يحاول أطفال نجوا مع عائلاتهم من جحيم داعش أن يستعيدوا قليلا من طفولتهم في مخيم حسن شام للنازحين شرقي الموصل. تقول ملاك وهي تبتسم، إن حال والدها تحسن بعد وصولهم إلى المخيم، مضيفة أنها قضت سنتين في الجحيم مع أسرتها تحت رحمة مسلحين إرهابيين. طفلة عراقية في مخيم حسن شام ويقول فيصل البالغ من العمر 11 عاما، وهو أكبر الأطفال في العائلة: نريد العودة إلى ديارنا. تعيش ملاك وفيصل في مخيم حسن شام الذي افتتحته مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة لنازحي الموصل، حيث تتولى الفتيات نشر الغسيل أو مساعدة أمهاتهن في غسل الأواني، في حين يتولى الفتيان المتدثرون في ثياب صوفية مبللة، نقل صناديق أو مغلفات المساعدة الإنسانية مع آبائهم. وأفاد مدير مكتب يونيسيف في أربيل موليد وارفا لوكالة الصحافة الفرنسية بأن هؤلاء الصغار لا يستطيعون أن يعودوا أطفالا إلا في هذا المكان حيث تتوفر الدروس والألعاب والنشاطات. طفل في مخيم حسن شام و أوضح وارفا أن هؤلاء الأطفال عانوا كثيرا وشاهدوا الموت اليومي وعاشوا وسط معارك وانفجارات ضخمة، مضيفا كل هذا له تأثير على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال. ويشكل الأطفال حسب يونيسيف نصف العراقيين وبالتالي نصف النازحين. وتقول الطبيبة النفسية في منظمة أرض البشر سوزدار صالح بضرورة مغادرة الأطفال للمخيم لكي يتحدثوا مع أناس آخرين بدلا من سماع أقاربهم يتحدثون عن الحرب. وتطمح ملاك أن تصبح صحافية أو دكتورة حين تكبر، وتقول إن مسلحي تنظيم داعش فتحوا المدارس في قريتها لكنهم ما كانوا يعلموننا أشياء تجعلك تصبح مهندسا أو طبيبا بل فقط رشاش زائد رشاش يساوي رشاشين. وكان تنظيم داعش قد أجبر الأطفال الذكور على حمل السلاح وحول الفتيات إلى سبايا. المصدر: أ ف ب
مشاركة :