دراسة علمية تكشف صدعاً بطول 3 كيلو مترات في جبل حفيت

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محسن البوشي (العين) أكدت دراسة علمية حديثة إمكانية تحديد الاتجاهات المحتملة لسريان المياه الجوفية الحارة بمنطقة المبزرة الخضراء في العين وكذلك التغيرات المفاجئة التي قد تطرأ على كميات المياه ودرجة حرارتها وتوظيف النتائج المستخلصة في إدارة هذه المياه وتوظيفها بالشكل الأمثل في الأنشطة السياحية مع الحفاظ على استدامتها واستخدامها في إعداد الخطط المستقبلية للمشروعات الإنشائية بالمنطقة. وتضمنت الدراسة التي قام عليها فريق من طلبة قسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة الإمارات مسحاً جيوفيزيائيا للمنطقة باستخدام المغناطيسية الأرضية، حيث تم تسجيل قراءات لأكثر من 400 محطة أرضية لرصد مؤشرات حركة المياه في هذه المنطقة التي تعد واحدة من أبرز المناطق السياحية في الدولة. وأوضح الدكتور أحمد مراد عميد كلية العلوم بجامعة الإمارات وعضو مجلس علماء الإمارات أن الدراسة تستمد أهميتها من أهمية منطقة المبزرة الخضراء التي تعتبر من أهم المناطق السياحية بمدينة العين، حيث تقع بمركز أهم التراكيب الجيولوجية بمنطقة جبل حفيت الذي يعد ثاني أعلى جبل في الدولة وتحتوي على عيون ساخنة من أبرزها العين الفايضة. وأظهرت نتائج التحليل للتغيرات المغناطيسية المفاجئة بمنطقة الدراسة التي أشرف عليها الدكتور الباحث أمير جبر من قسم الجيولوجيا أن هناك العديد من الصدوع والفواصل الممتدة من اتجاه الشرق إلى الغرب عبر جبل حفيت حيث يمتد إحداها لمسافة 3 كيلو مترات، وتؤثر على منطقة واسعة ما يزيد من احتمالات تدفق المياه الجوفية عبر مسارات إلى السطح عبر هذه الصدوع. وأوضح الطلبة القائمون على الدراسة أنهم قاموا خلالها بإجراء قياسات لآبار المياه المتوفرة بالمنطقة تضمنت قياس درجة الحرارة، الحموضة والملوحة وأخذ عينات وتحليلها لمعرفة التغيرات في درجة حرارة المياه في المنطقة والتي تراوحت بين 41.5 -42 درجة مئوية تصل إلى 45 درجة مئوية أحيانا فيما بلغت نسبة الحموضة 6.79 وتراوحت نسبة الملوحة بين 9.6 – 6.43 جرام في اللتر الواحد. وأضاف الطلبة الباحثون أنهم قاموا كذلك بمعالجة وتحليل «البيانات الجيوفيزيائية « التي تم الحصول عليها باستخدام أحدث برامج الحاسب الآلي واستخدامها في إعداد سلسلة من الخرائط الجيوفيزيائية للاستفادة منها في رصد وتحديد التغيرات في حركة ومستوى عمق ودرجة حرارة المياه الجوفية بالمنطقة. من جهته وأوضح الدكتور أميران التغيرات المفاجئة «الشاذات « في القراءات الجيوفيزيائية، قد تدلل تأثيرها على كميات ودرجة حرارة المياه الجوفية، أما بالزيادة أو النقصان ما يشير إلى وجود مسببات لها تحت سطح الأرض وهي ترتبط بالتراكيب الجيولوجية التحت سطحية والتي يمكن مضاهاتها بالتراكيب الجيولوجية السطحية السائدة في الطبقات التي تظهر على السطح بمنطقة الدراسة. وأشار أميران إلى أن الدراسة تمثل المرحلة الأولى من مشروع بحثي تتبناه كلية العلوم ويتضمن إجراء مسح جيوفيزيائي مغناطيسي لمنطقة المبزرة الخضراء وجبل حفيت، والمناطق المجاورة، سعياً نحو توثيق التغيير المحلي والإقليمي للتغيرات المغناطيسية بالمنطقة ما يمكن منه التعرف إلى طبيعة التراكيب الجيولوجية التحت سطحية.

مشاركة :