مواطنة تضع طفلاً من نسيج مبيض مجمد وعمرها 9 سنوات

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: إيمان عبدالله آل علي في واقعة تعد الأولى على مستوى العالم، تمكنت إماراتية أن تضع مولوداً من مبيض تم تجميده قبل سن البلوغ، لتصبح أول امرأة في العالم تنجب طفلاً بعد إعادة زرع نسيج مبيض مجمد، بعد إزالته من رحمها منذ أن كانت تبلغ من العمر 9 سنوات، في حالة تعد من الحالات النادرة عالمياً، وحرص والدتها على الاحتفاظ بنسيج مبيضها أعطاها الفرصة من أن تصبح أماً. وبحسب عدد من الصحف البريطانية، نجح فريق من أطباء مستشفى بورتلاند في بريطانيا، بمساعدة المواطنة الإماراتية موزة المطروشي (24 عاماً) على إنجاب طفل بزرع نسيج مبيض مجمد، بعد إزالته من رحمها عندما كانت طفلة، قبل خضوعها للعلاج الكيميائي نتيجة مرض في الدم. وقالت موزة المطروشي، إن الأمر يشبه المعجزة، انتظرنا طويلاً لبلوغ هذه النتيجة، إنجاب طفل بصحة جيدة، وأيقنت دائماً بأنني سأكون أماً، وأنني سأنجب طفلاً، ولم أتخلَّ عن الأمل، والآن رزقت بطفل، ياله من شعور مثالي. كما شكرت والدتها أيضاً، لأنها فكرت في حفظ أنسجة مبيض ابنتها الشابة حتى تكون قادرة على تكوين أسرة في المستقبل. ومازال لدى موزة جنين آخر محفوظ، فضلاً عن قطعتين من أنسجة المبيض. وأكدت أنها تخطط بالتأكيد لإنجاب طفل آخر في المستقبل. تشريعات لحفظ أنسجة المبيض وأكدت د. منى تهلك استشارية أمراض النساء والولادة والمدير التنفيذي لمستشفى لطيفة بدبي، أن النساء اللواتي يتلقين العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي يؤثر ذلك بشكل كبير في البويضات. وقالت: حالة المطروشي تعد نادرة؛ لأنها استطاعت الاحتفاظ بنسيج المبيض قبل فترة البلوغ، وهناك حالات عديدة يجب على المرأة أن تحتفظ فيها بالبويضة، خاصة عند تلقيها علاجاً أو إصابتها بمرض يؤثر في البويضات، فالعلاج الكيميائي يقضي على البويضات، أو إزالة المبيض لسبب ما، ففي تلك الحالات من الضروري الاحتفاظ بالبويضات؛ لاستخدامها متى ما أرادت المرأة ذلك. مشيرة إلى أن عملية الاحتفاظ بأنسجة المبيض وزراعتها من جديد تعد من العمليات غير المعقدة، ولكن نحتاج إلى قوانين وتشريعات في الدولة للاحتفاظ بالبويضات للحالات المرضية وإدارة العملية وتحديد الجهة التي تحتفظ. وأكدت أن هناك أمراضاً تسبب العقم وتؤخر الحمل والإجهاض، منها بطانة الرحم المهاجرة، وتنتشر في الدولة بنسبة 10%، والتلفيات على الرحم تنتشر في الدولة بنسبة من 10 إلى 15%، أما تكيس المبايض فينتشر بنسبة تتراوح بين 18 و20%. الطبيبة المعالجة وأعربت طبيبة المطروشي، سارة ماثيوز، مستشارة أمراض النساء والخصوبة، عن سعادتها الغامرة من أجل العائلة، وابتهاجها بالأمل الذي منحته للأخريات أيضاً. وقالت: هذه خطوة كبيرة إلى الأمام. نعلم أن زراعة أنسجة المبيض فعالة للنساء كبيرات السن، لكننا لم نعرف أبداً أنه بإمكاننا استئصال أنسجة من طفلة وتجميدها، ثم إعادتها للعمل مرة أخرى. وكشفت الدكتور سارة، التي أشرفت على علاج الخصوبة، أن موزة استعادت دورتها الشهرية العادية خلال ثلاثة أشهر فقط من إعادة زرع