الرياض: فهد العيسى أوقعت قرعة بطولة آسيا 2015 المنتخب السعودي الأول في المجموعة الثانية إلى جوار أوزباكستان والصين وكوريا الشمالية، وهي مجموعة غاب عنها العرب الآسيويون أو حتى الخليجيين، إلا أنها تبدو جيدة بالنسبة للأخضر. وسبق للمنتخب السعودي حمل لقب البطولة ثلاث مرات تزعم بها سجل الأبطال إلى جوار اليابان قبل أن يتفوق الأخير بتحقيق اللقب الرابع في النسخة الأخيرة من البطولة 2011 التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة. وجرت مراسم القرعة في دار الأوبرا بمدينة سيدني الأسترالية، بحضور سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، وممثلي كل الاتحادات المشاركة في البطولة. ووقعت أستراليا البلد المستضيف للبطولة القارية، لأول مرة في تاريخه، بالمجموعة الأولى إلى جوار كوريا الجنوبية، وعمان، والكويت، في مجموعة بدت الأصعب بين المجموعات الأخرى، في حين ضمت المجموعة الثانية كلا من أوزباكستان، والسعودية، ثم الصين، وكوريا الشمالية. أما المجموعة الثالثة فلبست رداء خليجيا بوجود ثلاثة منتخبات خليجية هي قطر، والإمارات، والبحرين، بالإضافة إلى إيران الذي حل في هذه المجموعة؛ كونه مصنفا بالمستوى الأول وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». المنتخب الياباني، حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة، لن يجد صعوبة في تجاوز مجموعته الرابعة التي ضمت إلى جواره منتخب العراق حامل لقب النسخة قبل الأخيرة 2007 بالإضافة إلى المنتخب المتطور «الأردن» وبطل كأس التحدي 2014 الذي لم يتحدد بعد. وجاءت القرعة الآسيوية وفقا لتوزيع المنتخبات المشاركة على أربعة مستويات، اعتمادا على تصنيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وجاء في المستوى الأول: أستراليا واليابان وإيران وأوزباكستان، في حين جاء في المستوى الثاني كل من كوريا الجنوبية، والسعودية، والإمارات، والأردن، أما المستوى الثالث فقد ضم كلا من: عمان، والصين، وقطر، والعراق، وأخيرا جاء في المستوى الرابع منتخبات البحرين والكويت وكوريا الشمالية بالإضافة إلى بطل كأس التحدي 2014. ومن جهته قال أمين دابو، اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني الحالي إن مجموعة المنتخب السعودي في البطولة الآسيوية تعد جيدة موضحا: «أعتقد أنها مجموعة جيدة للأخضر، فأقوى فرق المجموعة هما منتخبا أوزباكستان والصين، أما منتخب كوريا الشمالية فلم يظهر بمستوى جيد في الآونة الأخيرة، لكن بالتأكيد مع البطولة الآسيوية سيكون مستوى أكثر قوة من قبل، وفي كل الأحوال نستطيع القول بناء على الفرق الموجودة في المجموعة، إن المنتخب السعودي قادر على التأهل للمركز الأول، أو في أقل الأحوال المركز الثاني». وعن الطريقة المثلى للفوز باللقب بالنسبة للمنتخب السعودي، رد دابو: «بصراحة المنتخب حتى الآن لم يستعد بصورة قوية للبطولة القارية، وأرى أن الأخضر غير مرشح إطلاقا لنيل البطولة، بناء على مباريات الأخضر في التصفيات التي لم يظهر فيها الفريق بصورة جيدة». وطالب دابو بالتحرك السريع قائلا: «أمامنا فترة طويلة لا بد أن يستعد فيها المنتخب بصورة أكثر جدية، ويركز على تشكيلة ثابتة، والمهم أن الاستعداد يكون قويا لأن المظهر الأخير للأخضر لم يكن جيدا». ورفض أن تكون مباريات الدوري السعودي كافية لتجهيز اللاعبين للبطولة القارية وبين: «دوري (جميل) يكفي لاكتشاف بعض اللاعبين، ولكن عندما يتعلق الأمر بالإعداد للبطولة القارية، فالأمر يختلف تماما؛ لأن أجواء البطولات الداخلية تختلف عن البطولات القارية دون شك». وفيما يخص المدة المفضلة للمعسكرات الإعدادية للمنتخب قال: «قد يفضل أن تكون البداية بمعسكر متوسط المدة، لكن لا بد أن يركز خلاله على تشكيلة لاعبين ثابتة، وإن كانت هناك تغييرات فتكون بسيطة، كما أن الثبات مطلوب أيضا في عدد اللاعبين المنضمين إلى قائمة الأخضر؛ بهدف إعداد أفضل، فبرأيي أن زمن التجارب انتهى»، مضيفا: «يجب ضم اللاعبين القادرين على تطبيق فكر المدرب داخل الملعب، وأن يكون الاختيار اعتمادا على المستويات التي يقدمها اللاعب في لقاءات الدوري». وعن التشكيلة الحالية للمنتخب السعودي، علق قائلا: «لا أرى أسماء كبيرة في التشكيلة الحالية للمنتخب، وهذا جانب غير إيجابي، فنحن في طور الاستعداد لبطولة قوية مثل آسيا؛ ولذلك لا بد أن يكون هناك لاعبون أصحاب خبرة، لهم باع طويل في المنافسة، يستطيعون من خلالها التعامل المناسب مع البطولة وبالتالي تحقيق اللقب». واختتم دابو حديثه، مطالبا بضرورة التدريج القوي في