النجمة هند صبري، وجه فني متميز يجمع خفة الدم المصرية والروح العربية، فرضت نفسها عبر أدوارها اللافتة للنظر من جانب والمثيرة للجدل من جانب آخر، استطاعت خلال سنوات قليلة أن تحصد تجربة فنية كانت عميقة في مدلولها، قدمت أعمالاً رومانسية حالمة وأعمالاً أخرى اجتماعية، «فن اليمامة» التقى مع النجمة التونسية، هند صبري، فإلى نص الحوار... البيئة المصرية هل هي قادرة على فرز وتسليط النجومية على الفنانين العرب؟ - بكل تأكيد، فمن لم يمثل في مصر أو يظهر في أعمال فنية مصرية لا يمكن أن يكون وصل للنجومية أو نال حظاً منها، فالفن ولد في مصر ويموت في مصر، ومصر دائماً تفرز الفنانين وتبحث عنهم، ونجوميتي الحقيقية بدأت في مصر ولذلك فضلت أن أكون مصرية في عملي وفني وحلي وترحالي، وقد تزوجت من مصر وبناتي مصريات حتى النخاع، فمصر تعيش بداخلنا قبل أن نعيش نحن فيها. أنت تعتمدين على أدوار الإغراء؟ - الإغراء إذا كان موظفاً بحيث يخدم القضية موضوع الفيلم فلا مانع وإذا كان غير ذلك فيصبح الإغراء والجمال عبئاً ومرفوضاً، وأنا لم أعتمد على الإغراء وإن كانت هناك مشاهد في بعض أعمالي كانت موظفة بهذا الشكل؛ وهذا لا يعني أنني فنانة إغراء من الدرجة الأولى كما يتم توصيفي؛ فالإغراء وسيلة وليست غاية. ولكن بدايتك كانت من خلال عمل تخللته مشاهد مثيرة للشباب؟ - لم يمكن أن يتم اختصاري في عمل واحد، فإذا أردت أن تتحدث عن هند صبري، فلا تتحدث إلا عن مذكرات مراهقة ولا تتحدث عن إيناس الدغيدي، فرغم احترامي للعمل ولصاحبته، إلا أنني قمت بأعمال أخرى ليس لها علاقة مضمون مذكرات مراهقة مثل، فيلم عايز حقي، وإزاي البنات تحبك، وأحلى الأوقات، وأظن ذلك رد عملي على اتهامك. أغلب الفنانات يحاولن اجتذاب أكبر قدر من الجمهور من خلال أعمال مثيرة للجدل ثم تتبرأ منها بأعمال أخرى؟ - الفنان لا يتبرأ من أعماله مطلقاً ويظل يدافع عنها حتى يموت ولكن من الظلم أيضاً أن تحصر الفنان في عمل أو عملين ويكون الحكم عليه في دائرة ضيقة، ومن الصعب أيضاً أن تحكم على نوايا الفنان، فلو استمر الفنان في الطريق نفسه يصبح مداناً، ولو أنه نوع في أعماله نصفه بأنه قام بغسيل لأعماله ولا أدري كيف يحكم الإنسان وبأي طريقة على الآخرين؟! لماذا نفتقد عملاً عربياً يجمل أجيال فنية من مختلف الأقطار العربية؟ - هذا بمثابة طموح نتمنى أن يحدث، فاجتماع الفنانين العرب على قضية يبدو أمر في غاية الأهمية وأظن أن موقف الفنانين العرب واهتمامهم بالشأن العام وبقضايا عالمهم العربي واضحة بشكل كبير، وأنا أرفض أن يتداخل الفنان مع القضايا العربية المعقدة حتى لا يفقد جمهوره ويظل نجماً ساطعاً يعشقه القاصي والداني، وانتهز الفرصة من خلال مجلتكم ونتمنى أن تتبنى شركة إنتاج عمل فني كبير يضم قطاعاً كبيراً من الفنانين من أقطار أخرى. تظهرين في أدوارك بماكياج، هل يمكن أن نطلق على ذلك عدم ثقة؟ - العكس صحيح، أنا قليلة الماكياج لحد كبير جداً، وما يوضع على الوجه لا يعبر عن الشخصية، لأنه في النهاية تجسيد لرؤية المخرج، وبالتالي الحكم على الفنان من واقع ما يلبس أو يضع من مساحيق ظلم للشخصية ومحاولة لإخراجها من سايقها. البعض يعتبر الفن مرآة حقيقية للمجتمع والبعض يرى أن الفن زور التاريخ كثيراً ولا ينقل الواقع حقيقة؟ - الفن مظلوم دائماً، من كانت لديه مشاكل يرميها على الفن ويحمله مسؤولية المجتمع وإذا وجدنا تغييراً في المجتمع إلى الأفضل والأحسن نفاجأ أن الناس تتهم الفن بأنه متلون وأنه غير مسؤول عن هذا التغيير أو هذا الحراك، فيرمى بكل نقيصة وفي الوقت نفسه لا يحمد، وفي كل المجتمعات معروف عن الفن أنه هو الذي يصوغ المجتمع، فإذا بحثت عن قضية فستجد لها أصولاً في الفن، كما أن الفن يصوغ مشاعر الناس وأحاسيسهم. لماذا تغيب عن إعلامنا المشاريع الفنية الكبيرة؟ - الفنان دائماً على أهبة الاستعداد لتقديم أي شيء له معنى وقيمة، وهذا السؤال لا يوجه للفنانين وإنما يقدم لأصحاب مشاريع الإنتاج الذين قصروا في هذا الأمر، واستعجب أن تكون هناك شراكة اقتصادية وأن تكون هناك شركات عابرة للقارات ولا تكون هناك أعمال فنية أيضاً عابرة للدول والقارات أيضاً، فمن المهم أن تكون هناك حركة فنية كبيرة في الشارع العربي، ولعل كلامي هذا يكون بداية لذلك. لماذا تخاصمين المسرح؟ - أنا لا أخاصم المسرح ولا أخاصم أي عمل فني مهما كان، ولكنني في ذات الوقت لي رأي أن مشاركتي في بعض الأعمال الفنية مؤجلة إلى حين وإلى وقت، وربما يكون ذلك مرتبطاً بالعمل الفني ومدى مناسبته، فالمسرح أبو الفنون، واختفاؤه له علاقة بما طرأ على أذواقنا وهو تغيير للأسوأ للأسف الشديد، ونتمنى عودته مرة ثانية. في النهاية، هل هناك شيء تريدين قوله لجمهورك؟ - لا أجد كلمة تعبر عما في داخلي، غير أنني أقول له إنني أحبه حباً شديداً، وإنني سأظل مدينة له بالفضل وسأظل وفية له من خلال حرصي على تقديم أعمال ترقى لمشاهدته وإعجابه في ذات الوقت.
مشاركة :