أطراف شيعية وسنية تحتكم إلى إيران لترتيب المصالحة في العراق

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران قد تبادر إلى إلزام نوري المالكي بالبقاء في الواجهة الخلفية وفتح الباب أمام الحكيم ليكون الشخصية المحورية مستقبلا في التحالف الشيعي. العرب [نُشرفي2016/12/15، العدد: 10486، ص(1)] هم أول الضحايا بغداد - لجأ رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى تأجيل زيارته المقررة اليوم إلى طهران خوفا من ضغوط إيرانية لإجباره على القبول بمبادرة المصالحة التي يروج لها عمار الحكيم زعيم التحالف الوطني (الشيعي) الحاكم في بغداد. يأتي هذا فيما تسعى أطراف شيعية وسنية لوضع مبادرة المصالحة والإشراف عليها تحت رعاية إيران بهدف الحفاظ على التوازن الطائفي داخل العملية السياسية. ودعي المالكي إلى طهران ليستمع إلى وجهة النظر الإيرانية في مشروع المصالحة، لكن على الأغلب ستمارس عليه ضغوط للقبول بها، خاصة أن مبادرة الحكيم مدعومة إيرانيا، وهادفة إلى تقديم تنازلات وتخفيف التوتر في العراق لمنع تهاوي العملية السياسية التي كانت إيران أبرز المستفيدين منها منذ 2003. وذكرت أوساط عراقية لـ”العرب” أن المالكي يتخوف من أن يؤثر صراعه مع التيار الصدري والأحداث التي رافقت جولته إلى المحافظات الجنوبية على صورته أمام المحافظين في إيران والذين كانوا وراء صعوده إلى رئاسة الوزراء، ويراهن على دعمهم مستقبلا للعودة إلى الواجهة السياسية. واعتبرت أن إيران قد تبادر إلى إلزام المالكي بالبقاء في الواجهة الخلفية وفتح الباب أمام الحكيم ليكون الشخصية المحورية مستقبلا في التحالف الشيعي المرتهن لها، خاصة أن المالكي علقت به تهم كثيرة عن الفساد وإتلاف المال العام. وكان عمار الحكيم قد أدى زيارة إلى إيران بحثا عن مباركتها لمبادرة المصالحة التي يروج لها منذ فترة. ونقل للمسؤولين في طهران جملة من التصورات العربية عن التسوية السياسية استمع لها خلال لقائه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسبوع الماضي في عمان. وأعلن الحكيم الذي التقى خلال الزيارة كلا من المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، تأييد إيران لمبادرة المصالحة. وقالت مصادر عراقية في عمان لـ”العرب” إن هناك رغبة عربية بتعديل بعض بنود المصالحة، التي تتعلق باجتثاث البعث في العراق، وحصانة الساسة السنة، قضائيا وأمنيا، على غرار الحصانة التي يتمتع بها الساسة الشيعة. وتشير المصادر إلى أن طهران مازالت مقتنعة بأهمية بقاء التحالف الوطني كغطاء لحلفائها خلال الانتخابات المقبلة، لكنها لم تعد متمسكة بضرورة أن تخوض جميع مكوناته الانتخابات في قائمة واحدة. ويبدو أن طهران قبلت بوجود مسارين في هذا التحالف، أحدهما يتبنى المصالحة ويتفاوض بشأنها، والثاني يعترض عليها، لكن ليس إلى حد إسقاطها. ويمثل المسار الأول الحكيم ورئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وحزب الفضيلة، وقد يلتحق به الصدريون في مرحلة لاحقة، والمسار الثاني يمثله المالكي ومجموعة الفصائل المسلحة الموالية لطهران. واعتبر متابعون أن زيارة المالكي إلى طهران، وقبوله بالتصور الإيراني، قد يكون أمرا حاسما في ما يتعلق بمستقبل المصالحة، وتركيبة الداعمين له أو الساعين إلى إفشاله خاصة في ظل التحاق أطراف سنية بالمبادرة. والتقت أطراف سنية بارزة قبل أيام في إسطنبول لتحديد موقفها من المصالحة. وبحسب مصادر “العرب” فإن أمين عام المشروع العربي خميس الخنجر، وزعيم ائتلاف متحدون أسامة النجيفي، وأمين عام الحزب الإسلامي إياد السامرائي، وزعيم جبهة الحوار صالح المطلك، من بين الذين حضروا هذا الاجتماع. ويحتاج مشروع المصالحة الذي طرحه الحكيم لإعادة الروح إلى نظام المحاصصة الذي تستند عليه العملية السياسية، إلى غطاء إيراني ليكون مقنعا لعدد من الأطراف المعترضة عليه وفي مقدمتها الجناح المتشدد من حزب الدعوة الذي يقوده المالكي. ويرى مراقبون أن طرح مشروع التسوية مع السنة يأتي لتأجيل إمكانية قيام صراع شيعي ــ شيعي، وهو ما بدا واضحا من خلال التظاهرات المضادة لزيارة المالكي للناصرية والعمارة والبصرة والتي يُتهم التيار الصدري بالوقوف وراءها، لافتين إلى أن الأفضل لإيران أن يكون الحوار شيعياــ سنيا من أن يكون شيعيا ــ شيعيا. واعتبر مراقب سياسي عراقي أن الإشراف الإيراني على التسوية، ضمانة بالنسبة إلى الزعماء السنة المشاركين في العملية السياسية الذين هم على علاقة ودية بطهران بالرغم مما يظهره البعض منهم من اعتراض على تمددها داخل العراق. وقال المراقب في تصريح لـ”العرب”، “إن الدور الذي يلعبه المالكي في الاعتراض على التسوية هدفه المحافظة على مصالح الشيعة في الهيمنة، بينما لا يملك الزعماء السنة المعترف بهم إيرانيا سوى تمثيل دور الطرف الحريص على مصالح السنة”. وأكد أن الطرفين لا يملكان حرية اتخاذ القرار بعيدا عن الإملاءات الإيرانية، معتبرا أن “إيران من خلال إشرافها على مشروع التسوية إنما تقوم بجمع شيعتها وسنتها على طاولة حوار، معروفة نتائجه مسبقا”. للمزيد: سنة المالكي يتساقطون والأخيار والأحرار يتقدمون أطفال الموصل ليسوا حائطا للإخوان المسلمين :: اقرأ أيضاً إيران تعلن نفسها طرفا حاسما في سوريا وعي مجتمعي أسير وهم عدد المسلمين المبالغ فيه في أوروبا تجدد دوامة القصف يبدد آمال المدنيين بحلب في الخلاص حكم غيابي بثلاث سنوات سجن على دحلان

مشاركة :