فاجأ الفنان العالمي والموسيقي البريطاني، سامي يوسف، مساء أول من أمس، جمهوره الغفير في مسرح أوبرا دبي، بعد انتهائه من تقديم حفله الغنائي الأول له في المدينة، بالعودة مجدداً إلى المسرح برفقة «المواهب الشابة» ليقدم من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أغنية «تسابيح» للمرة الثانية، داعياً الجمهور إلى المشاركة في غنائها. نجاحات يوسف يرجع نجاح يوسف الفني، الذي لمسه الجمهور بقوة في حفله على مسرح «أوبرا دبي»، إلى خلفيته الفنية الزاخرة، فهو مغنٍّ وملحن ومنتج وموسيقي ومؤلف أغانٍ في الوقت ذاته، أتقن استخدام مجموعة واسعة من الآلات الموسيقية منذ صغره وبرع فيها، وطرح في فبراير الماضي ألبومه الغنائي الثامن بعنوان «بركة». ويأتي حفل يوسف في «أوبرا دبي» بعد حفله في الكويت ضمن أنشطة برامج «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016». وحظيت «تسابيح»، التي تتغنى بالرحمن وترتجي عفوه: «سبحت باسمك المجيد السماء.. وتسامت باسمك الأسماء/ يا عظيماً يا حليماً وفرداً.. من عطاياك دامت الآلاء/ عندها نرتجي من الله عفواً.. حين يأتي محمد واللواء/ فاجعل المصطفى شفيعاً وكن لي.. غافراً ذاك مطلبي والرجاء»، بإعجاب كبير من جمهور «أوبرا دبي»، خصوصاً أنها جسدت بصمة يوسف في تقديم الأغاني الدينية المشهور بها، التي غالباً ما تجمع ما بين اللغتين الإنجليزية والعربية، بالإضافة إلى مشاركة مواهب شابة في تقديمها، شكلت بتباين جنسياتها لوحة فنية مميزة أكدت رسالة الدولة في التسامح والسلام. وقد ولدت مشاركة هذه المواهب بدعوة من المغني يوسف، وجهها بالتعاون مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لإجراء تجربة أداء للانضمام إلى كورس غنائي خاص بـ«تسابيح»، ويشرف على تدريبه بنفسه في «أوبرا دبي»، فيوسف مغنٍّ وموسيقي يجمع بين الغناء والتلحين والتأليف والإنتاج. وإلى جانب «تسابيح» التي شكلت امتداداً لخط يوسف الغنائي ومثلت بصمته الخاصة، جاءت مجموعة الأغاني التي قدمها وصدح في جُلها بالعشق الإلهي حمداً وشكراً وصلاةَ على النبي المختار، ومن أبرز هذه الأغاني الإسلامية «يا نبي»، «يا رسول الله»، «يا مصطفى»، «يا حي يا قيوم» و«حسبي ربي»، قدمها مجتمعة بصحبة فرقته «المميزة» إن صح التعبير، نظراً إلى إمكاناتها الكبيرة في العزف على أدوات تقليدية تكاد تكون منسية وتواجه خطر الاندثار. يعمل يوسف، كما أكد خلال حديثه مع الجمهور، على ضرورة التمسك بالأدوات الموسيقية التقليدية، والعمل على إحياء استخدامها للمحافظة عليها من الاندثار، وعليه أطلق في العام 2015 مشروع «الحياة» مثل ما وصفه، ليحمل على عاتقه تحقيق هذا الهدف الذي من شأنه التعريف بالموسيقى الإسلامية كأحد رموز الفن الإسلامي، مشدداً على أهمية الحفاظ على الأخير من الاغتيال الذي لا يطال فحسب الآثار فناً من الفنون الإسلامية، كما في يحدث في سورية والعراق، إلا أنه يشمل كذلك الموسيقى بكل أنواعها، فلابد من الحفاظ عليها. ولاهتمام يوسف البالغ بالأدوات الموسيقية التقليدية، حرص بشكل بارز على إتاحة الوقت الكافي لأفراد فرقته الذين ينتمون إلى «الغرب والشرق الإسلامي»، لإظهار إبداعاتهم في العزف، كل على آلته، وسط تصفيق جماهيري حار. كما لم يغفل يوسف عن التعريف بهم كل باسمه ومسقط رأسه، فضلاً عن عزفه ببراعة مطلقة على بعضها، إلى جانب البيانو الذي يرافقه باستمرار كآلة حديثة يتقن استخدامها بحرفية عالية. وقدم يوسف في حفلته على مسرح «أوبرا دبي» أغاني من ثقافات متنوعة كالأذربيجانية (نسبه إلى مسقط رأسه)، والهندية والأفغانية والتركية، وقدم أغنية بعنوان «كنت أعرف فقط الحب» من أشعار رابعة العدوية، المشهورة في عالم التصوف الإسلامي، وتعد مؤسِّسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي، وهو مذهب الحب الإلهي.
مشاركة :