اتهم البيت الأبيض، أول من أمس، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالتورط في عمليات القرصنة المعلوماتية، التي طالت الانتخابات الرئاسية، ودفعت الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الإعلان عن رد انتقامي «بعضه علني وواضح»، بينما رفضت موسكو هذه الاتهامات، واصفة إياها بأنها «وقحة إلى أبعد حد». • عزلة ترامب تزداد مع إصراره على تبرئة بوتين، الذي أشاد في معظم الأحيان بميزاته كقائد، ويعتقد أنه يستطيع تحسين العلاقات معه. وفي التفاصيل، اعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس، أن اتهامات البيت الأبيض «وقحة إلى أبعد حد». وقال بيسكوف في ما يتعلق باتهام موسكو بالمسؤولية في هذه الاختراقات «في هذه المرحلة بات على (الأميركيين) إما التوقف عن التطرق إلى هذا الموضوع أو تقديم أدلة، وإلا فهذا يفوق الوقاحة»، وذلك في حديث مع الصحافيين، على هامش زيارة بوتين إلى طوكيو. والأمر الأكيد هو أن الولايات المتحدة لن تقف بلا رد، كما قال أوباما في مقابلة مع إذاعة «إن بي آر». وأضاف أوباما «من الواضح أنه عندما تحاول حكومة أجنبية، أي حكومة، التأثير في نزاهة انتخاباتنا، فإنه علينا الرد». وتابع «نحن سنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما»، مؤكداً أن «بعضاً منه (الرد) سيكون واضحاً وعلنياً، والبعض الآخر قد لا يكون كذلك». ولم يذكر أوباما اسم بوتين في هذه المقابلة، لكن أحد أقرب مستشاريه، بن رودس، أورده، أول من أمس، في حديث مع شبكة «إم إس إن بي سي». وقال رودس «لا أعتقد أن حوادث تبعاتها واسعة إلى هذا الحد، يمكن أن تحدث داخل الحكومة الروسية دون أن يعرف بها فلاديمير بوتين». وأضاف «في النهاية فلاديمير بوتين مسؤول عن أعمال الحكومة الروسية». من جهته، سعى ترامب، الذي سيتولى رسمياً منصب الرئيس الشهر المقبل، إلى التذكير بمحتوى الرسائل الإلكترونية، التي تمت قرصنتها، ونشرها موقع «ويكيليكس». وكتب، أمس، في تغريدة على موقع «تويتر»: «هل نتحدث عن الهجوم الإلكتروني نفسه، الذي كشف أن مديرة الحزب الديمقراطي أعطت هيلاري - بشكل غير قانوني - أسئلة المناظرة» الانتخابية. وكان أوباما صرح، قبل أيام، بأن الأمر «حدث قبل شهر من الانتخابات»، مذكراً بأن مكتبه وجه أصابع الاتهام إلى موسكو منذ السابع من أكتوبر الماضي، أي قبل شهر من الاقتراع، الذي جرى في الثامن من نوفمبر الماضي. وقال النائب الديمقراطي، آدم شيف، العضو في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إنه في روسيا «ليس هناك سوى صاحب قرار واحد، هو بوتين». وتزداد عزلة ترامب مع إصراره على تبرئة بوتين، الذي أشاد في معظم الأحيان بميزاته كقائد، ويعتقد أنه يستطيع تحسين العلاقات معه. ويعتبر استثنائياً أن يرفض القائد المقبل للجيش الأميركي نتائج توصلت إليها أجهزة الاستخبارات الأميركية، من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وهو يتعارض كذلك مع مصلحة حزبه، إذ إن العداء للروس لدى المحافظين أقوى من أي يوم مضى. وسيطلق الجمهوريون في الكونغرس عدداً من التحقيقات البرلمانية، حول دور روسيا في الحملة الأميركية. وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، مايكل هايدن، إن ترامب «هو الشخصية الأميركية الوحيدة، التي لم تعترف بأن الروس شنوا حملة تأثير سرية ضد الولايات المتحدة». وكانت إدارة أوباما اتهمت روسيا، مطلع أكتوبر، بأنها قامت بعمليات قرصنة ضد منظمات سياسية أميركية، تابعة للحزب الديمقراطي وفريق هيلاري كلينتون، للتدخل في العملية الانتخابية الأميركية. ومنذ ذلك التاريخ، كانت إدارة الاستخبارات الأميركية ترى أن «مسؤولين روساً رفيعي المستوى» فقط سمحوا بهذه النشاطات. وبعد الانتخابات، تم تسريب تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية إلى الصحف، يتهم السلطات الروسية مباشرة هذه المرة، بأنها حاولت عمداً الدفع باتجاه انتخاب ترامب ضد كلينتون. وقال البرلماني الجمهوري المتحالف مع ترامب، بيتر كينغ، «من في الـ(سي آي أيه؟)». وأضاف «كل أجهزة الاستخبارات، التي تحدثت إلينا حتى الآن، قالت إنها لا تعرف ما هو الهدف باستثناء زعزعة الانتخابات، ودفع الأميركيين إلى التشكيك». وفي محيط ترامب، يؤكد المسؤولون الرغبة في بداية جديدة مع الروس.
مشاركة :