لغة الضاد لا تجد غير مواقع التواصل للاحتفاء بيومها احتفى محبو لغة الضاد والمهتمون بها على مواقع التواصل الاجتماعي باليوم العالمي للغة العربية بالتزامن مع احتفاء اليونسكو بهذه المناسبة، وتألقت تعليقاتهم بأبيات الشعر والألفاظ الرصينة، وهي ظاهرة تغيب عن مواقع التواصل الاجتماعي عادة. العرب [نُشرفي2016/12/16، العدد: 10487، ص(19)] العربية لغة حاضرة في كل زمان ومكان باريس – احتفى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف في الثامن عشر من ديسمبر، بالتزامن مع احتفال أقامته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الثلاثاء بهذه المناسبة، في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس، فيما غاب أغلب العرب عن احتفال يوم لغتهم العالمي، ولم يشارك فيه غير وزير التعليم الإماراتي حسين الحمادي، إذ على ما يبدو فإن وزراء التعليم العرب منشغلون بغير المحافظة على اللغة العربية. وتفاعل الكثيرون مع تغريدة علي بن تميم مدير عام “أبوظبي للإعلام” التي نشرها مع صورة وقال فيها “مع الحمادي وزير التعليم الإماراتي وجمال بن حويرب بباريس ابتهاجا باليوم العالمي للغة العربية وبالعربي نفتقد مسؤولي التعليم في الفعالية”. وعلى الرغم من أن هاشتاغ اليوم العالمي للغة العربية لم يحظ بالمتابعة والتعليق كما ينبغي من المغردين والنشطاء العرب، إلا أن طبيعة المشاركة كانت ملفتة، حيث اتسمت التعليقات والتدوينات برقي الألفاظ والعبارات ومدى ثقافة المتابعين واهتمامهم باللغة العربية واحتفائهم بها، على عكس ما تمتلئ به مواقع التواصل الاجتماع العربية من شتائم طائفية واتهامات مذهبية وتحريض، عند إثارة أي موضوع اجتماعي أو سياسي. وقالت إحدى الناشطات “ما ضرها من ضلّ عن طرقاتها أو من تغرب في السطور وتاه فالله خلّدها خلود كتابه شمسا ولكن لا يغيب سناها”. وكتب مغرد “فحسبُنـا مِنْ لِسانِ الضّـادِ أنّ لـه… فيضا من النّور أو نبعا صَفا وجَـلا”. وغردت أخرى “لُغَـةُ السّمَـاءِ وفي النفوسِ حُرُوفُها نُـوْر.. يُفيْـضُ الحُـبَّ والإلْهَـامَ”. الهاشتاغ لم يحظ بالمتابعة كما ينبغي لكن التعليقات تميزت بالرصانة والرقي وكتبت ناشطة باسم قطرات النحو الندية “لغة الشموخ أحبها وتحبني… ولنا حديث في الصبابة موجع… أروي لها حزني وتروي حزنها… وتسيل منا في الظلام الأدمع”. وطالب بعض الناشطين بإيلاء أهمية للغة العربية في التعليم وقال أحدهم “بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقترح على المناهج استحداث مادة للمحادثة في اللغة العربية، كمادة الـConversation في اللغة الإنكليزية”. وقال د. عبدالله غليس‏ “بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نأمل من الجامعات اعتماد اللغة العربية في تدريس كافة العلوم بدلا من الإنكليزية”. ورأى متابع أن “اللغة العربية حية باقية محفوظة بحفظ الله تعالى ودورنا أن نجعلها مواكبة لكل جديد”. وجاء في حساب على تويتر باسم المدقق الإملائي “أتمنى من الجهات المسؤولة أن تسنّ قانونا يجرّم الأخطاء الإملائية في جميع الاستخدامات”. واستهل معهد العالم العربي في باريس الاثنين الماضي هذا الاحتفال بجملة من الندوات والعروض. وقدم المعهد بالاشتراك مع مجلة “أرويون 21” المستقلة مجموعة من الأنشطة تراوحت بين الندوات والعروض الحية للخط والموسيقى، فضلا عن شريط وثائقي. وتناولت الأنشطة حاضر اللغة العربية وماضيها، في ظل التغيرات والتحولات العميقة التي تعيشها هذه اللغة والبلدان الناطقة بها. وأظهر الناشطون اهتماما باحتفال اليونسكو باللغة العربية في باريس، وقال أحد المغردين “نحن مغتربون في ديار لا يتحدث أهلها العربية”. ولم يزدهم ذلك إلاعشقا للغة القرآن. وكتب متابع “بلسان مبتعثين تستحق منا الكثير، وتعني لنا الكثير”. وقال آخر “ليت اللغة العربية تنفرد بجمالها وتعتلي القمة ويسأل الشعب عنها ويستمتع بسحر كلماتها في الشعر وغيره..”. وعلق أحدهم قائلا “أنا لا أكتب إلا لغة.. في فؤادي سكنت منذ الصغرْ لغة الضاد وما أجملها.. سأغنيها إلى أن أندثرْ”. وكان المتحمسون للغة العربية الفصحى حاضرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم “ما أتقن التحدث بالعربية إنسان إلا زادته شموخا وأكسبته ثقة وجملته مظهرا ومخبرا”. وانتقد آخر الساخرين من العربية الفصحى وقال “الذين يسخرون من الحديث بالفصحى في المناسبات الجادة فئة جاهلة، ومن جهل شيئا عاداه وسخر منه”. واعتبر ناشط على فيسبوك أن “اللغة مرتبطة بالهويّة؛ ولذا كانت الدول الاستعمارية تستهدف الأمم في لغاتها”. واستغرب آخر قائلا “من المخجل أن البعض يستحي أن يتحدث بلغته؛ بل يهزأ ممن يلتزم بها، بينما يفخر بإقحام كلمات دخيلة أثناء كلامه!”. :: اقرأ أيضاً بعد سنوات من الانتظار.. قانون الصحافة المصري يجهض آمال الصحافيين أكبر قرصنة في تاريخ الإنترنت تهوي بمستقبل ياهو ترامب يتودد إلى عمالقة الإنترنت بعد جفاء هاشتاغ اليوم: ثوار الكيبورد يحتشدون للعصيان في السودان