أكد الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد تعد الثقافة ركناً أساسياً في صميم العمل الحكومي والشعبي، وتحرص على تحقيق العمل التكاملي الثقافي بين الدول العربية لما يسهم في النهوض الفكري وبث روح السلام والتسامح. وقال خلال افتتاح أعمال الدورة الـ 20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي البارحة الأولى، إن"الهدف من اجتماعنا وحضورنا إلى الجمهورية التونسية الشقيقة ولقاء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ينصب في إطار العمل الدؤوب الذي توليه حكومة المملكة العربية السعودية لكل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته ودورها الإنساني الكبير في تحقيق رؤى الدول والحكومات العربية من أجل رفعة وطننا العربي وتحقيق الخير للشعوب من خلال الثقافة". وأوضح أن رؤية المملكة 2030 حملت اهتماماً بالثقافة، كان باكورة ذلك إنشاء هيئة عامة مستقلة للثقافة كرسالة لتأكيد دور الثقافة في المجتمعات لما يحقق رسالة الوطن الحضارية التي تتضمن العمل على مسارات جديدة تركز على الفهم, التي ستجعلها في المكانة التي تستحقها بلادي ضمن منظومة عالمية بما تمتلكه من إرث ديني وحضاري وتراثي وأثري وإنساني وإمكانات شتى. واستعرض وزير الثقافة والإعلام الجهود التي بذلتها المملكة خلال ترؤسها للدورة الـ 19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي التي كان موضوعها الرئيس (اللغة العربية منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني) حيث عملت على توثيق الصلات الثقافية وتجسير العلاقات مع المؤسسات والأفراد لتعزيز حضور اللغة العربية في شتى بقاع العالم كونها تمثل وجهاً حضارياً للمنطقة العربية ولغة راقية تحمل الكثير من المعاني. وأكد أن التقارب الثقافي العربي يضع جسوراً مشتركة بين أفراد وشعوب المجتمعات في الأفكار والأهداف والثقافة بدورها العام، فهي من يحدد الأطر والطرق نحو بلوغ الغايات في المجتمعات العربية ويحقق التأثير، وهي روح تربط المجتمعات إن أحسن القيام بأدوار فاعلة في هذه الاتجاه من أجل أجيال اليوم والمستقبل عبر اتجاهات شتى ولكسر الصورة النمطية النخبوية للثقافة في بعض أطياف المجتمعات العربية. وأشار الدكتور الطريفي إلى مصادر الثقافة العربية التي تتنوع في الإرث المادي وغير المادي التي حظيت بإعجاب العالم، داعياً في هذا الصدد إلى العمل على مواكبة التطورات الثقافية التي تعيشها المجتمعات العربية وتفعيل الأدوار في ذلك الشأن والعمل على تحقيق ما تنتظره الشعوب العربية بتبني قرارات ذات تأثير سريع على المشهد الثقافي العربي. وبين أن موضوع الدورة الجديدة للمؤتمر (الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي) ذو هدف يستحق الإشادة لما للإعلام من دور أساسي في حفظ الخصوصيات الثقافية والتراثية, بداية بحفظ الهوية العربية في ضوء موجة العالم الرقمي وتعدد منصاته بوصف اللغة العربية المقوم الأساسي للثقافة العربية، ولتكون اللغة متجددة مع المتغيرات ومستفيدة من كافة التقنيات. وقال "سنعمل معكم عبر لقائنا هذا واجتماعاتنا على وضع اليد في التوجه الحقيقي نحو تبني جميع الأفكار والرؤى التي ستجعل من قيمنا الثقافية وإرثنا الحضاري ينبوع معرفة تنشره وسائل الإعلام الرقمي لتحقق طموحاتنا جميعاً في دمج الانجراف التقني الكبير لصالح هويتنا وثقافتنا العربية والأجيال القادمة". وكان الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس تونس قد استقبل في قصر قرطاج الرئاسي أمس، الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام الذي يرأس وفد المملكة للمشاركة في أعمال الدورة الـ 20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.
مشاركة :