حجبُ بعض المطالب والمعاملات، وما يُنشر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، عن ملف العرض اليومي أو الصحفي للمسؤول - في حال حدث - من قبل مدير مكتبه أو سكرتيره، بحجة لا تعكرون مزاجه بمطالب متكررة، وهذه أمور يعالجها الوكلاء، أو مدراء العموم ..إلخ، يُعد أمراً غير احترافي أو مهني إن حصل، خصوصا عندما يعتقد هذا المدير أو السكرتير أنه الأقدر والأجدر لمعرفة ما يجب عرضه ومالا يجب عرضه على رئيسه أو مديره الأعلى؟!. الأمانة تقتضي أن يطَّلع المسؤول المؤتمن على كل صغيرة وكبيرة تخص ما أؤتمن عليه، وأن لا يحجبَ السكرتير أو مدير المكتب (معاملة ما)، أو طلباً من (مُراجع ما) لمُقابلة المسؤول، مُعتقداً أنه بذلك يُحافظ على وقت رئيسه، أو يمنع إزعاجه بمطالب البسطاء من الموظفين والمراجعين؟!. بعض مدراء المكاتب قد يتقمصون ويتصرفون بطريقة مُشابهة (لشخصية رؤسائهم)، وكأنّ الصلاحية بيدهم طبقاً للمثل الشعبي الدارج -يضرب بعصا غيره - فلرُبما وجه ما يراه هو باسم المدير أو الوزير، ومنع وأمر ونهى بذات الطريقة، بينما الدور الحقيقي لمدير المكتب الأمين أن يكون حلقة وصل بين المسؤول والمجتمع الداخلي والخارجي للمنظمة التي يعمل بها، ومرآة صادقة تعكس الحقيقة كما هي للمسؤول الأول في هذه الجهة، ويشير على رئيسه عند عرض المُعاملات عليه، بما يؤمن به ويعتقد أنه الأنسب والأصلح للمنظمة، وما يرتضيه لنفسه لو كان في ذات الموقف، ويترك القرار النهائي للمسؤول - بحرية تامة- دون تأثير أو شرح مُسبق على المُعاملة المعروضة (ليوقع المسؤول فقط)!. مهام مدير المكتب أو السكرتير في أي منظمة إدارية عظيمة جداً، فالناجحون ممن يشغلون هذه المناصب (يعرفون حجمهم الحقيقي) ويحافظون على مواقعهم والمسافات بينهم وبين الآخرين بكل تواضع واحترام، وبرأيي أن أخطر من يؤثر على هؤلاء هم (شلة الطفيليين) الذين يظهرون فجأة بعد كل ترقية أو تعيين، ممن قد (ينفخون) في السكرتير أو مدير المكتب، ليصنعوا منه (مسؤولاً بدلاً من المسؤول الحقيقي)، ويطبِّلوا له بأنه (الرجل الثاني) بعد رئيسه، وأن الصلاحيات تؤخذ ولا تُعطى، وأن الأمر بيده، وكل الناس في حاجته ويرجونه ...إلخ من بعض الصور التي نسمع عنها، ونرجو ألاّ تكون حقيقة!. ليتذكر كل (مدير مكتب أو سكرتير) بأن ولاة الأمر - حفظهم الله - قد شرَّعوا فتح الأبواب للمواطنين والمُراجعين، وبأن يسمع كل وزير ومسؤول (صوت الناس) ويلبي مطالبهم، ويقضي حوائجهم، فكن خير مؤتمن، واعلم أن المناصب لا تدوم..!. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :