العاصمة طرابلس تحولت منذ أن سيطرت عليها الميليشيات الإسلامية، إلى ساحة اقتتال بين هذه الفصائل في إطار حرب نفوذ مفتوحة. العرب [نُشرفي2016/12/17، العدد: 10488، ص(4)] بريطانيا لا توافق حفتر حيال الحل العسكري في طرابلس لندن – لم تمر 24 ساعة على تصريحات الناطق الرسمي للقوات العربية الليبية المسلحة، أحمد المسماري، حول دعوات القائد العام للجيش، خليفة حفتر، إلى الاستعداد لتحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة، حتى سارع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى التعليق على موقف بلاده من هذه التصريحات بطريقة ضمنية. ودعا جونسون في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية البريطانية، “كافة الأطراف إلى تسوية الخلافات في ما بينها عبر الحوار والمصالحة الوطنية، وتجنب التهديد باستخدام القوة أو اللجوء إلى الصراع المسلح مهما كان الثمن”. وشدد جونسون على ضرورة “التزام كافة الأطراف، بمن فيها الجهات الأمنية ذات الصلة بإنجاز الاتفاق السياسي الليبي، بالتصويت في مجلس النواب وتأسيس قوات أمنية موحدة”. وجاءت هذه التصريحات قبيل يوم على انتهاء عمل المجلس الرئاسي الذي يحدده اتفاق الصخيرات بسنة، وبعد ساعات على إعلان الجيش الليبي عن قرب إطلاق معركة طرابلس الرامية إلى طرد الميليشيات الإسلامية التي تسيطر عليها منذ سنة 2014، بعد أن نجحت في إخراج التشكيلات المسلحة الموالية لحكومة عبدالله الثني المنبثقة عن مجلس النواب. وبحسب مراقبين فإن تصريحات جونسون تقطع مع التأويلات التي كانت ترجح تغير سياسة بريطانيا إزاء الوضع في ليبيا عقب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وتغيير الحكومة التي كان يقودها ديفيد كاميرون. وظلت بريطانيا طيلة سنتين من اندلاع الأزمة الليبية قريبة من التيار الإسلامي في ليبيا لتتحول في ما بعد إلى أبرز الداعمين لاتفاق الصخيرات الذي يرى كثيرون أنه جاء لينقذ الإسلاميين الذين لم يعد لهم أي وزن في المشهد السياسي. وتحولت العاصمة طرابلس، منذ أن سيطرت عليها الميليشيات الإسلامية، إلى ساحة اقتتال بين هذه الفصائل في إطار حرب نفوذ مفتوحة. واندلعت، الجمعة، مواجهات عنيفة وسط منطقة أبوسليم، جنوبي طرابلس، بين كتائب مسلحة موالية لحكومة “الإنقاذ” غير المعترف بها دوليا وأخرى موالية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، دون وقوع ضحايا. وأثارت الاشتباكات وانتشار الآليات الثقيلة حالة رعب وتخوف من إطلاق النار العشوائي، لدى سكان العاصمة. وتشهد طرابلس منذ أشهر انفلاتا أمنيا غير مسبوق، فعلاوة على حرب الميليشيات تصاعدت فيها نسب جرائم القتل والخطف. :: اقرأ أيضاً بوتين يتبنى خطة وقف إطلاق نار شاملة في سوريا بان كي مون يتذكر غزة الأطفال الإرهابيون.. التشدد يصل إلى آخر نقطة في عمق المجتمعات الغربية عباس ينقل صراعه مع دحلان إلى أروقة القضاء
مشاركة :