الشنقيطي للأناضول: سقوط حلب يزيد من خطر الطائفية و"حرب الريف" هي الحل

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المفكر الإسلامي الموريتاني، محمد مختار الشنقيطي، من أن التطورات الأخيرة في حلب ستزيد من خطر الطائفية في المنطقة، واعتبر أنه على الثوار السوريين التخلي عن مواجهة النظام في المدن والتركيز على "حرب الريف". وفي تصريحات مطولة لوكالة الأناضول، قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمَد بن خليفة بقطر، إن "الميلشيات الطائفية إذا سيطرت على الحدود السورية مع تركيا، فسيؤدي ذلك إلى مضاعفة الخطر داخل تركيا نفسها؛ فالطموح الإيراني لا حدود له". وبوساطة تركية وروسية، توصلت قوات المعارضة والنظام، أمس الأول، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وإجلاء آلاف المدنيين من شرقي حلب إلى غربها، وخروج مجموعات معارضة مع أسلحتها الخفيفة، وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 1138 مدنيا في هجمات للقوات السورية المدعومة عسكريا من روسيا وإيران. استغلال ملف الأقليات "سقوط حلب"، بحسب المفكر الموريتاني، "كان متوقعا؛ فالحرب بالطريقة التي كانت تسير بها الأمور لم تكن حربا يمكن أن تستمر؛ بسبب الاختلال في موازين القوى، بالإضافة إلى تفرق الفصائل (المعارضة)، وأن الدول الداعمة للشعب السوري عملت تحت السقف الأمريكي ولم تجرؤ على تجاوزه؛ ما جعلها حربا محسومة النتائج، لكنها أليمة بالنسبة للمدنيين". ووفق معلومات وردت "الأناضول" من مصادر محلية في حلب، فإن قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية، شرعت في قتل عدد كبير من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة بالجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء. ومحذرا، شدد الشنقيطي على "وجود استراتيجية دولية لتهشيم دول المنطقة الأساسية القريبة من إسرائيل، فالغرب يستغل الطموح الإيراني والروسي لتهشيم الدول الأساسية في المنطقة، بدءا بالعراق وسوريا، ثم المحاولة الانقلابية الأخيرة في تركيا" منتصف يوليو/ تموز الماضي. استهداف تركيا وحول الأحداث الأخيرة في تركيا، ولا سيما التفجير الإرهابي المزدوج في إسطنبول، قال المفكر الإسلامي إن "استهداف تركيا قد لا يتوقف، فربما يستهدفونها مستقبلا من خلال حرب أهلية أو طائفية، والأمر فيه تعقيدات ومخاطر كبيرة تحيط بالمنطقة وتركيا على وجه التحديد، ونتمنى أن تكون تركيا معافاة من المشاكل التي وصلت إليها العديد من دول المنطقة، وأن تكون قاعدة الاستئناف التي تنطلق لتخلص الأمة مما هي فيه". وفيما يتعلق بالجهود التركية في الأزمة السورية، رأى المفكر الإسلامي أن" تركيا قامت بدور يشكر ويذكر في استضافة الشعب السوري عبر فتح الحدود، واستيعاب عدد هائل من اللاجئين، لكن تركيا من الواضح أنها مقيدة، وليس كل ما تحب أن تفعله قادرة على فعله، فلا يمكن أن تحارب روسيا وإيران، إضافة إلى أن لديها مشكلات مع الحليف الغربي، الذي ربما يغدر بها في أي لحظة، وأنا أتفهم أن الوضع التركي حرج جدا، وهنالك خطر كبيرا على تركيا والسعودية مما يجري في سوريا". وزاد بأن "الصراع الصفوي العثماني قريب جدا في الذاكرة الشيعية والإيرانية، وإيران أصيبت بالغرور ويشجعها الفراغ الموجود في المنطقة العربية، وعدم وجود أي قوة تقف في وجهها، لذلك ستستمر ولن تقف التمدد أو بسط النفوذ ومحاولة الاستغلال للتشيع، ورأيناهم يستغلون حتى الزيديين، الذين لم يكن لهم علاقات تاريخية بالشيعة الإمامية، وكسبت العلويين، وهم تاريخيا أيضا كانت الإمامية تنظر إليهم على أنهم ليسوا مسلمين أصلا". حرب عصابات في الريف وبشأن مستقبل المواجهة في سوريا، وتوقع الشنقيطي أن "تساعد تركيا الثوار السوريين على الانتقال إلى استراتيجية جديدة في الحرب، وهي حرب العصابات وحرب الريف، بعيدا عن الاقتتال في الحواضر؛ فالقتال في الحواضر كلّف الشعب السوري كثيرا، وهي استراتيجية خاطئة.. حروب التحرير عبر التاريخ كانت عبارة عن حروب عصابات في الريف، والمطلوب من الثوار السوريين أن يتجهوا نحو حرب التحرير، وأن يستعملوا استراتيجية حرب العصابات، والبعد عن المواجهات التقليدية بين جيشين". المفكر الإسلامي أردف قائلا: "أظن أن استراتيجية حرب العصابات والريف لو تبناها الثوار، وبمساعدة تركيا على بناء قيادة موحدة، ووجود قاعدة آمنة بالمنظقة التي يوجد فيها الجيش التركي في شمال سوريا، فسيكون الثوار أقدر على المقاومة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :