نشر الزميل خالد السليمان الأربعاء الماضي في زاويته « الجهات الخمس « في الشقيقة عكاظ مقالاً هاماً عن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بعنوان ( ما الذي يجري في «كاوست» ) تساءل فيه الكاتب عن سبب استقالة رئيسين أجنبيين متميزين للجامعة قبل نهاية عقديهما ، وعن الشفافية المالية للجامعة وكيفية عملها دون نشر ميزانيتها السنوية ، و عن استمرار الجامعة في طلب التبرعات والهبات رغم تخصيص أكثر من ٢٠ مليار ريال كأوقاف منذ التأسيس ، كما تساءل عن ما قدمته الجامعة لتحقيق أهداف إنشائها ، وعن ماذا استفاد الوطن وأبناؤه منها ناهيك عن العالم والبشرية. والشيء بالشيء يذكر فقد سبق لي أن نشرت مقالاً قديماً من قرابة عقد من الزمان بصحيفة «المدينة» الغراء وبالتحديد في شوال 1429 هـ ) بعنوان ( ليس للسعوديين فيها حظ ولا نصيب ) عن التطبيق غير الموفق ولا الصائب للقائمين على الجامعة في ذلك التاريخ لرؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ، متسقاً مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في عدد من النقاط المهمة : ففي دوائر استقطاب الجامعة للدارسين والأساتذة والباحثين من طلاب متميزين وباحثين وعلماء كما عددها الملك عبد الله رحمه الله في خطابه بمناسبة تأسيس الجامعة ، وأجتزئ منه التالي ( لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم ) و ( نأمل أن تكون الجامعة من المشاريع الرائدة لمستقبل بلادنا لتكون من أفضل المراكز العالمية في البحوث العلمية والابتكار واحتضان الموهوبين من أبناء المملكة ودول المنطقة والعالم ) فالأولوية طبقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين وحسب النص أعلاه لأبناء وبنات الوطن بينما يحكي الواقع غير ذلك ،و قد قدرت يومها بأن الطلبة السعوديين سيشكلون بناء على المعطيات المتاحة نسبة 14 % ، وجاء الأمر كما توقعت 15%. نظمت الجامعة في ذلك التاريخ ( شوال 1429 هـ ) فعالية تطويرية تحت مسمى شركاء على الدرب Partners in Progress وكنت من بين المدعوين لها ، وتم في تلك المناسبة من بين الفعاليات عروض لثلاثين من العلماء و الباحثين العالميين المتميزين الذين تمت توقيعات عقودهم مع الجامعة المرتقبة في الجامعة وكيف أنهم سيدمجون بين البحث العلمي وإنشاء الحاضنات التقنية وشركات تطبيق عملي أي تحويل الأبحاث إلى أعمال تستثمر فيها ثمرات العقول ، وبالرغم من الأداء المبهر لكثير منهم فقد اعتصر الألم القلوب المخلصة إذ لم يكن من بينهم ولا باحث سعودي واحد رجلاً كان أم امرأة وكأن المملكة خلت من العلماء من المؤهلين ، وكان ذلك من أشد الإجحاف في حق المملكة وعلمائها وفي حق رؤية الملك عبد الله «لكاوست». عانت «كاوست» كما عانت عدد من الجامعات السعودية من تهم الأبحاث العلمية الشكلية كان من بين من وجه إليها تلك التهم بعض من عملوا فيها من علماء أجانب من خلال كبريات مجلات نشر البحث العلمي العالمي وقدموا على ذلك الأساس استقالاتهم وذلك كما هو واضح طعن في مصداقية الجامعة ليس هذا مجالاً الرد عليه . فشجون «كاوست» تطول لكن يمكن أن يكون ثمة أكثر من سيناريو للنهوض بدورها الوطني من خلال التالي : أن تعمل الجامعة إضافة لأعمال الأبحاث والتدريس على مختبرات مركزية تخدم جميع جامعات المملكة بإمكانياتها التجهيزية و والبشرية والمادية المتميزة يقوم فيها الأكاديميون السعوديون من مختلف الجامعات بإجراء الأبحاث بالتجهيزات المختبرية المتميزة وطبقاً للأصول الاقتصادية والاستفادة منها كمختبرات مركزية وطنية . أما بالنسبة للتنمية البشرية المنوطة بها فيمكن أن يشكل الطلبة السعوديون ما لا يقل عن 50 % من إجمالي الطلاب والبقية الباقية يتم اختيارهم من المجتمعات المسلمة من العالمين العربي والإسلامي والمسلمين العاملين في الغرب ففي ذلك استقطاب للعلوم والتقنية لعالم يربطه بالمملكة روابط لا تنفصم وهو متسق مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله. وإدارياً أن تخضع الجامعة لنظام الحوكمة الإدارية المعمول به في جميع أرجاء العالم وبإشراف الدولة.
مشاركة :