الانشغال متواصل في العديد من الدول بشأن مصير المدنيين في حلب، لا سيما أن دمشق وحلفاءها على أهبة السيطرة بشكل كامل على ما تبقى من مساحات المنطقة الخاضعة لمسلحي المعارَضة. واشنطن تتهم النظام السوري بارتكاب مذبحة دون تمييز في حق شعبه مثلما ورد على لسان وزير الشؤون الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال بوضوح: نظام الأسد ينفذ في الحقيقة ليس أقل من مجزرة. وقد شهدنا عمليات قتل دون تمييز، وهي ليست حوادث تطرأ عن غير قصد في الحروب وليست أضرارا جانبية، بل هي بكل صراحة سياسة ترهيب للمدنيين تُنفَّذ ببرودة دم وعن قصد. واشنطن تقول إنها تسعى مع مختلف الشركاء الدوليين، بمن فيهم موسكو وأنقرة، من أجل وقف فوري ودائم للأعمال القتالية في حلب والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل حل سياسي للأزمة في سوريا. من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشأن اللاجئين من حلب: إذا اقتضى الأمر سنتكفل بجزء من هؤلاء الوافدين، الأطفال والمُسنِّين، هؤلاء الذين يوجدون في ظروف صعبة فعليا في تركيا وسنأويهم في مخيمات وإذا أمكن في مساكن. سنوفر لهم أجواء تنعم بالسلم. الأنظار تتوجه إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي الجمعة بطلب من فرنسا في محاولة للتوصل إلى قرار أممي يبيح إرسال بعثة مراقبين دوليين تتابع عملية خروج المدنيين من حلب الشرقية، خوفًا من أن تُحوِّلَها دمشق إلى سريبرينيتشا ثانية مثلما قال جون كيري، فيما ينتَظر انعقاد اجتماع روسي إيراني تركي في موسكو نهاية الشهر الجاري بشأن سوريا.
مشاركة :