ارتفعت أسعار النفط أمس مقتربة من مستوى مرتفع جديد في 17 شهرا في الوقت الذي أظهر فيه المنتجون مؤشرات على الامتثال إلى اتفاق عالمي لتخفيض الإنتاج. وبحسب "رويترز"، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتا عن التسوية السابقة إلى 54.55 دولار للبرميل، وزاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 33 سنتا إلى 51.23 دولار للبرميل. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا من أول كانون الثاني (يناير) في أول اتفاق من نوعه منذ 2008، وتعتزم روسيا ومنتجون آخرون غير أعضاء في "أوبك" خفض الإنتاج بما يصل إلى نصف تلك الكمية. ودعم الاتفاقان اللذان تم التوصل إليهما خلال الأسبوعين الأخيرين التوقعات في السوق بأن تخمة المعروض التي امتدت لعامين ستنتهي قريبا وأن الأسعار ستظل قرب المستويات المرتفعة المسجلة من قبل في تموز (يوليو) 2015. وقالت روسيا "إن جميع شركات إنتاج النفط في البلاد بما في ذلك أكبرها روسنفت وافقت على خفض الإنتاج، وأخطر منتجون آخرون من بينهم الكويت والسعودية عملاءهم بأنهم سيخفضون الإنتاج اعتبارا من كانون الثاني (يناير) في إطار سعي "أوبك" والمنتجين الآخرين بقيادة روسيا إلى كبح تخمة المعروض العالمي ورفع الأسعار". وقاد احتمال خفض الإنتاج بنك جولدمان ساكس الأمريكي إلى رفع توقعاته لسعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 57.5 دولار للبرميل من 55 دولارا في توقعه السابق وذلك للربع الثاني من 2017، وفيما يخص خام برنت يتوقع "جولدمان" أن تدور الأسعار بين 55 و60 دولارا للبرميل بعد النصف الأول من 2017. وكان عصام المرزوق وزير النفط الكويتي قد توقع الأسبوع المنصرم أن ترتفع أسعار النفط لتبلغ 60 دولارا للبرميل في ظل وجود مؤشرات إيجابية حول التزام الدول النفطية بالاتفاقات الأخيرة لخفض مستويات الإنتاج. وأشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى تزايد فائض المعروض النفطي العام المقبل ما لم ينفذ الأعضاء اتفاقا لخفض الإنتاج من مستويات قياسية وأيضا ما لم يطبق المنتجون من خارج المنظمة تعهدات بتقليص الإنتاج قطعوها في مطلع الأسبوع. وقالت "أوبك" في تقرير شهري "إن الدول الأعضاء في المنظمة ضخت 33.87 مليون برميل يوميا الشهر الماضي بارتفاع 150 ألف برميل عن تشرين الأول (أكتوبر)" وفقا لأرقام جمعتها "أوبك" من مصادر ثانوية. وتنفذ "أوبك" اتفاقا لخفض الإنتاج اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) واتفق عدد من الدول غير الأعضاء في المنظمة السبت الماضي على تقليص إنتاجه بنحو 560 ألف برميل يوميا دعما لخطة "أوبك". ورفعت "أوبك" قليلا توقعاتها للإمدادات من خارج المنظمة في 2017 كما أعلنت عن ارتفاع إنتاج الدول الأعضاء فيها، وبيانات إنتاج "أوبك" في تشرين الثاني (نوفمبر) هي الأعلى منذ 2008 على الأقل. وتوصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجون غير الأعضاء في المنظمة يوم السبت الماضى إلى أول اتفاق منذ عام 2001 لخفض مشترك لإنتاج النفط وتقليص تخمة الإمدادات العالمية بعد أكثر من عامين من انخفاض الأسعار. وتعرضت أسعار النفط في نهاية الأسبوع المنصرم إلى ضغوط واسعة ناجمة عن الصعود الواسع للدولار مقابل العملات الرئيسية، وذلك بعد قرار رفع الفائدة الأمريكية، بينما تلقت الأسعار دعما من تراجع نسبي في مستوى المخزونات النفطية. وتتطلع سوق النفط إلى دور المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكى الجديد ريكس تيليرسون القادم من القطاع النفطي، حيث كان مديرا لعملاق الطاقة الأمريكي "إكسون موبيل"، ويأمل كثيرون منه العمل حثيثا على تحقيق الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط ومناطق الإنتاج الرئيسية، من أجل دعم الاستثمارات النفطية خاصة في ليبيا ونيجيريا اللتين تم إعفاؤهما من خفض الإنتاج بسبب التوترات السياسية وتراجع إنتاجهما كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة. وقال بنك ايه.إن.زد، "إن أسواق النفط ستنتقل إلى عجز كبير في الربع الأول من 2017 إذا مضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، والمنتجون الآخرون بقيادة روسيا في تخفيضات الإنتاج التي أعلنوها البالغ حجمها نحو 1.8 مليون برميل"، وأضاف البنك أنه "من المرجح أن يدفع هذا أسعار النفط إلى أعلى بكثير من 60 دولارا للبرميل أوائل العام المقبل".
مشاركة :