واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة بأن تعطيل هرمون معين في البعوض، قد يقلل من قدرته على نقل الطفيلي المسبب للملاريا، وهو نهج جديد يمكن أن يحد من انتشار المرض، الذي يهدد نصف سكان العالم ويقتل طفل في أفريقيا كل دقيقة. الدراسة أجراها باحثون في مدرسة "هارفارد تي إتش تشان" للصحة العامة في جامعة بوسطن، ونشروا نتائجها الجمعة، في دورية "PLOS Pathogens" العلمية. وينتقل الملاريا عن طريق طفيلي أحادي الخلية، وتقوم أنثى بعوض "أنوفيليس" بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، ولما تلدغ شخصاً آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ. وأجرى فريق البحث دراسته للتحقق من بديل محتمل للمبيدات الحشرية، التي تقتل البعوض، للقضاء على المرض، عن طريق إضعاف قدرة البعوض على نقل للمرض بدلا من قتله. واختبر الباحثون مادة كيميائية معروفة باسم "DBH.DBH" تستهدف نشاط هرمون "الستيرويد"، الذي يلعب دورًا في العديد من العمليات الحيوية لدى البعوض. وبعد استهدف البعوض الذي ينشر الملاريا في جنوب صحراء إفريقيا، بهذه المادة الكيميائية، وجد الباحثون أنها تقصّر عمر البعوض، وتقلل من عدد بيضه الذي ينتجه، ويساعده على التكاثر، وبذلك تمنع تطور الطفيلي المسبب للمرض. وقال الباحثون إن رش هذه المادة الكيميائية على البعوض في المناطق المعرضة للخطر، يمكن أن يحد من المرض بفعالية كما المبيدات الحشرية. وبوسع الملاريا، إذا لم يُعالج بسرعة بواسطة أدوية ناجعة، أن يفتك بمن يُصاب به، وذلك عن طريق إصابة كرات الدم الحمراء بالعدوى وإتلافها، وسدّ الشعريات التي تحمل الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 3.2 مليار شخص، أي نصف سكان العالم تقريبا، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، كما أن المرض يقتل طفل في أفريقيا كل دقيقة. وأضافت المنظمة أن الملاريا أودى بحياة نحو 627 ألف شخص عام 2012، غالبيتهم من أطفال جنوب صحراء إفريقيا وتقل أعمارهم عن 5 أعوام، ويتسبب الوباء في وفاة 1300 طفل يوميًا في الدول الأفريقية الواقعة فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى.
مشاركة :