قال مسؤول بريطاني رفيع، إن هنالك رغبة حقيقية لدى كل من المملكة المتحدة ودول الخليج العربية لتوقيع اتفاقية تجارة حرة بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، إلا أنه أكد أن ذلك لن يتم قبل مارس (آذار) المقبل، وذلك بعد إبلاغ بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميًا رغبتها في الخروج من مؤسساته. وأوضح سايمون كوليس، السفير البريطاني لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعطي فرصة ودفعة لزيادة التركيز على علاقات بريطانيا الدولية، مشيرًا إلى أن علاقات بريطانيا مع الخليج أهم من الصين، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأضاف: «بالنسبة لمحادثات التجارة الحرة مع الخليج، نحن حتى الآن ما زلنا ضمن الاتحاد الأوروبي، وقانونيًا لا يمكننا فتح مفاوضات في مجال التجارة مع أي دولة أخرى، من المتوقع أن تقوم تيريزا ماي، رئيسة الوزراء، بإرسال رسالة للاتحاد الأوروبي بنهاية شهر مارس المقبل، تخبرهم رسميًا برغبتنا في الانسحاب من الاتحاد». وشدد كوليس على أن خروج بريطانيا من مؤسسات الاتحاد الأوروبي لا يعني بالضرورة خروجنا من أوروبا، فنحن متواجدون جغرافيًا، وتابع: «حاليًا وقبل إمكانية فتح مفاوضات رسمية، هناك فرصة لتبادل الأفكار لتمهيد الطريق للوقت المناسب، وشعرنا برغبة من دول الخليج في أن تتم الاتفاقية، ونحن لدينا الرغبة نفسها، والخروج من الاتحاد الأوروبي يعطي لنا فرصة ودفعة لزيادة التركيز على علاقاتنا الدولية. ومن المعروف أن دول الخليج تشكل ثالث أهم سوق لنا بعد الاتحاد الأوروبي وأميركا، وهي أهم من الصين، لهذا نتوقع الوصول لمثل هذه الاتفاقية في الوقت المناسب. وأثناء تبادل الأفكار مع أمانة مجلس التعاون الخليجي، وخصوصًا السعودية، وجدنا أنهم مستعدون لذلك، ونحن متفائلون». وفي سؤال عن بدء سريان حصول الشركات البريطانية على تأشيرة الدخول المتعددة لخمس سنوات، أكد السفير البريطاني أنهم ما زالوا يواصلون الحديث مع وزارة الخارجية السعودية بشأن مسألة التطبيق، وأردف, وفي الوقت الحالي نريد أخذ إجراءات للتقارب وزيادة التعاون في المجالات المختلفة، الدفاع والأمن والتجارة والاستثمارات».
مشاركة :