تجدد المعارك والقصف فــي حلب بعد تعليق اتفاق إجلاء المقاتلـــين

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تجددت المعارك في مدينة حلب حيث يتعرض آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة لوابل من القصف الجوي والمدفعي، ما يبدد آمال آلاف السكان الذين كانوا يأملون أن يتم إجلاؤهم أمس، بموجب اتفاق تركي روسي، مع تزايد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مصير المدنيين «المذعورين». وأفاد مراسل «فرانس برس» في شرق حلب بقصف عنيف على آخر جيب لايزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق المدينة، فضلاً عن اشتباكات هائلة، مشيراً إلى سقوط جرحى من المدنيين. ونقل مشاهدته لدبابة لقوات النظام اثناء اطلاقها القذائف باتجاه تلك الأحياء. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أمس، إن الاشتباكات كانت على أشدها، مضيفاً أن الأمور «عادت الى نقطة الصفر». وترافقت الاشتباكات، بحسب عبدالرحمن، مع غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية السورية مستهدفة آخر بقعة جغرافية تسيطر عليها الفصائل المعارضة. وأشار عبدالرحمن الى «قصف عنيف متبادل بين الطرفين»، مضيفاً أن قوات النظام أطلقت عشرات القذائف على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وردت الأخيرة بقصف مناطق النظام بعشرات القذائف أيضاً. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري عن «ارتقاء ستة شهداء باستهداف التنظيمات الإرهابية معبر بستان القصر بالقذائف»، مشيراً الى مقتل شخص سابع وإصابة 16 آخرين بجروح جراء قذائف استهدفت حي الخالدية. وأكد المرصد السوري مقتل ستة مدنيين وإصابة 30 آخرين بجروح في مناطق سيطرة النظام. ويأتي استئناف الاشتباكات والقصف بعد تعليق اتفاق تم التوصل إليه أول من أمس، برعاية روسية تركية لإجلاء مدنيين ومقاتلين من المدينة. وكان من المفترض ان تبدأ عملية الإجلاء صباح أمس. وأعلن الجيش الروسي أمس، أن القوات السورية استأنفت المعارك في شرق حلب. وأفاد في بيان بأن مقاتلين متمردين اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند فجر أمس، وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب، مؤكداً أن «الجيش السوري واصل عملياته لتحرير أحياء شرق حلب». في المقابل، اتهمت أنقرة النظام وحلفاءه بخرق الهدنة. وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أنه اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمحاولة إنقاذ الهدنة. وقال إن وقف اطلاق النار هو «آخر أمل» لشعب حلب «البريء». وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أمله في «تسوية الوضع» في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، مضيفاً ان «المقاتلين سيتوقفون عن المقاومة بعد يومين أو ثلاثة أيام». وتبادل طرفا النزاع بدورهما الاتهامات بشأن تعطيل الاتفاق الذي كان ينص على خروج المدنيين والجرحى في دفعة أولى، على ان يتبعهم المقاتلون مع اسلحتهم الخفيفة الى ريف حلب الغربي أو محافظة إدلب (شمال غرب). وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق «علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين في المغادرة من 2000 مقاتل الى 10 آلاف شخص». وتطالب الحكومة وفق المصدر «بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء» تابعين لها في صفوفهم. في المقابل، أكد عضو المكتب السياسي لحركة «نورالدين الزنكي»، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، ياسر اليوسف، لـ«فرانس برس»، أن «الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين» من شرق المدينة. واتهم «قوات النظام والأيرانيين تحديداً بعرقلة تطبيق الاتفاق وربطه بملفات اخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا» المواليتين للنظام والمحاصرتين من الفصائل في محافظة ادلب. وأوشكت قوات النظام على استكمال السيطرة على مدينة حلب التي شكلت ساحة معارك منذ عام 2012، تاريخ انقسامها بين الطرفين، بعدما أحرزت خلال شهر تقدماً سريعاً داخل الأحياء الشرقية. ومع تزايد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مصير المدنيين، يعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في حلب، ظروفاً مأساوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين تحت النيران اثر تجدد المعارك أمس، بعد توقفها أول من أمس. ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشوارع. ويعاني الجميع الخوف والجوع والبرد. وقال مراسل لـ«فرانس برس»، أمس، إنه شاهد عدداً كبيراً من السكان يهربون مذعورين في الشوارع اثر تجدد القصف من دون ايجاد مأوى يلجأون اليه. وسارع آخرون إلى الاحتماء في مداخل الأبنية المهدمة خشية من استهدافهم. وتحدث عن قصف «هائل» بالمدفعية والصواريخ والطيران الحربي يطال المنطقة. ونقل مشاهدته لدبابة تابعة لقوات النظام أثناء إطلاقها القذائف. وغداة مطالبة واشنطن بـ«مراقبين دوليين حياديين» في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين، طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس، بـ«القيام بكل شيء لإفساح المجال امام إجلائهم بكرامة وأمن تحت اشراف مراقبين دوليين، ومع وجود منظمات دولية». ويثير الوضع المأساوي للسكان المحاصرين في حلب مخاوف المجتمع الدولي، خصوصاً بعد إبداء الأمم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم قوات النظام بقتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء وأطفال، في شرق حلب.

مشاركة :