اندلعت، أمس الجمعة، مواجهات عنيفة وسط منطقة أبو سليم، جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات حكومة الإنقاذ الوطني التابع للمؤتمر العام، وقوات تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، دون وقوع ضحايا. وأثارت الاشتباكات وانتشار الآليات الثقيلة حالة رعب وتخوف من إطلاق النار العشوائي، لدى سكان العاصمة. وأكد شهود عيان، لوكالة الأناضول، سماعهم دوي إطلاق نار كثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة في منطقة أبو سليم، كما تمت مشاهدة عربات مصفحة ودبابات بين الأحياء السكنية، تحاول اقتحام حي الأكواخ الواقع في المنطقة. وأوضح مصدر أمني، فضَّل عدم الإفصاح عن هويته لأسباب «شخصية»، أن الاشتباكات اندلعت بعد اقتحام كتيبة البركي مدعومة من كتيبة 304 مشاة، المواليتين لحكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، للمباني السكنية بحي الأكواخ (جنوبي العاصمة)، الخاضعة لسيطرة قوة الأمن المركزي بأبو سليم، التابعة لحكومة الوفاق الوطني ووزارة الداخلية التابعة لها. يشار إلى أن طرابلس شهدت قبل أسبوعين اشتباكات مماثلة، بجميع أنواع الأسلحة، بين كتائب مسلحة وسط الأحياء السكنية، وبالقرب من القصور الرئاسية وغابة النصر وأبو سليم ومحيط فندق ركسوس، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في تلك المعارك التي استمرت 3 أيام. في سياق متصل كان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المثير للجدل، صرح منذ أيام بخطة عسكرية بطرابلس، تستهدف الجماعات المتطرفة، بحسب ما أعلن العقيد أحمد المسماري المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الليبية، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية. وقال المسماري في مقابلة، بُثَّت الخميس، إن طرابلس هي الهدف الاستراتيجي للعمليات العسكرية الخاصة بالقضاء على الإرهاب في الفترة المقبلة، كونها منطقة تمركز للجماعات الإرهابية وقادتهم. وأكد أيضا جاهزية القوات الليبية واستعدادها لمعركة «تحرير» طرابلس، موضحا أن خليفة حفتر أصدر أوامره لكل الوحدات العسكرية بالاستعداد للمعركة، لـ»لإنقاذ بناتنا ونسائنا في طرابلس». على الصعيد الدبلوماسي، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كل الأطراف لتسوية الخلافات فيما بينهم، عبر الحوار والمصالحة الوطنية، وتجنب التهديد باستخدام القوة أو اللجوء إلى الصراع المسلح مهما كان الثمن. مشيدا بالتزام وتضحيات الليبيين الذين ضحوا بحياتهم أو تعرضوا لإصابات، في سبيل هزيمة تنظيم الدولة في سرت وبنغازي ومناطق أخرى من ليبيا. كما تقدم جونسون بالتهنئة لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج والقوات الليبية في سرت، مؤكدا أن المملكة المتحدة على أهبة الاستعداد، إلى جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، للمساعدة في إعادة إعمار سرت وغيرها من مناطق الصراع في ليبيا.;
مشاركة :