نسيج المبيض، بعد أن كانت تعاني انقطاع الطمث. وقالت: أصبحت امرأة طبيعية بصورة أساسية في سن العشرين، ويؤدي مبيضها وظيفته بصورة طبيعية. ويقول الأطباء، إنها سوف تمنح الأمل للكثير من الفتيات والنساء صغيرات السن اللواتي يواجهن خطر فقدان فرصة الأمومة، بسبب العلاج من أمراض السرطان والدم أو اضطرابات المناعة. علاج كيميائي ولدت المطروشي وهي مصابة بمرض ثلاسيميا بيتا، وهو اضطراب وراثي في الدم ينتج عنه خلل في إنتاج الهيمجلوبين، ويكون قاتلاً إذا لم يُعالج. وكانت المريضة بحاجة للعلاج الكيميائي، الذي يضر المبايض، لكنها خضعت لعملية زرع نخاع العظم حصلت عليه من شقيقها، في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن. وتم في ذلك الوقت إزالة مبيضها الأيمن عندما كانت في التاسعة من العمر، وقبل الخضوع للعلاج الكيميائي، جرت العملية في مدينة ليدز، حيث تم أيضاً تجميد المبيض. ومزج الأطباء أجزاء من أنسجة المبيض مع مواد حافظة لتقيها من أضرار التجميد، وحفظها في درجة حرارة تنخفض تدريجياً إلى 196 درجة تحت الصفر، قبل تخزينها تحت النيتروجين السائل. وفي العام الماضي، أعاد جراحون في الدنمارك زرع خمس شظايا من أنسجة المبيض مرة أخرى في جسدها، تم خياطة أربع شظايا منها على المبيض الأيسر المعطل وواحدة إلى جانب رحمها. ومرت موزة بفترة انقطاع الطمث. ولكن بعد عملية الزرع بدأت مستويات الهرمون تعود إلى وضعها الطبيعي، وقالت إنها بدأت في مرحلة الإباضة واستعادة خصوبتها. من أجل تحقيق أقصى قدر من النجاح في إنجاب طفل، خضعت موزة وزوجها أحمد لعملية تلقيح اصطناعي. وأنتجت تلك العملية ثلاث بويضات، من بين ثماني أعيد منها اثنتان للزرع في الرحم في وقت سابق من هذا العام. تجميد المبيض أشرفت على تجميد المبيض الدكتورة هيلين بيكتون، التي تقود قسم الاستنساخ والتطور المبكر في جامعة ليدز. وقالت: هذا أمر مشجع للغاية. موزة حالة رائدة، وكانت واحدة من المرضى الأوائل اللاتي حصلن على مساعدتنا عام 2001، قبل ولادة أي طفل نتيجة حفظ أنسجة المبيض. وأوضحت، يوجد أكثر من 60 طفلاً ولدوا في جميع أنحاء العالم لنساء استعدن خصوبتهن، ولكن موزة هي الحالة الأولى التي تم تجميد مبيضها قبل البلوغ، وأولى المرضى اللاتي تلقين علاجاً لمرض الثلاسيميا بيتا. ويعد الباحثون في جامعة ليدز في طليعة خبراء تجميد أنسجة المبيض في العالم. ولعب علماء ليدز دوراً فعالاً في أول عملية زرع أنسجة مبيض مجمدة في العالم، عام 1999. وقالت بيكتون، إن أوروبا وحدها تضم الآن عدة آلاف من الفتيات والشابات لديهن أنسجة مبيض مجمدة ومحفوظة. وعادة ما تجري هذه العملية لمرضى يتلقَّين العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، وكلاهما يضر بالخصوبة. حالات أخرى في وقت سابق من هذا العام، أصبحت مريضة بالسرطان من أدنبره في إسكتلندا، أول امرأة في بريطانيا تنجب طفلاً بعد زرع نسيج مبيض مجمد. كما أنجبت امرأة أخرى في بلجيكا طفلاً باستخدام نسيج مبيض كان قد تم تجميده عندما كان عمرها 13 عاماً فقط. وشهدت بلجيكا أيضاً عام 2004 أول حالة إنجاب طفل في العالم نتيجة زرع نسيج مبيض.

مشاركة :