عرضت جلسات اليوم الثاني من قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، خبرات وتجارب عدد من الـ«مؤثرين» في جمهور الإعلام الاجتماعي تعددت أدواتهم وتنوعت أهدافهم، لكن أدوارهم الإيجابية تجاه الإنسان مكنتهم من تحديد الطرق الصحيحة للسير نحو أهدافهم، كما أنها حررتهم من إغراء الشهرة وحب الظهور. منهم من اختار التركيز على العمل الإنساني ودعم مشروعات التنمية، أو التواصل الإنساني المباشر مع ثقافات وبيئات اجتماعية بعيدة، فحمل رسالة وطنه، وصار نموذجاً يشار إليه. ومنهم من استخدم الموسيقى والغناء والتقليد والتمثيل، أو اختار موضوعات جاذبة وغريبة واستعملها كأداة للتجديد في الترفيه والتفاعل مع المتابعين. وقضى الحاضرون للجلسات ومتابعوها على وسائل التواصل الاجتماعي وقتهم، أمس، في التعرف إلى «التهكير الذهني»، أو ما يعرف بأنه المدرسة الحديثة في التنويم المغناطيسي، بسبب علاقته بقدرات العقل الباطن. كما استمعوا إلى قصص إماراتية حملت رسائل تسامح وصلت بالخير والعطاء إلى بقاع بعيدة، والتقوا بفنانين حدثوهم عن الدور الإيجابي للمشاهير، وضرورة التزامهم تجاه إنسانيتهم قبل فنونهم وأهوائهم وحبهم للظهور. القاسمي: المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي سفراء للتسامح أكدت الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت «سلطة خامسة»، على حد تعبير الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقالت إن سموه أطلق على منصات التواصل هذه الصفة لما لها من تأثير كبير في المجتمع، ما يعظّم المسؤولية الملقاة على عاتق المؤثرين لقدرتهم على الوصول إلى عقول متابعيهم وغرس الأفكار الإيجابية كسفراء للتسامح في عالم التواصل الاجتماعي. وأضافت أن ارتفاع حدة الكراهية تجعل من الضروري العمل على إعادة الإعمار الفكري وتكوين بنية مؤسسية لحماية قيم التسامح، وهو ما حمل الإمارات على استحداث منصب وزيرة الدولة للتسامح، لتكون بذلك الأولى عالمياً في تأسيس هذا الموقع الحكومي، وتلت ذلك خطوات مهمة خلال فترة زمنية وجيزة، شملت إطلاق «المعهد الدولي للتسامح» و«جائزة محمد بن راشد للتسامح»، وإعداد «البرنامج الوطني للتسامح» الذي شارك في صياغته كل فئات المجتمع بغرض تطوير سياسات ترسخ التسامح. ونوهت بتدشين الدليل الإرشادي الإماراتي للتسامح، وهو إصدار يحتوي على أهم المصطلحات ذات العلاقة والقوانين المحلية والدولية، بحيث يعتبر مرجعاً محلياً ودولياً للباحثين في المجال. وأكدت القاسمي أن البرنامج يؤطّر السبل الهادفة لنشر قيم التسامح لدى الشباب لحمايتهم من الأفكار المتعصبة من خلال ترسيخ القيم الصحيحة للإسلام، وتسليط الضوء على الممارسات التي يتبعها أصحاب الأفكار الهدامة لبث العنصرية والتعصب في عقول الشباب، لافتةً إلى أن شبكة الإنترنت عموماً، ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً، أصبحت ساحة خصبة لنشر الكراهية والتعصب. الفنان المثقف الفنانة بلقيس قالت في جلسة «قوة التواصل المباشر»، إن الإنسان يجب أن يكون له هدف في الحياة، وأن يحمل رسالة يخدمها ويعيش من أجلها، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي علمتها عدم الاندفاع وضبط النفس، وساعدتها على خدمة مبادئها وتحقيق الأهداف التي حلمت بتحقيقها قبل أن تشتهر، والتي تتركز في دعم أطفال الشوارع والنساء المعنفات. وقالت إن المثقفين من الفنانين يمكنهم تحجيم السطحيين وغير المثقفين، وتقليل أثر المسيئين ممن يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير سلباً في المتابعين، عبر إعطاء نموذج إيجابي باحترام الإنسان وقضاياه وتقديم مادة تليق فكرياً بالمتابعين. الترفيه حاجة إنسانية أعرب الممثل السعودي، طارق الحربي، في الجلسة التي حملت عنوان «قصتي» عن اقتناعه بأن الترفيه حاجة إنسانية ومطلوبة، لافتاً إلى تغير الثقافة والأفكار المكتسبة عن أن الكوميديا والضحك أمران ساذجان ومعيبان، مؤكداً أنهما أداة ضرورية للتخفيف من معاناة الشعوب. وعبر عن استيائه من تعليقات المتشددين الذين يهاجمون المشاهير والفنانين ويطالبون بموتهم، مشيراً إلى أنهم لا يدرون قيمتهم ودورهم