غادر مئات السوريين من أبناء حلب الأحياء المحاصرة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الريف وفق الاتفاق الروسي، في الوقت الذي بارك الرئيس السوري، بشار الأسد، ما سماه "تحرير" المدينة. وأظهرت صور نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كتابات على الجدران، يؤكد أصحابها عزمهم العودة إلى مدينتهم، التي كانت منذ 2012 مقسمة بين قطاع شرقي خاضع للمعارضة وغربي تحت سيطرة القوات الحكومية. ومن العبارات التي كتبت على أنقاض المباني: "تحت كل بناء مدمر، عائلات دفنت مع أحلامها، دفنها بشار وأعوانه" و"راجعين يا هوى" و"أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت، بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت" و"راجعين يا حلب"، وفق "سكاي نيوز". ومع استمرار عمليات الإجلاء، نشرت صفحة رئاسة الجمهورية على "فيسبوك" شريطا للأسد يقول فيه "أعتقد مع تحرير حلب سنقول الوضع ليس فقط السوري وليس فقط الإقليمي تغير بل أيضا الدولي.. هذا بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك". وبدأت، أمس الخميس، عمليات إجلاء آلاف من المدنيين والمقاتلين من آخر معقل للمعارضة في القطاع الشرقي من حلب، الذي عانى سكانه طيلة السنوات الأربع الماضية من الغارات وعمليات القصف المقرونة بحصار خانق فرض قبل 4 أشهر، مما أدى إلى مقتل المئات. وصلت الدفعة الأولى من عملية الإجلاء من آخر جيب في مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة إلى ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة الخميس، وفق ما أكد مصدر طبي في المكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين التي تنسق عمليات الإجلاء، والموجود قرب بلدة خان العسل في الريف الغربي لفرانس برس "وصلت سيارات الهلال الأحمر والحمد لله، والآن سيتم نقل الجرحى إلى سيارات خاصة بالمعارضة لنقلهم إلى المشافي القريبة".
مشاركة :