دعت الإمارات العربية المتحدة إلى الوقف الفوري للهجمات الانتقامية تجاه الشعب السوري والسماح للمدنيين الذين يرغبون في مغادرة حلب بالحرية الكاملة للقيام بذلك دون تهديد أو عوائق وتوقف أعمال الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري التي يمارسها النظام السوري على نطاق واسع. كما دعت الأطراف الفاعلة في الملف السوري إلى بذل جهود فعلية أكبر لحماية المدنيين الأبرياء ووقف القصف العشوائي حتى تتمكن الدول من إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة هناك. جاء ذلك في كلمة ألقاها سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذي عقد اليوم على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأوضاع في حلب والذي جاء بناء على طلب دولة قطر. وأشار الجنيبي، في كلمته إلى أن هناك أكثر من 270 ألفا من المدنيين في أمسّ الحاجة لتلك المساعدات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الأزمة الإنسانية والتدخل الفوري والعاجل لوقف تدهور الأوضاع هناك. وأكد سعادته أن الأزمة الحالية في سوريا أصبحت ولا شك كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء القصف العشوائي العنيف للمدنيين والذي أودى بحياة المئات من الأبرياء في أحياء شرق حلب والحصار المتواصل الذي أدى لنفاد مخزونات الغذاء والماء والوقود والنزوح العشوائي الكثيف لأكثر من 16 ألف نازح من السكان ومن المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال بهذه الطريقة خلال الأيام المقبلة. وشدد على أنه لا يمكن القول بأن قوات النظام السوري حققت انتصارا بتطهير بلد من سكانه بهذه الطريقة الوحشية كما أنه لا يمكن تصور هذا الضعف الذي يعاني منه المجتمع الدولي بصمته على تلك الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكب يوميا هناك وهو ما يثبت أن المجتمع الدولي فشل كليا في احتواء تلك الأزمة منذ بدايتها مما أدى إلى ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية بهذه الصورة التي نشاهدها الآن.
مشاركة :