المصريون نقّبوا في «غوغل» عن تفجير الكنيسة ونزار قباني

  • 12/17/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من حادث الكنيسة البطرسية إلى مسابقة وزارة التنمية المحلية، ومنهما إلى جنازة الفنان الراحل محمود عبد العزيز وقبله حادث الطائرة المصرية وبينهما قضية «تيران وصنافير» ومعها الانتخابات الأميركية، وكذلك أحداث المنيا، أمضى المصريون عاماً مفعماً بالبحث مليئاً بالتنقيب على أثير العنكبوت. الشبكة العنكبوتية، وتحديداً محرك البحث الأشهر «غوغل»، شهدت نشاطاً محموماً من البحث. المصريون نقبوا في أعماق الشبكة العنكبوتية عن كل ما دهمهم من أحداث، وجذب انتباههم من أعمال، وشغل بالهم من حوادث، وأمتع حواسهم من أعمال فنية. للعام الـ 16 على التوالي، تعلن «غوغل» عن عمليات البحث التي كانت الأكثر تداولاً خلال 2016 الموشك على لملمة بقاياه بعد سجل حافل سلباً وإيجاباً. مأساة الكنيسة البطرسية قفزت إلى قمة القائمة قبل أيام من نهاية العام ومعها كل ما يتعلق بكلمات البحث عن الإرهاب والإخوان والإسلام السياسي. ولأن عام 2016 شهد استمراراً لتداخل السياسة بالإرهاب والقتل والتكفير، فقد جاءت في قائمة البحث عن الأحداث حادث الطائرة المصرية المنكوبة التي سقطت في مياه المتوسط في طريقها من باريس، وكذلك أحداث الاعتداء على أسر مسيحية في المنيا، ثم حريق منطقة العتبة التجارية في وسط القاهرة الذي حول 700 محل تجاري و70 مخزناً و40 شقة سكنية إلى رماد. لكن القائمة لم تخل كذلك من أحداث غير دموية. جنازة الفنان محمود عبد العزيز بحثت عنها الملايين، وكذلك قضية جزيرتي «تيران وصنافير»، وكأس مصر وهو البحث المتوقع في بلد تشغل كرة القدم فيه اهتمام الملايين، والانتخابات الأميركية التي تابعها المصريون وكأنها شأنهم الداخلي. لكن أغرب ما بحث عنه المصريون كان «شم النسيم 2016» ومسابقة وزارة التنمية المحلية لاختيار قيادات المحليات. الشأن المحلي سيطر على اهتمام المصريين كما يتضح من كلمات البحث، وهو لم يكن فقط بحثاً عن السياسة وإن سيطرت على المشهد، لكن المصريين بحثوا على مدار العام عن الدولار بعد قرار التعويم، وقانون الخدمة المدنية المثير للجدل والذي يؤثر في ملايين الموظفين في الدولة، وكذلك عن اللاعبين المصريين ونتائجهم في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، ومعها مسلسل «الأسطورة» الذي أثار إعجاب الملايين من المعجبين بالفنان محمد رمضان أيقونة سائقي التوك توك والميكروباص، وإدانة ملايين يرونه مساهماً رئيساً في تردي الأخلاق وتدهور التصرفات. وفي السياق نفسه، بحث ملايين المصريين عن أغاني المهرجانات حيث أوكا وأورتيغا وأقرانهما من ملوك الأغنية الشعبية المصرية الجديدة. واهتم الباحثون بحفلة زفاف الفنانين إيمي سمير غانم وحسن الرداد. كما غاصوا ضمن ملايين البشر حول المعمورة في أغوار «بوكيمون غو» إبان غزوها العالم قبل أسابيع. ويخطئ من يعتقد بأن عمليات البحث لم تعكس إلا ردود فعل على أحداث آنية أو شخصيات تمثل الحداثة في أكثر صورها الجدلية فقط. فقد تأرجح بحث المصريين على مدار العام بين نزار قباني الذي كتب «آه لو كان بإمكاني فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني» وأحمد شيبة الذي غنى «آه لو لعبت يازهر. ملعون أبوك يا فقر، حوجتني للأندال». وأكدت أسماء الشخصيات المطلوبة شبكياً تناقض الاهتمامات، وضمت الراحلين الممثلين ممدوح عبد العليم ووائل نور والعالم أحمد زويل، والفنانة ميرهان حسين التي ألقي القبض عليها لأنها كانت تقود سيارتها مخمورة وتبادلت الضرب والشتائم مع الشرطة، وشخص يدعى تيمور السبكي قفز من غياهب التجهيل إلى فضاءات الشهرة بتصريح تلفزيوني قال فيه إن نساء صعيد مصر هن الأكثر خيانة لأزواجهن، ما عرضه لتهديدات عدة بالقتل. وعلى رغم الأحداث السياسية والحوادث الإرهابية والجدليات السفسطائية، لم ينس المصريون ولعهم بالأفلام السينمائية. فبحثوا عن «حسن وبقلظ» و «كنغر حبنا» و «جحيم في الهند» و «عيال حريفة» و «هيبتا» ولم يسمحوا بدخول الأفلام الأجنبية على قوائم الاهتمام والبحث باستثناء Suicide Squad. مسؤولة الاتصالات لشركة «غوغل» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيدة جويس باز تقول إن كلمات البحث تقدم نظرة عامة وكاشفة عما لفت أنظار مستخدمي «غوغل» على مدار عام مضى. ويوم أمس بحث المصريون عن عادل حبارة أخطر متطرفي سيناء الذي نفذ فيه حكم الإعدام فجر أمس بعد طول انتظار. كما بحثوا عن هياتم بعد تصريح مثير قالت فيه: «مافيش مشاهد إغراء ولا أنوثة دلوقتِ. الكل نافخ». واهتموا بالبحث عن جنازة الفنان الراحل أحمد راتب وحالة الطقس بسبب البرودة واحتمالات سقوط أمطار ومعها «دعاء المطر». ولم يمنعهم هذا من البحث عن إسلام البحيري المثير للجدل في ملف التجديد الديني والذي أفرج عنه من السجن قبل أيام بعد عفو رئاسي. وكان من الطبيعي أن يبحثوا كذلك عن المناضلة والباحثة المصرية درية شفيق إحدى رائدات التنوير وتحرير المرأة والنضال ضد الاحتلال الإنكليزي، وذلك بعد ما جعلت منها «غوغل» «دودل» (رسم شعار المحرك) في الذكرى الـ 108 لميلادها.

مشاركة :