متحف الإسماعيلية.. شاهد على تاريخ قناة السويس

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: ياسين محمد يقدم متحف الآثار بمدينة الإسماعيلية لزائريه، لمحة سريعة عن تاريخ يمتد لأكثر من 3000 عام، ويحكي ما دار منذ بداية حفر قناة السويس في نهايات القرن الثامن عشر، عندما سيق الفلاحون إلى السخرة، لشق ذلك المرفق الملاحي العالمي، قبل إنشاء المدن المطلة عليه. يفتح المتحف أبوابه بالمجان في المناسبات القومية والمرتبطة بأحداث قناة السويس، وخاصة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في عام 2015، الذي ساهمت أعمال حفر القناة على مدار عام واحد، في دعم مقتنيات المتحف بقطع أثرية، اكتشفت في مسار الحفر. وتروي العشرات من مقتنيات المتحف أيام السخرة التي عاشها الفلاحون المصريون في مشروع حفر قناة السويس 1859- 1869، حيث بدأت شركة قناة السويس العالمية في تمويل بعثة أثرية فرنسية للتنقيب عن الآثار في مواقع الحفر، برئاسة الآثاري الفرنسي جان كليدا، وقد كانت هذه الحفريات هي الباعث الحقيقي على إنشاء هذا المتحف في مدينة الإسماعيلية، والذي يعتبر ثاني متحف يقام في مصر بعد المتحف المصري. يقع المتحف بحي الإفرنج بطابع معماري على شكل صرح المعابد القديمة، يتميز بالبوابات التي تعلوها الجعارين ويضم قطعاً أثرية بداية من العصر الفرعوني إلى عصر محمد علي، وفترة حفر قناة السويس. الحفريات التي عثرت عليها بعثة الآثار في حفر قناة السويس الجديدة، منحت وزارة الآثار المصرية فكرة إنشاء بانوراما عسكرية أثرية تحكي تاريخ الحروب التي دارت في المنطقة، وخلفت آثاراً منذ بعثات رمسيس الثاني لسيناء، وفترة وجود الرومان بمصر، وتقول منى شعبان مديرة المتحف: بدأت فكرة إنشاء هذا المتحف أولاً للترفيه على موظفي وعمال شركة قناة السويس العالمية، وبدأ في حديقة منزل مهندس حفر القناة، حتى أنشئ بشكله الحالي، ففي العام 1861 وبمساعدة فرديناند ديلسبس، بدأ المهندس الفرنسي أندريه جيتيه، بتأسيس جمعية كان هدفها الحفاظ على التراث الناتج من أعمال الحفائر، وأطلق عليها الجمعية الفنية لبرزخ السويس، وقد أنشئ المتحف من خلال هذه الجمعية، بوضع الآثار الضخمة أمام منزل فرديناند ديلسبس بالإسماعيلية، كمتحف مفتوح عام 1885، قبل أن يقترح ماسبيرو، مدير مصلحة الآثار حينئذ، على إدارة شركة قناة السويس، إنشاء متحف يضم الآثار التي عثر عليها في بورسعيد والسويس، باعتبار أن كل منطقة في القطر المصري، يجب أن يكون لها متحف خاص. في عام 1904 اختيرت مدينة الإسماعيلية لإنشاء متحف يضم الآثار، ولكن الفكرة لم تتم إلا بعدها بثلاثين عاماً، بسبب نزاع على ملكية المتحف بين مصلحة الآثار، وشركة قناة السويس العالمية، وزود ماسبيرو المتحف بقطع أثرية من المتحف المصري، للتعجيل بفكرة متحف الإسماعيلية. من أفضل القطع في المتحف سجادة من الفسيفساء اكتشفت عام 1913 ومنها قطعة كبيرة الحجم مساحتها 75.4 متر مكعب ومثبتة بأرضية المتحف، مقسمة إلى ثلاثة صفوف، كل قسم يمثل قصة أسطورية، من أشهرها قصة فيدرا في قصرها، وهي تبعث رسالة إلى الملك الإغريقي هيبو ليتوس ابن زوجها تيسيوس، وفي مشهد آخر تيسيوس يقدم الابن لنبتون ليقتله، وفي الصف الثاني يوجد دينوسيس على عربة يجرها اثنان من القنطورس الخيول الأسطورية، ويقومان بالعزف، ويظهر أمامه سيكرو توس ممتطياً جواداً ويشرب الخمر، ومن أسفل يظهر بان، إله الصيد والمراعي، وهو ممسك بعنقود عنب، ويقدمه لهرقل، وفي الصف الثالث يظهر نص لاتيني من أربعة أسطر، يقول: على الرجل أن يتجنب الخمر من أجل تجنب الشر والكراهية، ولوحة أخرى أقامها درايوس للملك دارا الأول الفارسي، لتكون لوحة تذكارية قائمة على القناة التي أقامها لتربط النيل بخليج السويس.

مشاركة :