الصورة الصحافية في العصر الرقمي سلعة وأداة تسويق بقلم: محمد الحمامصي

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب أحمد عبيد يرى أن إعلانات الهواتف المحمولة تروّج لها بمواصفات الكاميرا داخلها وجودة الصورة التي تلتقطها فأصبحت الصورة هي الغاية والوسيلة. العربمحمد الحمامصي [نُشرفي2016/12/15، العدد: 10486، ص(18)] الصورة الصحافية تفرض حضورا مختلفا يشهد العصر الحالي إنتاجا غير مسبوق في تاريخ البشرية للصور، ويكفي التوقف عند الإحصائيات المعلنة لموقع واحد من مواقع تشارك الصور، أو مواقع التواصل الاجتماعي، لإدراك أبعاد القضية. فالأرقام بالملايين كل يوم، وليس كل شهر. يروي الكاتب والباحث أحمد عبيد، حكاية قديمة لأحد أباطرة الصين الذي طلب من كبير الرسامين في قصره، محو الشلال الذي رسمه في لوحة جدارية، لأن خرير الماء كان يمنعه من النوم. تلخص هذه الحكاية تأثير الصورة، منذ الأزل، رغم أنه لم يكن لها في عصر من العصور، ذلك الحضور المتدفق، كما في عصرنا اليوم. وهو ما يتناوله عبيد في كتابه “التحليل الموضوعي للصور الصحافية: الأسس والتطبيقات”. ويقول الكاتب، أصبحت إعلانات الهواتف المحمولة تروّج لها بمواصفات الكاميرا داخلها، وجودة الصورة التي تلتقطها، فأصبحت الصورة هي الغاية والوسيلة، وهي السلعة وأداة التسويق. ويشير البعض إلى أن الصورة أصبحت- لغة “الإسبرانتو” البصرية، ليس بالمعنى المعرفي فقط، ولكن أيضا بالمعنى الوجداني والجمالي والأخلاقي والسياسي والإنساني. فنحن من خلالها، كما قال جون برجر، نحب، ونعتذر، ونخاف، ونشعر بالأمل والتفاؤل. وتطل “الصورة الصحافية” لتفرض حضورا مختلفا، ومميزا. فأحداث العالم من لقاءات، ومؤتمرات، واحتفالات، وحروب، ومجاعات …، تنتقل كلها إلى كل مكان في العالم عن طريق الصورة، وهناك دائما “الصورة” التي تجعل المتلقي “في قلب الحدث”. وعلى مستوى تخصص استرجاع المعلومات، ظهرت قضية ضخمة وهي كيفية التحليل الموضوعي للصور، وأساليب استرجاعها. يتعرض الكتاب لهذه القضية من منظور استرجاع المعلومات، فتناول “الصورة الصحافية: الأهمية والخصائص” الصور بشكل عام، من حيث كونها مصدرا للمعلومات، متناولا تعريفها، وأهميتها، وتأثيرها، في جوانب الحياة المختلفة، ثم تطرق إلى الصورة الصحافية على وجه التحديد، فتحدث عن تعريفها، وأهميتها، وخصائصها، ووظائفها، وأنواعها، ومصادر الحصول عليها. ثم عرض بشيء من التفصيل لمفهوم أرشيف الصور الإلكتروني، والتقنيات المستخدمة في عملية الأرشفة الإلكترونية. كما توقف أمام عملية تحرير الصورة الصحافية، وأهميتها ووظائفها في عالم الصحافة، ثم اختتم بالحديث عن ديسك الصورة الإلكتروني، كأحد تأثيرات التكنولوجيا الرقمية في العمل الصحافي. وتحدث الكتاب عن “نظم تكشيف الصور الثابتة واسترجاعها” فحلل عملية تكشيف الصور (التحليل الموضوعي) باعتبارها إحدى العمليات الفنية في تخصص علم المعلومات، وأعطى فكرة عن قراءة الصورة في كل من “علم الإشارات” وعلوم التربية، كمدخل للحديث عن تكشيف الصور، ثم تطرق بعد ذلك إلى الحديث عن اختلاف الصور عن النصوص، وصعوبة وصف الصور مقارنة بالنصوص، تلا ذلك استعراض لنشأة وتطور نظم تكشيف الصور الثابتة، منذ بدايات القرن العشرين. ثم تطرق إلى المبحث الأساس وهو المبحث الخاص بخطوات التكشيف المفاهيمي للصور، موضحا الأسس النظرية التي يتم على أساسها تكشيف الصور، وأنواع أنظمة تكشيف الصور، وتوقف أمام لغات تكشيف الصور، فاستعرض أهم وأشهر لغات تكشيف الصور، وقيم استخدامها. بعد ذلك انتقل الفصل إلى أساليب تقييم نظم استرجاع الصور الثابتة، قبل أن يختتم باستعراض مجموعة من دراسات المستفيدين من أنظمة استرجاع الصور (نصيا وبصريا). وأكد المؤلف أن قضية “استرجاع الصور” تظل كإحدى قضايا علم المعلومات، ملفا لم تكتمل أوراقه بعد، ومسألة أبعد ما تكون عن النضج والاكتمال، لا سيما في ظل هذا الإنتاج المتعاظم للصور، حيث أصبحت تقنيات إنتاج الصور تسبق بمراحل تقنيات استرجاعها. وخرج عبيد من دراسته بمجموعة من التوصيات، بعضها موجه لمؤسسات الصحافة العربية، والبعض الآخر موجه للأكاديميين في تخصص المكتبات والمعلومات في العالم العربي، آملا أن تتحمس لها أو لبعضها أي مؤسسة أكاديمية أو صحافية، وأن تمثل إضافة في هذا الموضوع. :: اقرأ أيضاً القيم الصحافية الألمانية على المحك عند التماس مع قضايا اللاجئين قناة ماجد للأطفال أفضل منصة إعلام اجتماعي ترفيهية أسلحة الحرب الافتراضية مجهزة على تخوم الموصل فيسبوك تهيئ شبكة آمنة للأطفال

مشاركة :