عوّل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ، على مخرجات مؤتمرات «فكر» في مواجهة الراهن العربي المتشظي، حيث قال في كلمة له بمناسبة اختتام فعاليات مؤتمر «فكر15» عشية أمس في أبوظبي والذي كرم فيه الفائزين بجوائز الإبداع العربي: يحدونا الأمل أن تُسهم مؤتمرات «فكر» مع مُخرجات هذه الجوائز بقدر من التصدّي لـ»الزلزال العربيّ»، الذي يعصف بأرجاء الأمّة، منذ نهاية العقد الأول من القرن الحاليّ، إلى حدّ محاولة تفكيك كينونتها وتهديد وجودها على النحو الذي شخّصه بحكمةٍ بالغة ورؤيةٍ ثاقبة، سموّ رئيس المؤسّسة في كلمته الافتتاحيّة لمؤتمر «فكر» الحاليّ، والتي اختتمها مُناشداً الأمّة أن تهرع إلى امتطاء قارب النجاة، بفكرٍ ونهجٍ جديدين، يعتمدُ العلم والعمل بالرأي السديد، لإنقاذ الأمّة من هذا المُنزلق التاريخيّ الخطير. وأضاف سموه: إنّنا لنحسب أنّ «التكامل العربيّ»، الذي اشتغل عليه مؤتمر «فكر» في دوراته الثلاث الأخيرة بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة، بالدراسات العلميّة والعمليّة المُعمّقة، يُمثّل طوق النّجاة، بتسخير مُجمل المقدرات والإمكانات العربيّة والتنسيق بينها، في مواجهة ما يُحاك لأمّتنا، وبما يُعظّم من قدرتها مجتمعةٍ على النهوض من كبوتها، مع احترام استقلاليّة كل دولة وسيادتها، وهو الأمل المعقود على أرباب الفكر والساسة، أن يرتقوا به من مرحلة التنظير، إلى حال التطبيق على أرض الواقع، وإلّا ذهبت كل تلك الجهود أدراج الرياح هدراً وسُدى. أسال الله جلّ وعلا، أن يُلهم أصحاب الرأيّ والقرار في أمّتنا العربيّة سبيل الرُشد، وأن يجمع شتاتها على الحق والعدل. وكان سموّه قد استهل كلمته برفع خالص التهاني والتبريكات، إلى مقام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وحكومته الرشيدة، وشعبها الكريم، بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والأربعين لقيام هذه الدولة المُباركة، والتي قدّمت نموذجاً يُحتذى به للوحدة العربيّة. كما رحّب سموّه بالحضور الحاشد وأرباب الفكر ورُعاته، وحيّا هذه الكوكبة المُتلألئة في سماء الحفل بإبداعاتهم التي بلغت غاية السموق، بعدما نذروا لها جُلّ أعمارهم، وبذلوا في سبيلها الجُهد الجهيد، بالصبر والمثابرة، وأثبتوا أن الإنسان العربيّ كفؤ لإحراز قصب السبق، في مضامير العصر كافّة. فحقٌ لنا أن نفتخر بهم ونُفاخرُ، وحقٌ لهم علينا أن نُكرّمهم، ونُثمّن جُهدهم الدؤوب وإنجازاتهم الرائدة لرفعة أُمّتهم. وقال سموّه: وإذ تحتفل مؤسّسة الفكر العربيّ اليوم بمرور خمسة عشر عاماً على رصد جوائزها السنويّة للإبداع العربيّ، وعشرُ سنوات على تطويرها إلى ما هي عليه اليوم، وتحرصُ على التزام الحياد والشفافيّة في تحكيمها، طبقاً للأُسس العلميّة والموضوعيّة، يُسعدها أن تُهدي لأمّتنا العربيّة، هذه النجوم الساطعة في سماء الإبداع المُميّز، والتي استحقّت بجدارة، الفوز بجوائز هذا العام، لتنضمّ مع سوابقها إلى رصيد الأمّة، من القوّة الفكريّة والمعرفيّة، الفاعلة في الحفاظ على توازنها وتطويرها ورفعتها. مختتمًا بتوجيه الشكر الجزيل للدولة المُضيفة على دعمها اللامحدود لهذا المؤتمر، ولجائزة «فكر»، وللرُعاة والحضور والفائزين المُكرّمين. كما ألقى البروفيسور هنري العَويط كلمة أوضح فيها أنّ المؤسّسة تطمحُ من خلال جوائزها، لا إلى الإعلاء من شأن الإبداع وتكريم المبدعين وحسب، بل أيضاً إلى التحفيز على الإبداع وتشجيع المواهب الناشئة والواعدة على تفجير طاقاتهم الإبداعيّة الكامنة. منوّها بما تتمتّع به الجائزة من سمعةٍ طيّبة ومصداقيّة عالية، بفضل دقّة آليّات الترشيح المتّبعة، وصرامة معايير التحكيم المعتمدَة، وبفضل ما يتحلّى به منسّقو لجان التحكيم وأعضاؤها من كفاءةٍ عالية ونزاهةٍ علميّة مشهودة. حضر الحفل: صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ، صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتّحاد حاكم الشارقة، الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة عبد اللطيف بن راشد الزيّاني، رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسّسة الشارقة للإعلام، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المدير العام للمؤسّسة البروفيسور هنري العَويط، أعضاء مجلسَي الأمناء والإدارة والأعضاء المشاركين في مؤسّسة الفكر العربيّ، ونُخبة من كبار المثقّفين والأكاديميّين وشخصيات دبلوماسية وكبار الإعلاميين. وفي الختام سلّم صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل جائزة مسيرة عطاء لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ثم قدّم الدروع التقديريّة للفائزين، وأقيم حفل عشاء على شرف الحضور والمُشاركين. الفائزون بالجائزة وهم: 1 جائزة الإبداع العلمي • الفائز: رائد يوسف مصلح (الأردن) عن برنامج التعديل المكاني التخيّلي • محمد يوسف فتاح (العراق) عن تقنية جديدة لتحسين أداء الركائز الأنبوبية من خلال تقييد غلق نهاياتها عند مسافات محددة • الفائزة: سالين توفيق السمراني (لبنان) عن مبادرة «عنصر شبابي يقود الإصلاح التعليمي» لجمعية التعليم لأجل لبنان • عبد الرحمن علي الزغلول (الأردن) عن مشروع «الخبز من أجل التعليم»
مشاركة :