يرتفع مع مرور الأيام وبسط قوات النظام السوري وحلفائها سيطرتهم على أحياء حلب الشرقية، عدد الشبان المفقودين والذي قارب الـ6 آلاف أخيرا ليتبين أن القسم الأكبر منهم تم اعتقاله وإخضاعه للتجنيد الإجباري وحتى زجه في المعارك التي لم تهدأ في المدينة إلا في الساعات الماضية. وأقر النظام باعتقال 700 من شبان حلب الشرقية لأن أسماءهم في عداد المطلوبين للخدمة العسكرية، ولأن قواته باتت تفتقر للكثير، وهو ما أعلنه صراحة رئيس هذا النظام بشار الأسد خلال مقابلة الأربعاء مع قناة روسية حين قال: إن «الجيش تكبد خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح»، مضيفا: «لدينا الكثير من الجرحى الذين خرجوا عن إطار العمل العسكري بسبب عدم قدرتهم الآن على القيام بمثل هذه الأعمال». وقال قيادي في تجمع «فاستقم كما أمرت» كان يستعد لمغادرة أحد أحياء حلب الشرقية يوم أمس، فضّل عدم الكشف عن هويته، إنه «تم التغرير بالكثير من الشبان نتيجة الدعاية الكاذبة التي اعتمدها النظام متحدثا عن تسوية أوضاع من يسلّم نفسه للسلطات»، لافتا إلى «اعتقال المئات من الشبان على حواجز تابعة لـ(حزب الله) والميليشيات الإيرانية تم نصبها في الأحياء الشرقية التي سيطروا عليها حديثا وإجبارهم بعد إخضاعهم لتدريبات مكثفة على المشاركة في العمليات القتالية التي شهدتها الأحياء التي كانوا بالأمس من سكانها ووضعوهم في مواجهة قوات المعارضة». وأشار القيادي المعارض في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّه «تم التعرف على شابين قتلا في اشتباك مع الفصائل على جبهة الشيخ سعيد، وتبين أنّهما كانا من مساكن هنانو التي سيطر عليها النظام وحلفاءه أخيرا، وأُجبرا على المشاركة بالعمليات القتالية». وأضاف: «نحن لم نتمكن بعد من إحصاء أعداد الشبان الذين تم اعتقالهم وإخضاعهم للتجنيد الإجباري تحت حجة تسوية أوضاعهم، إلا أنها لا شك أعداد كبيرة تُجبر على الانضمام لجيش أبعد ما يكون عن الوطنية، وهو جيش طائفي حاقد على الشعب بعدما تمت إعادة هيكلته بشكل كامل فيتحول لأداة بيد الديكتاتور والطائفة التي ينتمي إليها». ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» يوم أمس عن رئيس فرع الشرطة العسكرية في حلب العميد حبيب صافي، قوله: إن «تحرير الأحياء الشرقية في حلب يرفد الجيش العربي السوري بمجموعة من الشباب سيشكلون في وقت لاحق (قوى رديفة للجيش تقاتل في صفوفه)»، لافتا إلى أنّه تم تجنيد «نحو 700 شخص بعد بدء الأعمال القتالية في شرق حلب والعدد إلى ازدياد». وبحسب العميد صافي، يخضع الأهالي الخارجون من شرق حلب لعملية تدقيق في سجلاتهم، ويتم «استقطاب كل من هو مدعو للاحتياط أو متخلف أو فار من الجيش ونقلهم إلى مراكز التجميع» حيث يخضعون خلال سبعة أيام لدورات تدريبية وإرشادات، على أن يتم نقلهم بعد ذلك إلى مراكز يوزعون منها على مختلف تشكيلات الجيش التي تحتاج عددا إضافيا، وفق صافي. ويروي محمد والو (35 عاما) وهو أحد أبناء الأحياء الشرقية لحلب التي سيطرت عليها قوات النظام وحلفائها أخيرا أنّه وخلال مروره على أحد الحواجز في طريقه لشراء بعض الحاجيات، اكتشف أن اسمه في عداد المطلوبين للخدمة الاحتياطية، وتم نقله إلى مركز حكومي في غرب المدينة. وتُلزم قوات النظام السوري الشبان عند بلوغهم سن الثامنة عشرة تأدية الخدمة الإلزامية في الجيش لمدة تتراوح بين عام ونصف وعامين. وبعد أدائه الخدمة الإلزامية، يُمنح كل شاب رقما في الاحتياط ويمكن للسلطات أن تستدعيه في أي وقت للالتحاق بصفوف الجيش خصوصا في حالات الطوارئ. ونظرا للضعف الذي أصاب قوات النظام لقتالها المتواصل في جميع أنحاء سوريا منذ مارس (آذار) 2011. يسعى الأسد لدعم قواته ليس فقط بالميليشيات العراقية والإيرانية بل بشبان كان يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة. وقبل نحو شهر، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، عن تشكيل فيلق جديد من المقاتلين المتطوعين، باسم «الفيلق الخامس اقتحام»، بهدف «القضاء على الإرهاب».
مشاركة :