مستشفى في القيارة يقدم خدمات طبية للعراقيين المحتاجين

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القيارة (العراق) (أ ف ب) - كان اهالي بلدة القيارة في شمال العراق مجبرين على قطع مسافات طويلة لساعات عبر حواجز تفتيش تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية من أجل الحصول على معاينة طبية أو علاج. وكانت القيارة جزءا من الاراضي التي تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة عليها عام 2014، قبل ان تتمكن القوات العراقية في آب/اغسطس الماضي من استعادتها. ويشرح محمود، وهو عامل بناء من القيارة، انه اثناء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على المنطقة، "كان من الصعب ايجاد الادوية، والطريق الوحيدة للعلاج كانت بالسفر الى اربيل"، عاصمة اقليم كردستان التي يتطلب الوصول اليها قيادة السيارة لحوالى ساعتين، او الى تكريت او الموصل اللتين تبعدان مسافة ساعة بالسيارة عن القيارة. وكان محمود (35 عاما) يتحدث في وحدة طوارىء طبية نقل اليها ابنه محمد لتلقي العلاج بعد اصابته في انفجار عبوة ناسفة عثر عليها اثناء اللعب. ويضيف الرجل الذي جلس بجوار ابنه الذي احترق جزء من انفه جراء الانفجار "قبل اسبوع فقط، كان هذا امرا مستحيلا"، في اشارة الى علاج ابنه. ويعتقد ان المسافات الطويلة كانت ستودي بحياة الطفل، الا ان وصوله بسرعة الى المستشفى القريب حال دون ذلك. ويتعافى الطفل الآن ببطء في المستشفى الذي افتتحته منظمة "اطباء بلا حدود" غير الحكومية الاسبوع الماضي في القيارة. - خدمات طبية للمئات - وتؤكد منسقة مشروع المستشفى كلير نيكولت لوكالة فرانس برس "لم ير بعض المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة اي مستشفى منذ عامين ونصف"، لانه "لا يوجد اي خدمات للطوارىء حتى مسافة 250 كيلومترا". واكتظ المستشفى الذي افتتح الاسبوع الماضي بمئات من الحالات التي كانت بحاجة لرعاية طبية. ويعمل طاقم مؤلف من مئة شخص، بينهم 80 عراقيا، في المستشفى. وتتابع المنسقة "استقبلنا قرابة 250 مريضا في الاسبوع الاول"، مشيرة الى تنوع حالات الطوارىء التي تم تقديم العلاج لها بين "طبية وجراحية. كان لدينا كسور، وكان لدينا التهاب الزائدة الدودية ونوبة قلبية". وينشغل ممرضان في غرفة قريبة في تنظيف وتضميد ذراع الفتى سالم شعبان (16 عاما) بعد تعرضه الى حادث دراجة نارية. في غرفة اخرى، يحاول طبيب بولندي ان يلعب مع الطفل عبد الرحمن طه (خمسة أعوام) بسيارات صغيرة ليفحص ذراعه اليمنى. وتقول زهراء كاظم، وهي طبيبة طوارىء قدمت من بغداد، انه يجب الاستعداد لاستقبال حالات الطوارىء على اختلافها على مدى 24 ساعة وسبعة ايام في الاسبوع. وتشير الطبيبة التي ارتدت رداء ابيض اللون ووضعت سماعتها الطبية حول عنقها "وصلتنا (حالات) كسر وحوادث طرق وحروق". - نظام صحي متدهور- وكانت الخدمات الطبية مجانية في العراق للمواطنين ابان نظام صدام حسين، ولكن بعد سقوط النظام واندلاع اعمال العنف التي اعقبت ذلك، تدهور وضع المشافي العراقية، بحسب منظمات دولية. وأدى فرض العقوبات الدولية على العراق إبّان الحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي الى اضعاف البنى التحتية العراقية. وتعرضت المستشفيات والمؤسسات الصحية الى النهب والدمار عند اجتياح العراق عام 2003. كما دفعت اعمال العنف الطائفي وتدهور الاوضاع الامنية في البلاد عددا كبيرا من الاطباء العراقيين الى ترك البلاد. واكد مسؤول طبي في شمال العراق رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان الاطباء الذين ما زالوا في البلاد "يفكرون جديا بالرحيل، حال الكثيرين من الخريجين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج". وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير العام الماضي من انه يوجد في العراق ستة اطباء فقط لكل 100 الف شخص. وتؤكد الطبيبة زهراء كاظم ان "القطاع الصحي تأثر الى حد كبير في جميع المناطق التي خضعت لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية"، مؤكدة ان "داعش خلف آثارا سلبية على جميع نواحي الحياة اليومية". ومنذ طرد تنظيم الدولة الاسلامية من البلدة وتقدم القوات العراقية في محيطها في اتجاه الموصل، يحاول سكان القيارة العودة الى حياتهم الطبيعية ببطء، وتمت اعادة فتح الاسواق بينما علقت لحوم خراف طازجة على مداخل محلات الجزارة. ولكن الى الشمال من القيارة، ما زال الدخان الاسود يتصاعد من آبار النفط التي اضرم فيها الجهاديون النيران قبل فرارهم. واطلقت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي في 17 تشرين الاول/اكتوبر، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية. وتعد الموصل ثاني أكبر مدن العراق وآخر اكبر معاقل الجهاديين. وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يقدم الدعم للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.

مشاركة :