غاب الفنانون وحضر الجمهور في الوداع الأخير لزبيدة ثروت

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: الخليج شُيعت بعد ظهر أمس الفنانة المصرية زبيدة ثروت، من مسجد السيدة نفيسة، وفق ما أوصت به الراحلة، وتمت صلاة الظهر والجنازة عليها في المسجد، وتم تشييعها لمثواها الأخير والدفن في مدافن الأسرة بمنطقة مصر الجديدة، على عكس ما توقع البعض منذ إعلان خبر رحيلها من أن الفنانة الراحل طالبت، في اللقاء التلفزيوني الوحيد مع الإعلامي عمرو الليثي، الذي لم تظهر فيه بوجهها مباشرة، أنه بعد وفاتها أن تدفن في مدفن الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، بمقابر البساتين، وأنها طلب أيضاً أن تدفن صورتها معه، وهو ما نفاه المقربون منها ومنه، لتدفن الراحلة في مقابر الأسرة. شُيعت الجنازة وسط غياب كبير لنجوم الفن، حيث توجه كثيرون منهم إلى المستشفى الذي توفي فيه الفنان أحمد راتب بمدينة السادس من أكتوبر، ولم يحضر جنازتها سوى عدد قليل من الفنانين منهم منير مكرم عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، ودلال عبدالعزيز، ونهال عنبر، والإعلامي عمرو الليثي، إضافة إلى أفراد عائلتها وعلى رأسهم بناتها الأربع، كما تواجد أيضا الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس، أحد أفراد عائلتها، وعدد كبير جداً من الجمهور العادي، الذي لم يكن متوقعاً حضوره، وأظهروا حبهم الكبير لنجمة غادرت الساحة الفنية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ولم يبق سوى ما قدمته من أعمال قليلة يتابعونها من خلال شاشات الفضائيات، فيما اكتفى عدد كبير بنعي الفنانة الراحلة من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتويتر مؤكدين حزنهم الشديد على رحيلها. ولدت الفنانة 14 يونيو/حزيران 1940، بمدينة الإسكندرية، لأب يعمل ضابطاً للشرطة، درست الحقوق بجامعة الإسكندرية، بأمر من جدها لوالدتها، حسين كامل، حفيد السلطان حسن كامل، سلطان مصر الوحيد، وهو ما كانت تخشى زبيدة أن تصرح به لأي من الأصدقاء أو المقربين، خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952، حتى اطمأنت عندما كرمها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن دورها في فيلم في بيتنا رجل. أثناء دراستها بالجامعة، لفتت زبيدة ثروت الأنظار بجمالها، ولون عينيها، ما دفع زملاءها للإلحاح عليها للمشاركة في مسابقة نظمتها آنذاك مجلة الجيل، لأجمل مراهقة فنزلت زبيدة على رغبتهم ظنا منها أنها مسابقة وستنتهي دون علم أسرتها، غير أن المفاجأة كانت بفوزها ونشر المجلة صورة على غلاف ذلك العدد وبالألوان، فكانت مشكلة كبيرة في الأسرة، كادت على إثرها أن تحرمها من الذهاب إلى الجامعة. بعد التخرج عملت زبيدة محامية تحت التمرين في مكتب لبيب معوض المحامي، تحقيقاً لرغبة جدها أيضاً، غير أن كثرة معجبيها في المكتب، كاد أن يسبب أزمة كبيرة توقع لبيب معوض المحامي في العديد من المشاكل، فقررت زبيدة ترك المكتب، بل وترك مهنة المحاماة بالكامل. كان من جراء نشر صورتها على غلاف مجلة الجيل أن شاهدها عدد من المنتجين والمخرجين في السينما المصرية، وراحوا يبحثون عن عنوان صاحبة أجمل عينين وأمام إلحاح عدد كبير