الإيجابي في النهوض بتفكير وثقافة المجتمع وتغييرهما إلى الأفضل إنسانياً وفكرياً. وكرّم الحربي والده مقدماً له الجائزة التي فاز بها، أول من أمس، كما شكر والدته التي حضرت مع والده جلسة تحدث فيها عن تجربته في الإعلام الاجتماعي. وعلى الرغم من اختلاف الأدوات، فقد كان هدف التأثير دوماً هو الإنسان، والرغبة في تطويره وتحسين علاقته بمحيطه ومجتمعه. قصص إماراتية وأكد عضو المجلس الوطني الاتحادي، سعيد صالح الرميثي، الذي تحدث في جلسة «قصص إماراتية» إلى جانب الإعلامي، منذر المزكي، أهمية العدوى الإيجابية في عمل الخير، باستخدام كل الوسائل الممكنة التي تحتل فيها وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً. وأشار إلى مبادرة «عيال زايد» التي استُلهمت من تجربة دولة الكويت الشقيقة، وهي حملة خيرية لبناء مستشفى بمدينة أربيل في شمال العراق، هدفت إلى تعزيز المبادئ الإنسانية التي رسخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. أما المزكي فتحدث عن رسالة التسامح والحب التي يمكن أن يستخدمها المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فأشار إلى زيارته قرية قادري، إحدى القرى البعيدة في مدينة بانجلور بالهند، لحضور حفل زفاف ابنة الطباخ الذي يعمل لديه، مصطحباً معه عدداً من الإعلاميين والشباب الإماراتيين، معتبراً أن زيارته مثلت مبادئ شعب الإمارات المحبة للإخاء والإنسانية والتقارب مع الشعوب. العقل الباطن واعتبر الخبير في التنويم المغناطيسي، هاشم الشريف، أنه يجب تطوير قدرات الذات وترويض العقل الباطن وتدريبه لينجح في التخلص من السلبيات ويبني إمكاناته، ليستخدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في بث طاقة إيجابية للآخرين، من خلال أي مجال معرفي يبرع فيه أو مهارات يمتلكها أو مواهب وهوايات تستهويه. وتحدث الشريف عن التهكير الذهني، وهو فن يعتمد على أشياء عدة، من بينها قوة الإيحاء وتسخيرها في عملية نفسية يقوم خلالها شخص بتوجيه الأفكار والمشاعر والتصرفات لشخص، لافتاً إلى أن التنويم الإيحائي يعد إيحاء يقظاً، أي استجابة للتنويم من دون الدخول لمرحلة النوم العميق، ويتم استخدامه لتنويم جزء من العقل الواعي، إذ يدخل في حالة استرخاء وتركيز حيث يقوم شخص ما لديه خبرة في هذا المجال بتوجيه العقل والأفكار. الإمارات وقطر تحققان أعلى عدد في مستخدمي الـ «فيس بوك» بالعالم العربي عرض مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، فادي سالم، النتائج الأولية لتقرير الإعلام الاجتماعي 2017 التي أظهرت تقدم الإمارات وقطر في عدد مستخدمي الـ«فيس بوك» على مستوى المنطقة العربية، فيما جاءت المملكة العربية السعودية بالمرتبة الأولى في عدد مستخدمي «توتير»، مضيفاً أن الشباب شكلوا 60% من عدد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في العالم العربي. وتابع أن بيانات التقرير الذي ستنشر نتائجه النهائية لاحقاً، أظهرت أن دول الخليج العربي تحتل المراكز الأولى في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي بالمنطقة العربية، كما كشف عن أن تلك الدول هي الأقل استخداماً للغة العربية مقارنة بدول العالم العربي. وأشار سالم إلى أن البيانات بينت أن معظم التغريدات على «فيس بوك» تأتي من السعودية ثم مصر، أما بالنسبة لعدد التغريدات مقارنة بعدد السكان فجاءت الكويت في المركز الأول، بمتوسط أربع تغريدات يطلقها الفرد يومياً. أما بالنسبة للجنس، فكشفت النتائج أن عدد النساء مستخدمات الـ«فيس بوك» في العالم العربي لا يتجاوز 30% من المجموع الكلي، إلا أن استخدامه زاد بشكل ملحوظ في البحث عن عمل. وقال إن التقرير أشار إلى ارتفاع عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية بين عامي 2012 و2016، حيث وصل عدد مستخدمي الـ«فيس بوك» إلى 122 مليون مستخدم، 25% منهم في مصر. وأشار سالم إلى أن التقرير أظهر أن 80% من السكان في دول الخليج يستخدمون الإنترنت، إلا أنهم الأقل استخداما للغة العربية، بينما تصدرت مصر وفلسطين واليمن والعراق عدد مستخدمي اللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي.
مشاركة :