عمان أ ف ب وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، إلى عمان في محاولة جديدة لإنقاذ عملية السلام، وسط مخاوف من عدم وفاء إسرائيل بتعهداتها بالإفراج عن أسرى فلسطينيين. واجتمع كيري، الذي قطع زيارته إلى روما، أولاً بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل محادثات مقررة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العشاء، محاولاً «الاستمرار في تضييق الفجوات» بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، على ما أفادت متحدثة باسمه. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبدالله أكد لكيري خلال اللقاء «موقف الأردن الداعم لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية». وشدد الملك على «ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وبما يحمي ويصون مصالح الأردن العليا، خصوصاً تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي». وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، أعلنت الثلاثاء أن كيري «سيُجري أيضاً مشاورات هاتفية أو عبر الدائرة المغلقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو». وقبل عشرة أيام، اعتبر كيري أن مفاوضات السلام بلغت «منعطفاً»، داعياً الرئيس الفلسطيني إلى العمل لتقليص الخلافات مع إسرائيل. وعقب لقائه عباس في 17 مارس بواشنطن، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما عباس إلى القيام بـ»مجازفات» من أجل السلام. وقبل أسبوعين من تلك الزيارة، حض الرئيس الأمريكي نتانياهو على اتخاذ قرارات «صعبة» في السياق نفسه. وكانت إسرائيل وافقت خلال استئناف المفاوضات في يوليو 2013 على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين مع تقدم محادثات السلام على أربع دفعات خلال تسعة أشهر. وقد أفرجت حتى الآن عن 78 أسيراً في ثلاث دفعات. ومن المفترض أن تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين في 29 أو 30 مارس الحالي، التي تضم 26 معتقلاً. في المقابل، وعد عباس بوقف كل تحرك لانضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية، وهو التعهد الذي يمكن أن يعود عنه في حال انتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل والولايات المتحدة. ويلوح الفلسطينيون بإمكانية التوجه إلى منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة في حال لم تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين المتفق عليها لاستئناف مفاوضات السلام. ويحاول كيري جاهداً التوصل إلى حل لتفادي وصول المفاوضات، المتعثرة بالفعل، إلى طريق مسدود نهائي. وقال مصدر فلسطيني إن كيري الذي رافق أوباما في رحلته إلى أوروبا، طلب من عباس إرسال كبير المفاوضين صائب عريقات، إلى روما للتباحث معه، إلا أن عباس رفض ذلك. وبحسب المصدر، فإن عباس أخبر الوزير الأمريكي بأنه لن يناقش اتفاق الإطار الذي يسعى كيري جاهداً إلى إبرامه إلا بعد أن تفرج إسرائيل عن الأسرى.
مشاركة :