نوهت كريستالينا جورجييفا عضو المفوضية الأوروبية المسؤولة عن شؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والأزمات، في حديث خاص ل"الرياض"، بمضامين كلمة المملكة أمام القمة العربية التي اختتمت أعمالها أمس في الكويت والتي ألقاها رئيس وفد المملكة الى القمة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فيما يتعلق بالقضية السورية والتي اشارت فيها المملكة الى خذلان المجتمع الدولي للمقاومة السورية المشروعة وتركها فريسة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق الشعب السوري لطموحاته. ووصفت خطاب المملكة أمام القمة العربية ب"المهم" لاسيما ما يتعلق بالأزمة الخطيرة التي تجري في الاراضي السورية، كما تقول وذلك في ظل مايعانيه الشعب السوري من متاعب بعد أكثر من ثلاث سنوات على الحرب هناك. وأكدت كريستالينا جورجييفا أن "الأزمة السورية" كانت المحور الأساسي في لقائها مع سمو ولي العهد أمس، معربة عن سعادتها بلقاء الامير سلمان بعد يوم من خطابه المهم في القمة العربية، كما وصفته وما تطرق إليه بشأن الازمة في سورية، مشيدة في هذا السياق بمساهمة الشعب السعودي في مساعدة السوريين والتخفيف مما يعانوه من آلام، إضافة إلى مساعدات المفوضية الاوروبية في هذا الصدد للشعب السوري والتي تقدر بنحو 3,5 مليارات دولار. وقالت في معرض حديثها ل"الرياض" إنها بحثت والأمير سلمان خلال اللقاء ضرورة وقف الألم الذي يعاني منه الشعب السوري وخاصة ما يعانيه أطفال سورية لأن الأطفال هناك فقدوا التعليم، كما أن تأثير الحرب عليهم لا يقتصر حاليا فقط ولكن بلادهم ستفقد الشباب الذين سيبنونها في المستقبل. وأضافت أنها استعرضت كذلك وسمو ولي العهد مصير الشعب الفلسطيني والجهود التي تقوم بها المملكة وأوروبا للتخفيف من آلامه وتحقيق السلام هناك "والذي سيعود ليس فقط على الفلسطينيين ولكن علينا نحن ايضا وكذلك السلام في سورية الذي سيعود علينا جميعاً." وفي الشأن السوري اوضحت السيدة كريستالينا ان هنالك نحو (10) ملايين سوري يحتاجون للمساعدة الانسانية، (3،5) ملايين منهم انتقلوا لبلدان اخرى، في حين ان هنالك نحو(50) ألفاً لاتصلهم أي مساعدة، مؤكدة في هذا الصدد على أهمية أن يسعى الاتحاد الاوروبي والمملكة الذين يتشاركون جميعا في نفس القيم لمساعدة الشعب السوري والتخفيف من معاناته. وعن طبيعة المساعدات التي تقدمها المفوضية الاوروبية للشعب السوري افادت كريستالينا ان نحو 50% من المساعدات المقدمة تذهب للداخل السوري لتأمين الطعام والادوية والملاجيء واللقاحات للأطفال مشيرة الى انهم يؤكدون دائماً على المسؤولين في مكتب المساعدات بالامم المتحدة ان الداخل السوري هو الاهم لتقديم المساعدات. وأوضحت في هذا الاطار انهم نجحوا في مساعيهم التي قاموا بها حيث دخلت في (20)مارس الجاري (97) شاحنة محملة بالمساعدات الى الاراضي السورية، مشددة على ضرورة تحقيق المزيد من التنظيم للمساعدات التي تصل الى هناك حتى تصل لاكبر عدد من المحتاجين اليها في داخل سورية للتخفيف مما يعانوه من متاعب. وتحدثت عن ازدياد اعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، قائلة ان هنالك نحو مليونين و(600) ألف لاجىء في لبنان وتركيا والاردن والعراق، مشيرة الى وصول جزء من مساعداتهم للاجئين في الدول المجاورة لسورية و20% منها تذهب للمؤسسات التي تعنى باللاجئين والتي اتعبتها أعباء العناية بهم. وقالت إن المفوضية تقوم وبشكل مماثل لما تقوم به المملكة في تأمين الملاجئ للسوريين حيث تم تأمين نحو(20) ملجأ والعديد من المستشفيات ومراكز توزيع الاطعمة لهم مؤكدة استمرار المفوضية في تقديم المساعدات الانسانية للشعب السوري الا انها استطردت قائلة إن الطريقة الوحيدة لانهاء الوضع هناك هو اتخاذ حلول جذرية لإنهاء الحرب. وحول التعاون بين المفوضية الاوروبية والمملكة أوضحت ان المفوضية الاوروبية تتعاون مع السعودية في الكثير من المناطق التي تشهد صراعات او متاعب ومن ذلك الصومال واليمن وغيرها مشيرة الى انها سبق ان زارت الرياض قبل نحو عامين لحضور مؤتمر المانحين الخاص باليمن، كما انها بحثت في زيارتها الحالية للرياض سبل زيادة المساعدة وتقديم الخبراء، مبينةً ان المفوضية تتعاون ايضا مع مجلس التعاون الخليجي ومع المملكة التي هي عضو في مجال الحماية المدنية مؤكدة على ضرورة حماية الاشخاص من المخاطر الطبيعية والكوارث. وأضافت في هذا السياق ان المفوضية اتفقت مع مجلس التعاون الخليجي على متابعة التعاون وتبادل الخبراء حيث سيقوم فريق من مجلس التعاون بزيارة الى اوروبا للاطلاع على كيفية الاستفادة من قدراتهم في مكافحة الحرائق والسيول وكذلك ماينتج عن الهجمات الارهابية. كما اشارت في حديثها الى انها اطلعت خلال زيارتها للمملكة على جهود اللجنة المعنية بالمساعدات في المملكة وكيفية صرف هذه المساعدات وعلى من تصرف وقد استفادت من هذه التجربة.
مشاركة :