من المنتجين والمخرجين، اضطر والدها إلى قبول عملها بالفن تحت الضغوط، وقام بالفعل بالتوقيع على عدد من العقود لعملها، فعلم جدها حسين كامل، فقام بتهديدها وتهديد والدها بالحرمان من الميراث ومقاطعة العائلة لهما، لولا أن والدها قام بجمع بعض أفراد العائلة، وأفهمهم صعوبة موقفه بعد توقيع العقود، مؤكدا التزامها بأدوار محددة، حتى اقتنع الجد بإمكانية عمل الحفيدة بالتمثيل، لتقوم مجلة الكواكب بنشر صورتها تحت عنوان أجمل فتاة في الشرق عام 1955، ليبدأ اسم زبيدة ثروت يتردد داخل الوسط الفني قبل أن تبدأ عملها به، لتبدأ زبيدة رحلتها الفنية في العام 1956 من خلال فيلم دليلة أمام عبد الحليم حافظ وشادية، والذي ظهرت به عدة دقائق، لفتت خلالها الأنظار. تزوجت زبيدة في بداية مشوارها الفني من ضابط البحرية إيهاب الغزاوي، لكنه كان شديد الغيرة عليها، فوقع الانفصال سريعاً قبل أن تنجب منه أطفالًا، وتزوجت بعده من المنتج السوري صبحي فرحات، وأنجبت منه بناتها الأربع هن ريم ورشا ومها وقسمت، ورغم إنجابهما بناتهما الأربع خلال خمس سنوات تقريباً، إلا أن الغيرة ظلت حائلاً دون سعادتهما، فوقع الانفصال أيضا بينهما، لتتزوج زبيدة بعده ثلاث مرات أولاها من المهندس ولاء إسماعيل، ثم الفنان عمر ناجي، وأخير الكوافير اللبناني نعيم. حاصر المنتجون والمخرجون زبيدة في نوعية واحدة من الأدوار بسبب شكلها، فلم تقدم سوى أدوار الفتاة البريئة الجميلة، واستطاعت أن تقدمها باقتدار لطبيعة ملامحها، فأطلق عليها النقاد عدداً من الألقاب، منها: صاحبة أجمل عيون، ملكة الرومانسية، وقطة السينما المصرية. تميزت في أدوار الفتاة البريئة، والزوجة المتفانية أو الحبيبة المخلصة، وعلى الرغم من رغبتها في تغيير تلك الأدوار وحلمها بأداء شخصية الراقصة أو بنت البلد إلا أن العادات والتقاليد وصرامة الأسرة منعتها من ذلك. قدمت الفنانة المصرية خلال مشوارها الفني الذي امتد ما يقرب من 25 عاما فقط، منذ منتصف الخمسينات حتى نهاية السبعينات تقريبا، عدداً كبيراً من الأعمال الناجحة، من أبرزها نساء في حياتي، الملاك الصغير، شمس لا تغيب، في بيتنا رجل، يوم من عمري، الحب الضائع، وزوجة غيورة جداً، بالإضافة إلى مشاركتها في عدد من المسرحيات هي 8 ستات، أنا وهي ومراتي، 20 فرخة وديك، ومين يقدر على ريم، ثم عائلة سعيدة جدا التي تعد آخر عملاً مسرحياً لها، فيما كان فيلم لقاء هناك في العام 1976، هو آخر أعمالها قبل قرارها بالاعتزال وارتداء النقاب حيث تفرغت بعد ذلك للعبادة فقط، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة، لكنها عادت إلى القاهرة مرة أخرى. نالت زبيدة ثروت العديد من الجوائز المحلية والعالمية خلال مشوارها الفني، كما كرمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عن دورها في فيلم في بيتنا رجل. كان للفنانة الراحلة شقيقة توأم تشبهها إلى حد كبير، كانت تصحبها كظلها منذ الطفولة مروراً بالمراحل الدراسية وحتى بعد دخولها مجال الفن والشهرة، وتأثرت كثيرًا بتوأمها حكمت، وكانت تُصمم على تواجدها بالقرب منها داخل استوديو التصوير، وفكر بعض المنتجين في إظهارهما بعمل فني مشترك كتوأم، لكن حكمت رفضت؛ لأنها لم تكن تهوى الفن وفضّلت الزواج.

مشاركة :