لا تزال تداعيات قرار خصم بدل العلاج من مكافآت مبتعثي أمريكا مستمرة؛ إذ أبدى الطلاب انزعاجهم الشديد من هذا القرار، وخصوصًا مبتعثي المدن الأمريكية الأعلى سعرًا.           وقد صدر قرار وزارة التعليم بإلغاء بدل العلاج عندما تم اقتصاص مبلغ 111 دولارًا من مكافأة كل مبتعث ومرافقيهم شهريًّا، ومبلغ 55 دولارًا من أبنائهم الأطفال أيضًا لمن لديه عائلة.          وتفصيلاً، قال طالب الدكتوراه بجامعة هاورد واشنطن أحمد محمد كبره لـ"سبق": تعتبر واشنطن العاصمة من أغلى المدن الأمريكية في المعيشة؛ فمعدل إيجار شقة في منطقة آمنة يكلف 2200 دولار.           وأضاف: يضطر محدودو الدخل من المبتعثين للبحث عن مناطق سكنية أقل سعرًا، تبعد عن العاصمة بـ12 ميلاً؛ ليكون السعر 2000 دولار أمريكي، غير أن السلع الاستهلاكية، مثل الغذاء، مرتفعة مقارنة بباقي الولايات.         من جانبه، قال المبتعث في بوسطن محمد الحامد لـ"سبق": إن المكافأة لا تكفي الطالب، وتضعه في ظروف مالية صعبة، خصوصًا مبتعثي الولايات الشرقية (واشنطن وبوسطن ونيويورك)؛ بسبب الغلاء. مضيفًا: فوجئنا بإلغاء بدل العلاج رغم سوء شركة التأمين الحالية، الذي يعتبر مخالفًا لقرار مجلس الوزراء المنصوص على توفير تأمين طبي شامل للموظفين والمبتعثين، وأن يكون تأمينًا دوليًّا شاملاً. مؤكدًا أن التأمين الحالي لا يشمل بعض الحالات، ولا العلاجات، وهذا الأمر يكلف المبتعث مبالغ طائلة للعلاج.       وأردف: زاد قرار إلغاء بدل العلاج من المكافأة الأساسية لمبتعثي أمريكا من المشكلة المادية لدى المبتعثين، وذلك في وقت كنا ننتظر فيه زيادة المكافآت. مؤكدًا أن بعض المبتعثين يمرون بظروف معيشية صعبة. مختتمًا بقوله: نأمل من وزارة التعليم توفير تأمين صحي شامل بحسب قرار مجلس الوزراء.        الطالب في مدينة نيويورك "نايف البرزان" قال لـ"سبق": في الوقت الذي ينتظر فيه الطلبة خبر وصول أحد المسؤولين؛ ليتوافدوا عليه بأوراقهم للحصول على إعانات، نفاجَأ بقرار الخصم من مكافأة الطالب، التي لا تفي بمتطلبات المعيشة، وخصوصًا في الولايات التي تحتضن أولى الجامعات. مؤكدًا أنه إذا طُبّق قرار الخصم فإن طموح الطلبة في الحصول على قبولات في أولى الجامعات سيكون حلمًا يصعب تحقيقه.       وبدوره، أوضح بدر الجعيد العتيبي، المبتعث لدراسة الماجستير في لونق آيلند في نيويورك، أن ظروف زملائه المادية في ولايات الوسط وغيرها من الولايات الأخرى تُعتبر أفضل من طلاب أغلى ولاية في أمريكا، وهي "نيويورك". مفيدًا بأن سبب قدومهم لتلك الولاية هو القبول الجامعي، والتخصص الدقيق الموجود في جامعة نيويورك. وتمنى وزملاؤه المبتعثون من المسؤولين بوزارة التعليم إعادة النظر في وضع مكافآت الولايات الغالية مقارنة بنظيرتها الرخيصة.       وفي السياق نفسه، قال باحث الدكتوراه في واشنطن يوسف الراجحي "لـ"سبق": إننا نحن الطلبة المغتربين بالخارج هدفنا الأول هو الحصول على العلم، ونقله لبلدنا الغالي. مضيفًا: نعاني في واشنطن العاصمة غلاء المعيشة. ونشكر المسؤولين بالملحقية - وعلى رأسهم الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى - على وقوفهم الدائم في صف الطلبة المبتعثين.