قال وزير الطيران المدني المصري، شريف فتحي، إن المفاوضات الجارية مع الجانب الروسي لعودة الطيران إلى مصر تحرز تقدماً، متوقعاً أن تتوافد الطائرات الروسية، المتوقفة منذ سقوط طائرة روسية ومقتل جميع ركابها في سيناء خلال أكتوبر 2015، إلى المطارات المصرية في أقرب وقت، وأكد الوزير في حوار لـ«الجريدة» أن الجانب المصري نفذ التوصيات الروسية، مشدداً على أن جميع العاملين في المطارات المصرية يخضعون لمراجعات أمنية بصورة دورية، نافياً صحة الحديث عن الاستعانة بشركات أمنية أجنبية للقيام بهذا الدور... وفيما يلي نص الحوار: • هل يخضع العاملون في المطارات إلى مراجعة أمنية، خاصة أن أحد المتهمين في قضية تفجير الكنيسة البطرسية كان يعمل في المراقبة الجوية؟ - لا أريد الحديث في هذا الأمر، لأن الملف كله بين يدي جهات التحقيق، والتي ستعلن الحقيقة كاملة عقب الانتهاء من التحقيقات، لكن كل ما أستطيع قوله إن جميع العاملين بالمطارات المصرية يخضعون باستمرار لمراجعات أمنية بصفة دورية، لا نتدخل في عمل جهات التحقيق التي تتولى حاليا ملفي الطائرة الروسية وطائرة مصر للطيران القادمة من فرنسا وسقطت في مياه البحر المتوسط، مايو الماضي. • ما آخر المستجدات في ملف عودة الطيران الروسي إلى مصر؟ - المفاوضات مستمرة لعودة الطيران والسياحة الروسية بشكل طبيعي إلى مصر، من خلال تقديم كل الضمانات التي تؤكد أن المطارات المصرية آمنة تماما، وهناك تقدم في المفاوضات مع الجانب الروسي لعودة الطيران في أقرب وقت. • هل اتخذت السلطات المصرية إجراءات إضافية لتأمين المطارات؟ - بالتأكيد اتخذنا المزيد من الإجراءات الأمنية، وقدمنا ضمانات لكل الدول تؤكد أن المطارات المصرية آمنة، إذ قومنا باستيراد أحدث المعدات والأجهزة لتأمين المطارات وفقا لأعلى المعايير الدولية، وكان لروسيا بعض المطالب الخاصة بتركيب كاميرات الأسوار وأجهزة دخول وخروج للعاملين في المطارات بنظام «البيو مترك»، وبالفعل استجبنا لها، إضافة إلى أن القاهرة اشترت 21 رادارا من الجانب الروسي لتغطية المجال المصري بالكامل، ووصلت قيمة الصفقة 300 مليون دولار. • ماذا عن زيارات الوفود الأمنية الروسية المتكررة؟ - استقبلنا زيارات دورية لوفود روسية، واطلعناها على تنفيذ التوصيات التي طالبت بها موسكو، وقد أكد الروس أن الحالة الأمنية في مصر مستقرة، بعدما شاهدوا الإجراءات الأمنية المتبعة في تأمين الفنادق والقرى السياحية في المنتجعات، خاصة في شرم الشيخ والغردقة، ونعد حالياً للقاء آخر مع الروس لبحث آخر المستجدات. • ما صحة الحديث عن طلب موسكو مرافقة وفود أمنية روسية لركابها؟ - غير صحيح، والجانب الروسي لم يطلب ذلك، أما بخصوص الحديث عن أن روسيا طلبت إدارة أجهزة في المطارات المصرية فهو أمر غير صحيح، كذلك، وأحب أن أوضح أن شركة «مصر للطيران» تصر في بعض الدول على مرافقة أفرادها للركاب. •على من تقع مسؤولية تأمين المطارات المصرية؟ - مسؤولية تأمين المطارات المصرية، بما فيها مطار القاهرة الدولي، تقع على كاهل وزارة الداخلية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختلفة وشركة التأمين الخاصة، ورجال الداخلية يقومون بجهد كبير للغاية في ملف تأمين المطارات. • لكن البعض وصف الإجراءات الأمنية بالمبالغ فيها؟ - قد تكون مبالغاً فيها من وجهة نظر البعض، لكن هذه الإجراءات مهمة جدا لتأمين المطارات بشكل حقيقي، وتتوافق مع الاشتراطات الدولية لتأمين المطارات. • هل صحيح أن البعض طرح فكرة أن تتولى شركات أجنبية تأمين مطار القاهرة الدولي؟ - هذا الأمر لم يتم عرضه علينا، لكن في كل الأحوال هو أمر مرفوض من حيث المبدأ، لأن تأمين المطارات مسألة أمن قومي، ونرفض خضوعها لسيطرة أو إشراف غير مصري، لذلك أشدد على استحالة تولي أية شركة أجنبية مسؤولية تأمين مطار القاهرة الدولي أو أي مطار مصري آخر. •ما تأثير العمليات الإرهابية على حركة الطيران إلى مصر؟ - بالتأكيد تتأثر سلباً، وهو ما يحدث في دول كبرى وقعت بها عمليات إرهابية كبيرة مثل فرنسا وبريطانيا وأميركا، لكن الأهم الآن التأكيد أن المطارات المصرية آمنة بالكامل، وتخضع لعملية تأمين شاملة، ونعمل على تقديم ضمانات كاملة لجميع دول العالم بأن مصر آمنة على جميع المستويات بداية من المطارات، مرورا بالمنتجعات السياحية وليس انتهاء بالفنادق والطرق، فالأمور مستقرة في مصر، ونعمل على توصيل هذه الرسالة للعالم كله. • هل ساعدت المؤتمرات التي استضافتها منتجعات مثل شرم الشيخ والغردقة في توصيل هذه الرسالة؟ - بالفعل، فمثلاً المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي استضافته شرم الشيخ أكتوبر الماضي، ومؤتمر «مصر تستطيع» الذي استضافته الغردقة أخيرا، وغيرها من الفعاليات تستطيع أن تعطي رسالة مهمة للعالم كله أن مصر آمنة، وهناك رسالة أخرى وهي أن القاهرة قادرة على تنظيم مختلف الأحداث الدولية وتأمينها دون مشكلة.
مشاركة :