فشل اتفاق هدنة. وقال زكريا ملاحفجي المسؤول في تجمع «فاستقم» المعارض، في تصريح لـ«رويترز»، إن رجاله شرعوا في تحرك عسكري انطلاقا من المناطق الباقية تحت سيطرتهم في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشاهد عيان، إن المعارضة شنت هجوما بسيارة ملغومة في جنوب غرب حلب القديمة. وكانت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، نقلت اليوم الأربعاء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إن مساحة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة تبلغ 2.5 كيلومتر مربع فقط. وكان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا أقوى حليف للأسد، وتركيا، يهدف لإنهاء سنوات من القتال في المدينة، ومنح الرئيس السوري أكبر انتصار له في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام.لكن تجددت صباح اليوم الضربات الجوية والقصف وإطلاق النار. وقال المرصد السوري، إن الهدنة انهارت فيما يبدو. فيما قال التلفزيون السوري، إن قصف المعارضة لحي بستان القصر الذي استعاد الجيش السوري السيطرة عليه في الآونة الأخيرة، أسفر عن مقتل ستة أشخاص. وقالت روسيا، إن قوات الحكومة ترد على هجمات مقاتلي المعارضة. وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن مقاومة مقاتلي المعارضة ستنتهي على الأرجح خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن المعارضة تسيطر حاليا على جيب مساحته 2.5 كيلومتر مربع. وكانت تركيا على اتصال بإيران وروسيا والولايات المتحدة، في محاولة ضمان إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب. وحزم الناس في شرق حلب أمتعتهم وأحرقوا مقتنيات شخصية مع استعدادهم للمغادرة خوفا من عمليات نهب من جانب الفصائل المدعومة من إيران المتحالفة معه عندما تستعيد السيطرة. وقال أعضاء لجنة تحقيق في جرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، إن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية أساسية لمنع الهجمات وانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال الانتقام في حلب، وإنها تتحمل مسؤولية أية انتهاكات من قبل جنودها أو القوات المتحالفة معها. وفيما بدا أنه تطور منفصل عن الإجلاء المقرر، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن ستة آلاف مدني، و366 مقاتلا، غادروا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة خلال 24 ساعة. وذكرت وحدة إعلامية تديرها جماعة حزب الله الشيعية المتحالفة مع الحكومة السورية، إن 15 ألف شخص بينهم أربعة آلاف مقاتل من المعارضة، يرغبون في مغادرة حلب. وتعتبر روسيا، سقوط حلب، انتصارا كبيرا على «الإرهابيين»، وهو التعبير الذي تصف به موسكو والأسد، كل جماعات المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة به. لكن في الأمم المتحدة، وصفت الولايات المتحدة، العنف في المدينة المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ شهور، بأنه يمثل «الشر الحديث». ولحق دمار هائل بالمدينة التي كانت مركزا اقتصاديا مزدهرا ذات يوم بمواقعها الأثرية الشهيرة خلال الحرب التي قتل خلالها مئات الآلاف، وسببت أسوأ أزمة لاجئين على مستوى العالم وسمحت بصعود تنظيم «داعش». ومع تطور معركة حلب تزايدت المخاوف الدولية إزاء معاناة ما يزيد على 250 ألف مدني، كان يعتقد أنهم ما زالوا في القطاع الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة قبل بدء تقدم الجيش المباغت في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني. وفر عشرات الآلاف منهم إلى أجزاء من المدينة تسيطر عليها الحكومة أو فصائل كردية، بينما انسحب عشرات الآلاف غيرهم إلى الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من المدينة والذي تقلص سريعا في ظل تقدم الجيش. وبعد طرد مقاتلي المعارضة من الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في حلب، نزحت أعداد هائلة من المدنيين المذعورين والمقاتلين وسط طقس سيء في أزمة وصفتها الأمم المتحدة، بأنها «انهيار تام للإنسانية». وهناك نقص في الغذاء والمياه بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بينما أغلقت جميع المستشفيات.

مشاركة :