واشنطن - قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إن الولايات المتحدة سترد في التوقيت المناسب على القرصنة الروسية للتأثير في الانتخابات الأميركية، بينما جدد مسؤولون أميركيون الاتهامات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه أشرف على هجمات إلكترونية نفذتها أجهزة مخابراته للتأثير على نتيجة الانتخابات. وأوضح أوباما لإذاعة "أن بي آر"، "أعتقد لا شك أنه عندما تحاول أي حكومة أجنبية التأثير على نزاهة انتخاباتنا فإننا نصبح في حاجة إلى اتخاذ إجراءات"، مضيفا "ونحن سنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما". وتابع الرئيس الأميركي أن "بعضا منه (الرد) سيكون واضحا وعلنيا. والبعض الآخر ليس كذلك". وأشارت "أن بي آر" إلى أن أوباما تجنب تأييد الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأن روسيا اخترقت حسابات البريد الإلكتروني لمؤسسات ومسؤولين في الحزب الديموقراطي بهدف مساعدة الجمهوري دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية على حساب الديموقراطية هيلاري كلينتون. وأمر أوباما وكالات الاستخبارات المركزية بإجراء مراجعة كاملة لعملية القرصنة وتقديم تقرير له قبل أن يترك منصبه في 20 كانون الثاني/يناير. وقال الرئيس الأميركي للإذاعة نفسها إن "هناك مجموعة كاملة من التقييمات لا تزال في طور الإجراء بين الوكالات". ومن المقرر أن تبث المقابلة كاملة صباح الجمعة، قبيل ساعات من المؤتمر الصحافي لنهاية العام الذي سيعقده أوباما. وأضاف أوباما "وحتى عندما أتسلم التقرير النهائي، كما تعلمون، سنكون قادرين كما أعتقد، على إعطاء تخمين مفهوم وأفضل لتلك الدوافع". وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق الخميس أنه يحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية المباشرة عن القرصنة المعلوماتية. وفي واشنطن، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشرف على هجمات إلكترونية نفذتها أجهزة مخابراته للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية وتحويلها من جهد عام لإضعاف الثقة في العملية الانتخابية إلى محاولة محددة لدعم دونالد ترامب. وأعرب ترامب الفائز بالانتخابات عن غضبه من الاتهامات بأن روسيا سعت للتأثير على العملية الانتخابية باختراق مواقع أفراد ومؤسسات منها هيئات تابعة للحزب الديمقراطي. ونفى مسؤولون روس كل الاتهامات بأي تدخل في الانتخابات الأمريكية. لكن المسؤولين الأميركيين الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم قالوا إن وكالات المخابرات الأميركية واثقة من دقة تقييمها بشأن وقوع هجمات الكترونية روسية على الانتخابات. وقال أحد المسؤولين "بدأ ذلك في صورة محاولة لإظهار أن الديمقراطية الأميركية لم تعد تتمتع بمصداقية أكثر مما يصفها بوتين." وقال المسؤول "تطور (التسلل) من نشر إخفاقات (هيلاري) كلينتون وتجاهل نتائج التسلل إلى مؤسسات تابعة للحزب الجمهوري قام به الروس أيضا." وتابع المسؤول أنه بحلول الخريف أصبحت المحاولات جهدا لمساعدة حملة ترامب لأن "بوتين يؤمن أنه سيكون أكثر صداقة لروسيا خاصة في مسألة العقوبات الاقتصادية" من منافسته الديمقراطية كلينتون. وكانت شبكة (إن. بي. سي) ذكرت في وقت سابق أن مسؤولي المخابرات الأميركية على "درجة عالية من الثقة" في أن بوتين شارك شخصيا في حملة التسلل الإلكتروني الروسية ضد الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه "مندهش" من تقرير إن.بي.سي. ورفض ترامب الذي يتولى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني تقارير بوقوع قرصنة إلكترونية روسية على المؤسسات السياسية الأميركية. وفي أكتوبر/تشرين الأول، اتهمت الحكومة الأميركية روسيا رسميا بحملة هجمات الكترونية ضد المؤسسات السياسية الأمريكية قبل الانتخابات. وقال أوباما إنه حذر بوتين من العواقب وأمر وكالات المخابرات الأميركية الأسبوع الماضي بإعداد مراجعة شاملة عن هذه القضية. وكان مسؤول أميركي كبير قال الأسبوع الماضي إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) خلصت إلى أن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدة ترامب على الفوز وليس فقط لتقويض الثقة في المنظومة الانتخابية الأميركية.
مشاركة :