في استجابة إنسانية عاجلة، وبالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم تقدم مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» مساء اليوم حملة لإغاثة حلب، تستهلها بحلقة إذاعية خاصة من برنامج «أبواب الرحمة»، تستضيف خلالها عددا من سفراء الرحمة والمختصين؛ للتعريف بمأساة حلب، وواجب المسلمين تجاهها، وسوف تفتح باب جمع التبرعات لإغاثة المنكوبين فيها. وقد بدأت وحدة الإغاثة والاستجابة للطوارئ بالمؤسسة الاستعداد لتنفيذ مشاريع إغاثة عاجلة لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين من حلب خلال الفترة المقبلة. وتتضمن الخطة توفير الإيواء والمواد غير الغذائية، مثل الخيم، والبطانيات، وعوازل المطر، والدفايات، والوقود، والفرشات، والملابس، كما تشمل الخطة توفير سلال المعلبات، والسلال الغذائية، وحليب الأطفال، إضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، والسلال الصحية. وكانت مؤسسة «راف» قد كثفت جهودها خلال اليومين الماضيين، في التنسيق والتواصل مع المؤسسات الإنسانية العاملة في الداخل السوري لإيصال ما يمكن إيصاله من مواد إغاثية، لنجدة النازحين الذين تمكنوا من الخروج من حلب الشرقية، والذين سوف يخرجون منها خلال الأيام القادمة. وحسب تقارير دولية، فإن الوضع الإنساني لسكان حلب وصل لمرحلة خطيرة، حيث تتعرض الأحياء الشرقية لمدينة حلب لحصار وقصف مستمرين منذ ما يزيد على 20 يوماً، وهو ما سبب موجات نزوح داخلية نحو الأحياء الأخرى ضمن المناطق المحاصرة وبعض موجات النزوح نحو المناطق الغربية في حلب. 60 ألف نازح خلال عشرة أيام قدرت المصادر عدد النازحين الأيام العشرة الأولى من شهر ديسمبر الجاري بحوالي 60000 شخص من أحياء حلب الشرقية المحاصرة من خلال مسارين، الأول جنوباً ضمن الأحياء المحاصرة باتجاه حي الأنصاري هرباً من خطوط المواجهة الأمامية، والثاني باتجاه منطقة الشيخ مقصود التي تقع تحت سيطرة الغالبية الكردية في المنطقة، بينما تابعت بعض العوائل النزوح باتجاه أحياء حلب الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام باتجاه جبرين. وبحسب التقارير الميدانية فإن الأيام الثلاثة الأخيرة (10- 13 ديسمبر) شهدت زيادة في وتيرة القصف وبات المدنيون في المناطق الشرقية في مدينة حلب محاصرين ضمن نطاق أضيق بعد سيطرة قوات النظام على أحياء الفردوس والصالحين ومساكن هنانو، حيث يُحاصَر ما يزيد على 80,000 نسمة في أحياء الزبدية والمشهد والأنصاري وصلاح الدين واجزاء من حي السكري في مساحة تقارب 2 كم في ظروف معيشية صعبة للغاية وفي ظل غياب تام للخدمات الأساسية، علاوة على غياب الرعاية الصحية بسبب خروج كافة المشافي من الخدمة وشح المواد الغذائية الأساسية. وقد أعلن الدفاع المدني السوري فجر الثالث عشر من ديسمبر الجاري عجزه عن تقدير عدد الضحايا بسبب امتلاء الشوارع بالجثث وصعوبة انتشال الجثث من تحت الأنقاض نظراً لشدة القصف. تحركات النزوح المتوقعة يتوقع أن يتم إخلاء شبه تام للأحياء المحاصرة في حلب خلال أيام، وأن تتوجه العائلات النازحة من المناطق المحاصرة والتي تقدر بحوالي 16,000 عائلة باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام ومنها يتم التوجه إلى منطقتين رئيسيتين: الأرياف الشمالية والشرقية لحلب «اعزاز ، وجرابلس»، أو إلى محافظة إدلب بأريافها الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى مئات العوائل التي ستستقر بالأحياء الغربية لمدينة حلب.;
مشاركة :