أكّد مدافع الجزيرة، الدولي فارس جمعة، أنه يعيش في الوقت الحالي تحدياً كبيراً مع نفسه من أجل العودة إلى صفوف المنتخب الوطني الذي ابتعد عنه في الفترة الماضية، مشيراً إلى أنه سعيد بما وصل إليه من مستوى فني في الفترة الأخيرة جعله ضمن التشكيل الأساسي للجزيرة، وتوّجه بإحراز بعض الأهداف المؤثرة خلال منافسات بطولة دوري الخليج العربي، رغم أنه يلعب كآخر لاعب في الفريق. وأشاد بالمدرب الهولندي تين كات، وقال إنه كلمة السر في عودة الجزيرة، خصوصاً بعد نجاحه في ايجاد حلول للمشكلات الدفاعية التي كان الفريق يعانيها خلال السنوات الماضية. وتحدث فارس جمعة في حوار مطول مع الإمارات اليوم حول التحوّل الكبير في أدائه وفريق الجزيرة هذا الموسم وقدرة فريقه على المنافسة الحقيقية للفوز بالدوري، بعد غياب خمس سنوات، ورأيه في العديد من القضايا التي شغلت الشارع الكروي خلال الفترة الأخيرة. الجزيرة يقدم هذا الموسم أداء استثنائياً عن المواسم الماضية ما السبب؟ ■أعتقد أن أداء الجزيرة هذا الموسم وحتى الآن هو استكمال لأدائه المميز في الدور الثاني من دوري الموسم الماضي، الذي توجه الفريق بالفوز ببطولة كأس رئيس الدولة عن جدارة، وأرى أن الجهاز الفني بقيادة المدرب تين كات استطاع توظيف اللاعبين بشكل جيد جداً سواء في الدفاع أو الهجوم، وتغير المفهوم تماماً هذا الموسم ودخله الجزيرة بهدف المنافسة على الدوري وليس لاحتلال مركز متقدم، خصوصاً أن الفريق أصبح مستقراً من الناحية الفنية بعد ثبات التشكيل ونجاح اللاعبين الشباب في إثبات وجودهم واعتماد الفريق عليهم بشكل واضح خصوصاً سيف المقبالي وسالم راشد ومحمد جمال وخلفان مبارك والعطاس وغيرهم. ما سر قوة دفاع الجزيرة هذا الموسم عن المواسم الماضية؟ ■بالفعل خط الدفاع تحسن كثيراً جداً عنه في السنوات الماضية، بل أصبح دفاع الجزيرة من أقوى خطوط الدفاع في الدوري، وأرى أن تين كات وضع مفهوماً لدى اللاعبين بأن الدفاع يبدأ من أول لاعب بخط الهجوم حتى آخر لاعب في خط الدفاع، والكل يسير على هذا النهج، فأصبح الفريق كله يدافع بشكل جماعي بدءاً بمبخوت حتى قلب الدفاع، وأصبح الكل ملتزماً بدوره. رأيناك تتقدم كثيراً خلف المهاجمين وتحرز أهدافاً مؤثرة، على عكس ما كان يحدث من قبل؟ ■تسجيل الأهداف هو في النهاية توفيق من الله، وأنا من المدافعين الذين يحبون التقدم مع المهاجمين خصوصاً في الكرات الثابتة، وكنت أتقدم كثيراً لكن الفرصة لم تكن موجودة من قبل لهز الشباك، وفي الفترة الأخيرة طلب مني المدرب التقدم مع المهاجمين في الكرات الثابتة للاستفادة من القوة الجسمانية لي وإجادتي لضربات الرأس وتدربت كثيراً على ذلك، وبالفعل نجحت في إحراز بعض الأهداف المؤثرة التي أسهمت في تحقيق الفوز للجزيرة في بعض المباريات. لماذا ابتعدت عن المنتخب؟ وهل ترى أن مستواك الحالي يؤهلك للعودة إليه من جديد؟ ■ابتعادي عن المنتخب في الفترة الماضية كان بسبب التحاقي بالخدمة الوطنية، ووضعت أمامي هدفاً محدداً هو العودة للمنتخب سريعاً، وعشت هذا التحدي الكبير في الفترة الماضية، وأتمنى وجودي مع الأبيض في ما تبقى من مشوار في تصفيات المونديال، والتحدي الجديد الذي سأعيشه هو كيفية المحافظة على المستوى الذي وصلت إليه في الفترة الحالية والذي أرضى الجميع داخل فريق الجزيرة، وأتمنى أن يلقى الأمر نفسه لدى الجهاز الفني للمنتخب. كيف ترى قدرة المنتخب على التأهل لمونديال روسيا 2018؟ ■أعتقد أن الجيل الحالي من اللاعبين قادر على تحقيق هذا الحلم ومنتخبنا يسير بخطى جيدة نحو تحقيقه، وعلى الجميع التمسك بهذه الفرصة وبذل الغالي والرخيص من أجلها. بعد فوز أحمد خليل وعموري بجائزة الأفضل في آسيا، هل ترى أن هناك لاعبين آخرين يستحقون الفوز بهذا اللقب في الإمارات؟ ■نعم فهناك الكثيرون يستحقون ذلك وعلى رأسهم هداف المنتخب والجزيرة وآسيا والدوري علي مبخوت فهو من المهاجمين الذين يصعب تكرارهم، وأتوقع له الفوز باللقب في الموسم المقبل إذا استمر على هذا الأداء، خصوصاً إذا نجح الجزيرة في الوصول لدور متقدم في دوري أبطال آسيا، وكذلك إذا نجح المنتخب الوطني في التأهل لكأس العالم. أيهما تفضل الاحتراف الخليجي أو الخارجي لأي لاعب إماراتي؟ ■الاحتراف الخارجي بالطبع، ويا حبذا لو كان في أحد الدوريات الأوروبية، وأرى أن جميع لاعبي المنتخب الوطني الحاليين يستحقون ذلك خصوصاً الثلاثي الكبير أحمد خليل وعموري ومبخوت، وفي هذا السياق أتساءل لماذا ترفض أنديتنا احتراف لاعبيها ولا تفتح الباب لهم من أجل تطور الكرة الإماراتية وما سيعود من فائدة كبيرة على المنتخب الوطني؟ وأناشد أي نادٍ بالموافقة الفورية إذا تلقى أي لاعب عرضاً للاحتراف. بعد المستوى المميز للجزيرة والوصل هذا الموسم كيف ترى قدرتهما على مواصلة المنافسة على الدوري مع العين والأهلي؟ ■الفريقان قدما أداء مغايراً للمواسم الماضية، وأتوقع استمرارهما في المنافسة حتى النهاية، حتى لا تقتصر المنافسة على العين والأهلي فقط، وهذا سيصب في مصلحة الكرة الإماراتية وبطولة الدوري بكل تأكيد. هل يستطيع الجزيرة الفوز بالدوري؟ ■لا يمكن الجزم بذلك، لكن الجزيرة وضع المنافسة هدفاً مشروعاً له وهو يتعامل مع كل مباراة على حدة، والمهم هو تجميع النقاط وانتظار ما سيحدث في نهاية الموسم. هل تؤيد الاستعانة بأجني خامس في الدوري؟ ■أرفض ذلك بشدة لأن هذا الأمر سيؤثر كثيراً في المنتخب الوطني المتضرر حالياً بوجود ثلاثة أجانب وآخر آسيوي، خصوصاً في خط الهجوم، فما بالنا إذا تم السماح بأجنبي آخر، لاسيما وأن الأندية تركز في تعاقداتها على المهاجمين ولاعبي الوسط، وليس معنى تألق علي مبخوت وأحمد خليل وتواجدهما في التشكيل الأساسي للجزيرة والأهلي أن نسمح بزيادة اللاعبين الأجانب، فتألق مبخوت وخليل استثنائي ولا نضمن ذلك مع كل المهاجمين أو لاعبي الوسط. هل تؤيد أن يكون الأجنبي الخامس حارس مرمى؟ ■لا أوافق أيضاً على ذلك فالحارس الأجنبي سيظلم المواطن، وستتجه أغلب أنديتنا للتعاقد مع الحارس الأجنبي وسيتضرر المنتخب أيضاً. هل تؤيد اعتبار اللاعب الخليجي مواطناً؟ ■من الممكن أن نقوم بهذه التجربة للحكم عليها فلا مانع منها إذا كنا سنستفيد منها، وأرى أنه الحل الأنسب للرد على من يطالب بزيادة اللاعبين الأجانب، خصوصاً أن هذا الاقتراح سيفتح الباب أمام لاعبينا للاحتراف الخليجي في السعودية وقطر والكويت، وهذا بالتأكيد سيعود بالنفع على الكرة الإماراتية. لعبت للعين والجزيرة، ما الفرق بين التجربتين؟ ■لا أعتقد أن هناك فارقاً بينهما، فالعين نادٍ كبير والجزيرة كذلك، وأنا من اللاعبين المحظوظين الذين لعبوا لناديين كبيرين، فقد تركت فريقاً كبيراً لأنضم لآخر كبير، وأعتقد أنني الرابح الأكبر من هاتين التجربتين واستفدت كثيراً منهما في تطوير مستواي وتمثيل المنتخب الوطني. لو تلقيت عرضاً من أحد أندية الدولة، هل توافق على ترك الجزيرة؟ ■بالتأكيد لا فأنا مرتبط بعقد مدته ثلاث سنوات مع الجزيرة، وأنا سعيد جداً بتواجدي في صفوفه وأتمنى تحقيق البطولات معه لإسعاد جماهيره التي أراها اللاعب رقم واحد، وأتمنى مساندتها للفريق في كل مبارياته كعادتها في السنوات الأخيرة، وأتمنى شخصياً إهداءها لقب الدوري هذا الموسم، وكذلك لإدارة النادي التي تقف مع الفريق وتذلل له كل العقبات.