التنوير في مواجهة التطرف

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبولوز العنوان الأبرز في التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية الذي أطلقته مؤسسة الفكر العربي قبل يومين في أبوظبي خلال مؤتمر فكر 15 هو التكامل الثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي، وإلى جانب هذا التقرير المرجعي الشامل والذي جاء في 765 صفحة من القطع الكبير. تابع من حضر وشارك في فعاليات المؤتمر والتقرير اهتمام المؤسسة بالجانب الثقافي بشكل خاص، فقد صدر خلال هذه التظاهرة التي جمعت نحو مئتي كاتب ومثقف وإعلامي عدد خاص من مطبوعة أفق عن المؤسسة تحت عنوان يكمل مادة التقرير ويعززها وهو الثقافة والمثقفون العرب.. التحديات والمسؤولية. وشارك في المادة 46 كاتباً عربياً كان موضوعهم (الثقافة) وما يتفرع منها من أسئلة وإشكاليات وتداعيات: السلطة، النخب، الاستلاب، رهانات التغيير، زمن الانهيارات، بلدان الصراع، جدلية المنفى والوطن، قراءة المرحلة، الحداثة، الهويات المركبة، الديمقراطية، التجديد، الرهانات النقدية، التنوير في مواجهة التطرف، إلى جانب موضوعات وأفكار وطروحات أخرى هي اليوم على رأس أولويات الثقافة العربية. ويرى الكثير من الكتاب العرب أن هذه الأولويات في أطرها الثقافية والفكرية تحتاج إلى أكثر من مؤسسة واحدة، وأكثر من مؤتمر، بل أكثر من تجمع ثقافي عربي يتوجه إلى تقوية ثقافة التنوير ومدها بالدعم والبرامج والفعاليات والإعلام كي تواجه، وتنتصر، بالتالي، على فكر التطرف والعنف والتكفير المبني على أصول سياسية، وأصول دينية وظفت الدين لمصالح بعيدة عن حقيقته الإنسانية والمدنية والأخلاقية. في هذا الإطار نقرأ بانتباه ما كتبه الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام. يقول:أصبحت المهمة التنويرية أكثر صعوبة وتعقيداً على الرغم من انكشاف الجماعات المتطرفة وتراجع نفوذها. وعلى ذلك يمكنك القول إن ثقافة التنوير في مواجهة طوفان المد الظلامي الجماعاتي المرتبط أولاً وأخيراً بسياسة وسلوك العنف لم تكن وليدة اليوم، لكننا انتبهنا إليها (اليوم) أكثر من أي وقت مضى، والانتباه، عادة يأتي بعد هزة أو صدمة أو ظاهرة، أو تمدد ثقافي فكري استغلالي انتهازي. الانتباه، والحذر، والفحص، والمراجعة، والنقد (نقد الآخر، ونقد الذات)، كل هذا يأتي بعد الوضوح والانكشاف، وأيضاً يأتي بعد المغامرة. غامرت جماعات العنف والإرهاب الفكري والنفسي والديني والثقافي، فانكشفت، وتعرت تماماً تحت الضوء بعد خروجها من أقبية العتمة والسواد. هذا الكشف، وهذه التعرية يقوم بهما اليوم مثقفون يقرأون أحوالنا العربية بهدوء وعقل وفكر يسعى إلى التكامل والمحبة، والثقافة المسؤولة عن شعوب تحب الحياة، لأنه على هذه الأرض ما يستحق الحياة. y.abulouz@gmail.com

مشاركة :