قالت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية إن معركة حلب ليست مجرد حدث، بل عملية فوضوية عنيفة تشترك فيها قوى خارجية أبرزها روسيا وأميركا، لم تملك القدرة على فرض أي نوع من الاستقرار خلالها. ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا التي يقودها فلاديمير بوتن صارت بعد تحويلها حلب إلى ركام إلى قوة عالمية لن تتوقف حتى تؤمن لنفسها مقعدا رئيسيا على الساحة العالمية. وتضيف الصحيفة أن تدمير بوتن لحلب كما فعل في جروزني الشيشانية ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لهدف آخر. ونقلت عن ديمتري ترنين من مؤسسة كارنجي موسكو قوله: «إن تصرفات روسيا في سوريا لا تتعلق بالشأن السوري أو حتى الشرق الأوسط بل تهدف إلى إعطاء موسكو دورا عالميا يكافئ الدور الأميركي». وقالت الصحيفة إن تعزيز إيران لدورها في سوريا بعد معركة حلب وطرد المعارضة من معظم المناطق الحضرية أثار معارضة من دول إسلامية وعربية شعرت بالقلق. وأضافت أن عدد قوات المعارضة السورية يقدر بحوالي 100 ألف مقاتل، هزموا في معارك المدن، ولم يتبق لهم إلا الأرياف، مشيرة إلى أن بقاء بشار في السلطة سيدفع هؤلاء المسلحين إلى تنظيمي الدولة أو القاعدة. ولفتت الصحيفة إلى الدور الأميركي الذي ستضطلع به الإدارة الأميركية القادمة تجاه سوريا، ورأت أن الرئيس المنتخب ترمب سيكون عليه التفكير بحذر، وعدم تطبيق سياسة مجنونة هناك ستفضي في النهاية إلى إعطاء مزيد من الانتصارات لمتشددي إيران الذين لم يرغبوا أبدا توقعي اتفاق نووي ينهي حلم امتلاكهم القنبلة.;
مشاركة :