اللقاءات، تكون البداية مع فرق متوسطة ثم فرق أقوى؛ للخروج بأكبر الفوائد من تلك اللقاءات، التي تعد التجربة الأخيرة للأخضر قبل خوض معترك المنافسات الآسيوية الشرسة. من جانبه، ذكر تركي السلطان، المدرب الوطني والمحلل الفني، أن مجموعة الأخضر السعودي في البطولة الآسيوية تعتبر جيدة، واحتمالية التأهل منها أمر وارد بنسبة 50 في المائة، مضيفا أن الفترة القادمة تحتاج إلى العمل الفني والاستقرار في التعامل مع الأحداث ووضع البرنامج الزمني المناسب الذي يراعي كل ما يخص المسابقات المحلية ومشاركات الأندية الخارجية. وعن الخطوات التي من شأنها تعزيز حظوظ الأخضر في خطف لقب البطولة القارية، قال السلطان: «أولى الخطوات المهمة هي الاستقرار على اختيارات اللاعبين على الأقل بنسبة 80 في المائة، على أن تكون التغييرات - إن وجدت - محدودة؛ لأن المنتخب الأول هو نتاج لأفضل اللاعبين في الدوري، وليس مكانا للتجربة أو إعادة التأهيل، وهي تتم وفق ما يقدمه اللاعب مع فريقه وليس بحسب اسمه أو تاريخه». وأضاف: «يجدر الاستعداد من الآن لكل الاحتمالات؛ من خلال متابعة جميع فرق البطولة، وبالأخص المجموعة الثانية، ومعرفة كل التفاصيل الفنية، وتكليف المدربين في الجهاز الفني وكذلك المدربين السعوديين المميزين، بمتابعة وجمع المعلومات الفنية». وعن المباريات الودية التي من المقرر أن يخوضها المنتخب السعودي قال: «التدرج فيها مطلوب، لكن من الأفضل أن لا تكون مع منتخبات أقل فنيا، وأن تكون مع منتخبات لم يلعب معها كثيرا، ويكون ذلك من خلال الاستفادة من أيام الفيفا لمواجهة منتخبات متميزة». وأخيرا، اختتم السلطان حديثه بتأكيده أفضلية أن تكون معسكرات المنتخب قصيرة، وأن لا تتجاوز في كل الأحوال عشرة أيام، مبررا ذلك بقوله: «لأن من الطبيعي أن تضم لاعبين جاهزين فنيا وبدنيا ويتبقى لديك فقط جانب الانسجام والأمور الفنية، وهذه من الممكن أن تعطى على جرعات من خلال المباريات الودية في أيام الفيفا، وكذلك في المعسكر الذي يسبق البطولة». وفيما يتعلق بالمنتخب الإماراتي، أكد يوسف السركال، رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، أنه لم يكن يتمنى وقوع منتخب بلاده في مجموعة واحدة مع قطر والبحرين في قرعة نهائيات كأس آسيا 2015 التي أجريت أمس الأربعاء في سيدني.. ووقع منتخب الإمارات، بطل الخليج في المجموعة الثالثة إلى جانب قطر والبحرين وإيران. وقال السركال: «لم نكن نتمنى أن تضم مجموعتنا ثلاثة منتخبات خليجية بسبب قصر الفترة الزمنية بين بطولة الخليج الـ22 التي ستقام في الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وبين نهائيات كأس آسيا التي ستقام خلال يناير (كانون الثاني) 2015 في أستراليا، حيث ستلتقي منتخباتنا في البطولة الخليجية، وأعتقد أن هذا سيكون عاملا سلبيا، لكننا سنتعامل مع هذا الموقف بواقعية، وسنعمل على إعداد منتخبنا بدنيا ونفسيا بما يتناسب مع هذه المجموعة بشكل مبدئي ومع البطولة بصورة عامة». وتابع: «ثقتي بلاعبي المنتخب كبيرة جدا، فهم يدركون المسؤولية الملقاة على عاتقهم، واتحاد الكرة سيضع كل إمكانياته في خدمة المنتخب لتوفير أفضل إعداد يتناسب مع مكانة هذه البطولة القارية. والمدرب الوطني مهدي علي لديه خبرة كافية للتعامل مع منتخبات غرب القارة، ويجيد التعامل مع كل الظروف». من جهته، اعتبر مهدي علي، مدرب منتخب الإمارات، أن القرعة متوازنة، مضيفا أن برنامج الإعداد الذي وضعه قبل القرعة ووافق عليه الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، سيبقى كما هو ولن يجري عليه أي تعديل. في المقابل قال الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، إن قرعة كأس أمم آسيا جاءت متوازنة ولا توجد مجموعة قوية وأخرى ضعيفة. وقال: «يتعين علينا بذل مزيد من الجهد كي نستعد لهذه البطولة بالشكل المثالي للوصول إلى الجاهزية الكاملة قبل انطلاقة البطولة في يناير 2015، ومن يرد الوصول إلى نهائيات كأس آسيا عليه أن يستعد لمواجهة جميع الظروف». من جانبه، قال سعود المهندي، نائب رئيس الاتحاد، إن «القرعة متوازنة، ولا توجد هناك فوارق كبيرة بين المجموعات. نحن نطمح للأفضل في كأس آسيا 2015 بعد أن قدم منتخبنا في كأس آسيا 2011 بالدوحة مستويات فنية جيدة وتأهل للدور الثاني». وأوضح أن الاتحاد بانتظار الخطة التي سيقوم جمال بلماضي بإعدادها لتحضير المنتخب، سواء لـ«خليجي 22» أو كأس آسيا 2015، وهي بلا شك ستكون خريطة الطريق لهاتين البطولتين من جميع النواحي، «وسنقوم بتسخير جميع الإمكانيات لتنفيذها بالشكل المثالي».
مشاركة :