سوق الطائرات بدون طيار تجتذب 7 ملايين مستخدم في 2050

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قالت تقديرات أوروبية، "إنه بحلول عام 2050، سيكون هناك نحو سبعة ملايين مستهلك للطائرات بدون طيار لأغراض ترفيهية عبر أوروبا، علاوة على أسطول من 400 ألف طائرة بدون طيار تقدم خدمات مهمة في قطاعات الزراعة، والطاقة، والتجارة الإلكترونية، والنقل، فضلا عن القطاعات العامة الأخرى". وأفادت دراسة لبرنامج سيزار "أو سماء أوربية واحدة"، وهو مسمى برنامج يهدف إلى تجهيز أوروبا بنظم فعالة لإدارة حركة المرور الجوية، أنه مع قيمة تُقدَّر بنحو 15 مليار يورو سنوياً في عام 2050 "عشرة مليارات يورو سنويا في حدود عام 2035"، فإن المجالات الاقتصادية للطائرات بدون طيار ستُمثل سوقا كامنة ضخمة لأوروبا ولقدراتها على المنافسة العالمية في هذه السوق. وأشارت الدراسة التي وزعتها البعثة التجارية الأوروبية في جنيف أمس، إلى أن القطاع الزراعي في أوروبا سيحتاج إلى 100 ألف طائرة بدون طيار لتمكين الزراعة الدقيقة من الاندفاع نحو زيادة مستويات الإنتاجية المطلوبة، عن طريق تحليل صحة المنتجات الزراعية، ومواطن الأمراض التي تصيبها، وحتى مراقبة الماشية. وسيحتاج قطاع الطاقة إلى ما يقرب من عشرة آلاف طائرة بدون طيار للحد من المخاطر على الأفراد والبنية التحتية، ومراقبة المصافي عن طريق الفحص الجوي ومراقبة الصيانة الوقائية، للحد من عمليات إغلاقها المُكلفة، ومراقبة خطوط أنابيب نقل النفط، والمحطات الكهربائية، والسكك الحديد، للكشف عن النشاطات غير الطبيعية مثل الاختراق، ومسح ومراقبة منشآت التعدين، وعمل المراوح الهوائية لتوليد الطاقة. وبحسب الدراسة فإن هناك إمكانية أن تحتاج التجارة الإلكترونية، وتسليم السلع والبضائع، أو البريد وغيرها، وتزويد المجتمع بقدرات الخدمة العاجلة، ونقل الإمدادات الطبية الطارئة، كالأدوية، والأجهزة الطبية العاجلة لمن يتعرضون للأزمات القلبية، إلى أسطول من نحو 100 ألف طائرة من دون طيار. وتوقعت الدراسة أن يتطور هذا النوع من الطائرات ببطء نحو تقديم خدمات نقل المسافرين إلى مسافات قصيرة، وحتى متوسطة، دون حاجة إلى امتلاك بطاقة الصعود إلى الطائرة. وترى الدراسة أن هناك نظرة مستقبلية لطائرات أوروبا بدون طيار، مشيرة إلى أن الأمور المتعلقة بالسلامة العامة والأمن ستحتاج إلى أسطول من نحو 50 ألف طائرة بدون طيار سيتم توفيرها للسلطات الرسمية، مثل الشرطة، وقوات المطافئ، إذ ستقوم هذه بنقل معلومات وصور حية عن جرائم أو اختطاف، أو حريق، أو مُحاصرين نتيجة للزلازل والكوارث، لتصبح وسائل السلطات أكثر كفاءة وفعالية، في تقديم الخدمات، علاوة على مراقبة الحدود، والمياه الإقليمية البحرية، وتحديد مواقع المواطنين المُعرَّضين للخطر، وتقييم المخاطر من خلال اضطلاع الشرطة في حماية المدنيين. وذكرت الدراسة أن إقامة سوق تنافسية لطائرات أوروبية بدون طيار سيحسِّن الاتصال، فضلا عن زيادة النمو الاقتصادي، وإنشاء فرص عمل جديدة. كما أن هذه السوق ستدعم استراتيجية الاتحاد الأوروبي في مجال الطيران بتبني عصر جديد من الابتكار، وتساعد في الحفاظ على معايير الأداء العالية للسلامة داخل الاتحاد الأوروبي. وترى الدراسة أن فتح الإمكانات الكاملة للسوق يعتمد على قدرة هذه المركبات الجديدة على العمل بأمان في مختلف مستويات الأجواء، بما في ذلك على علو منخفض جداً. وهذا يتطلب مواصلة تقديم الدعم لتعزيز قدرات الابتكار، والتقنيات الرقمية، ووضع إطار مناسب لمستقبل هذه السوق. وقال البرنامج إن كثيرا مما لا يزال يتعين القيام به، يتعلق باحتياجات تقنيات إدارة المرور الجوي "مثل أجهزة الكشف والتجنب، ونقل البيانات والاتصالات من الجو إلى الأرض"، والإجراءات التنفيذية المتعلقة بإدارة الحركة الجوية، والأمن، واعتماد الاتصالات الإلكترونية، جنبا إلى جنب مع توافر بيئات معتمدة ومأمونة لإجراء عمليات الاختبار". وحثت الدراسة المسؤولين في الاتحاد الأوروبي على "التصرف بسرعة" في هذه الميادين، أو خلال فترة بين خمس إلى عشر سنوات "نظراً لوتيرة التنمية العالمية المرتفعة في عمليات الطائرات بدون طيار". وقدر البرنامج المبلغ الذي ينبغي استثماره خلال هذه الفترة في حدود 350 مليون يورو، قائلاً "إن ميزانية البرنامج حالياً لا تتجاوز 40 مليون يورو"، ونبَّه البرنامج بوضوح إلى أن أوروبا ليست وحدها فيما تبذله من جهود لتوليد قيمة اقتصادية وأمنية من الطائرات بدون طيار، إذ إن الولايات المتحدة، والصين هما الدولتان اللتان تستثمران مبالغ ضخمة في التقنيات والشركات المُبتكِرة تتجاوز حاليا مستوى إجمالي الاستثمارات الأوروبية. وقال البرنامج "إنه إذا كانت الولايات المتحدة هي الرائدة في إنتاج أنظمة الطائرات بدون طيار لأغراض الدفاع، فإن الصين هي الرائدة في إنتاج الطائرات التي تُستخدم للأغراض المهنية". وأوضح فلوريان جويليرميت، المدير التنفيذي للبرنامج، أن سوق الطائرات بدون طيار قد صُممت بوضوح لتحقيق فوائد كبيرة في جميع أنحاء أوروبا، وأن استمرار نمو هذه السوق ليست الآن مسألة "إذا يحصل هذا أم لا يحصل"، بل "متى، وما أقرب الأرقام المتوقعة للنمو". وأضاف جويليرميت، أنه "ينبغي لأوروبا أن تكون جاهزة، ومسلحة بالإجراءات الصحيحة والتقنيات العالية لإدارة تلك الحركة الجديدة في المنافسة بسلام وأمان، مع تخصيص مستوى صحيح للاستثمار، وضمان انضمام المؤسسات والشركات إلى هذا البرنامج". ويملك الاتحاد الأوروبي اليوم أقل من 1000 طائرة عسكرية بدون طيار، معظمها صغير للمراقبة، إلى جانب مجموعة من الطائرات التكتيكية دون طيار، وعدد قليل، نحو 40، من الطائرات المتوسطة والعالية الارتفاع.

مشاركة :