قبل نحو أربعة عقود من الآن وقبل أن تعلن المملكة فتح أسواقها للمستثمرين الأجانب بصورة مباشرة، ومن أطراف العاصمة الفرنسية باريس، قررت إدارة واحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم "شنايدر إلكتريك"، فتح ثاني أكبر مصانعها في العالم على الأراضي السعودية، وتحديدا في المنطقة الصناعية الثانية على بعد 30 كيلومترا جنوب العاصمة الرياض. وتوسعت "شنايدر إلكتريك"، وهي شركة فرنسية عالمية تعمل في عدة مجالات أهمها إدارة الطاقة والأنظمة والنفط والغاز وتوزيع الكهرباء والبنية التحتية، وينتشر نشاطها في أكثر من 100 دولة حول العالم، مع مرور الأعوام في المملكة حتى باتت لديها اليوم نحو تسعة مكاتب حاليا على مستوى المملكة، فيما بلغ عدد موظفيها 1400 موظف تتجاوز نسبة السعوديين بينهم 28 في المائة. فنيون سعوديون ضمن أطقم العمل في المصنع. "الاقتصادية" زارت المصنع برفقة زياد مرتجى الرئيس التنفيذي لشركة "شنايدر إلكتريك" في المملكة للوقوف على نشاط الشركة في السوق السعودية، وأيضا رؤيتهم للبيئة الاستثمارية في المملكة. يقول مرتجى إن الشركة تعتزم الاستفادة من الانفتاح الكبير الذي تبديه المملكة اقتصاديا، في توسيع قاعدة عملها في المملكة، كاشفا عن خطط "شنايدرإلكتريك" لبناء مصانع إنتاج جديدة، إلى جانب عزمهم، وفي خطوة غير مسبوقة، على تجهيز خطوط إنتاج مستقلة وتجهيز مصنع متكامل للفتيات السعوديات، بهدف تحقيق بيئة آمنة ومتماشية مع خصوصية المجتمع تسمح لهم برفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في الشركة. جانب من مصنع الشركة. وبدأت "شنايدر إلكتريك" العمل على الأراضي السعودية قبل 38 سنة وبالتحديد عام 1978، كما يقول رئيسها التنفيذي في المملكة، ويضيف "مصنع "شنايدر إلكتريك" في السعودية هو ثاني أكبر مصنع للشركة بعد مصنعها الرئيس في باريس.. وقد توسعت الشركة في المملكة مع مرور السنوات سواء في المبيعات أو الخدمات الفنية التي تقدمها لشركائها في المملكة، ومنها شركات الطاقة والكهرباء والوزرات الحكومية وشركة أرامكو وسابك. ويتابع مرتجى "هناك اليوم ثلاثة مصانع للشركة في الرياض ومركز أبحاث وتطوير متخصص في المنطقة الشرقية بالتعاون مع شركة أرامكو وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن". وكشف الرئيس التنفيذي أن خط الإنتاج في المصنع رقم 3 في الرياض تم تجهيزه بالكامل للعمل النسائي، وأضاف "نحن الآن في طور توظيف 20 فتاة، حيث سيتم تدريبهن وتأهيلهن، متوقعا تشغيل الخط في النصف الأول من 2017. زياد مرتجى وبين مرتجى أن عدد الموظفين في الشركة في المملكة بلغ حتى الآن 1400 موظف و400 مهندس، ونسبة السعودة وصلت 28 في المائة بتصنيف بلاتيني، متوقعا مضاعفة الرقم في الأعوام المقبلة ليصل إلى نحو 50 في المائة، فيما يبلغ عدد موظفي الشركة في العالم نحو 200 ألف موظف منهم 20 ألف مهندس خمسة آلاف منهم متخصصون في الابتكار والتطبيقات الذكية. وأوضح مرتجى أن منتجات المصنع 12 منتجا جلها مرتبطها بالأعمال الكهربائية وتوزيعها وضمان سلامتها بالتعاون مع الشركات الأخرى مثل الشركة السعودية للكهرباء وأرامكو وسابك. وأفصح مرتجى عن أن إنتاج الشركة يذهب في المرحلة الراهنة لتغطية الطلب في السوق المحلية، إلا أن الشركة بصدد عمل دراسة بالتعاون مع فروع الشركة في المنطقة، لبحث إمكانية رفع إنتاج المصانع في السعودية والبدء بالتصدير إلى الأسواق المجاورة في الشرق الأوسط وإفريقيا. ونوه الرئيس التنفيذي لشركة "شنايدر إلكتريك" إلى أن لدى الشركة خطط مستقبلية بهدف مواكبة "رؤية السعودية 2030"، التي ترتكز على دعم دور القطاع الخاص الذي سيشمل بالتاكيد التوسع في القطاع الكهربائي والصناعي والعمراني، ورفع مستوى مشاركة الكوادر الوطنية في هذا المجال وهو ما ستسعى الشركة للاستفادة منه.
مشاركة :