حلب – الوكالات: وصلت الدفعة الأولى من مقاتلين ومدنيين تم إجلاؤهم من شرق حلب أمس الخميس إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف المدينة الغربي. وخرجت الدفعة الأولى من شرق حلب حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا في حوالي 30 سيارة إسعاف وحافلة وصلت بعد أكثر من ساعة إلى ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وقال مصدر عسكري: «غادر في الدفعة الأولى 951 شخصا، بينهم اكثر من مائتي مسلح و108 جرحى وبينهم ايضا مسلحون». وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأنه يجري التحضير لإخراج الدفعة الثانية. وفي وقت سابق من صباح أمس الخميس، احتشد آلاف الأشخاص في منطقة تجمع المغادرين في العامرية في شرق حلب ينتظرون دورهم لمغادرة مدينتهم. وكتب احدهم بالغبار على احدى الحافلات «سنعود يوما». وأفاد مراسل فرانس برس بأن بعض المدنيين كانوا يبكون، فيما ودع مقاتلون افراد عائلاتهم المغادرين في الدفعة الأولى. وبدا آخرون فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل أرهقهم، في حين وقف اشخاص مترددين في الصعود إلى الحافلات خوفا من اعتقالهم أو اجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في شريط مصور قصير نشرته صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع «فيسبوك»: «أريد ان اؤكد ان ما يحصل اليوم هو كتابة التاريخ، يكتبه كل مواطن سوري». وتأتي عملية الإجلاء في إطار اتفاق تم التوصل إليه برعاية تركية روسية لإجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، اثر هجوم واسع لقوات النظام السوري ضد الاحياء الشرقية استمر شهرا. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بأن «اربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم سيتم إخراجهم من الأحياء الشرقية». وستتيح مغادرة الفصائل المعارضة لمدينة حلب للجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على المدينة في انتصار يعد الأكبر له منذ بدء النزاع في سوريا قبل حوالي ست سنوات. وكانت كل من دمشق وموسكو قد أعلنتا صباح أمس التوصل إلى اتفاق جديد لإجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب، بعد فشل تنفيذ اتفاق أول يوم الأربعاء الماضي. وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق ان الاتفاق ينص ايضا على ان يتم إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل المعارضة في محافظة إدلب. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حماة محمد الحزوري قوله انه تم «إرسال 29 حافلة وسيارات إسعاف وفرق طبية إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف ادلب لإخراج الحالات الإنسانية وعدد من العائلات». وأوضح مصدر ميداني سوري انه سيتم «إجلاء 1200 جريح ومريض وذويهم» من الفوعة وكفريا. وعانى السكان في آخر جيب انحصر فيه مقاتلو المعارضة في حلب خلال الفترة الأخيرة ظروفا مأساوية، وازداد الوضع سوءا بعدما وجدوا انفسهم محاصرين بالنيران، اثر تجدد المعارك ظهر الأربعاء بعد تعليق العمل باتفاق الإجلاء الأول. وتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له. ويعانون الخوف والجوع والبرد. وأثار هذا الوضع مخاوف المجتمع الدولي، وخصوصا بعد إبداء الأمم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم قوات النظام بقتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء وأطفال، في شرق حلب. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس الخميس ان بلاده لا ترى «مستقبلا للرئيس الأسد» في سوريا. وأضاف: «حتى إن انتصر على المعارضة في حلب، ليس هناك انتصار في قصف مستشفيات أو تقييد وصول المساعدة الإنسانية».
مشاركة :