اتجهت الدراسات خلال السنوات الماضية إلى البحث في إمكانية استخدام العلاجات المرخصة لأمراض معينة ومحاولة استخدامها لعلاج أمراض أخرى ، وذلك للاستفادة مما هو متوفر بدلاً عن هدر الوقت والجهد في البحث عن علاج جديد. وجدت دراسة قام بها علماء من جامعة كنج كوليج بلندن، ونشرت نتائجها بمجلة eLife، أن أحد العلاجات المستخدمة لسرطان الكلية والمعدة يمكن أن يحسن بدرجة كبيرة من حالة ضعف العضلات لدى المرضى الذين يعانون الحالة المرضية المعروفة بـالضمور الوجهي الكتفي العضدي؛ وهي إحدى حالات الضمور العضلي الوراثية والتي تتسبب في ضعف العضلات وتدهورها وبالرغم من أن الضعف ربما يحدث بمنطقة الحوض والفخذين والأرجل ، إلا أن معظمه يكون بعضلات الوجه والكتفين والجزء الأعلى من الساعد (العضد)، وأكثر من يصاب بها الأحداث وتبدأ في شكل تقوس بالعمود الفقري، ولا يوجد حالياً علاج لها ولكن تبشر نتائج الدراسة الحالية بقرب ذلك. يعمل العقار المستخدم لسرطان الكلية والجهاز الهضمي، بوقف مستقبل التيروزين كيناز وهو أحد أنواع الكيميائيات المرسال التي تحث الخلايا السرطانية على النمو، ولغرض الدراسة جرب الباحثون ذلك العقار على مرضى ضعف العضلات لوقف التيروزين كيناز بخلايا العضلات لتثبيط النشاط الذي يؤدي إلى التعبير الجيني لاحد البروتينات المرتبطة بتطور المرض وتقليل التعبير عن البروتين وبالتالي الحد من التلف الذي يصيب خلايا العضلات، وبإخضاع الفئران المصابة بالمرض للعلاج بالعقار وجد الباحثون أن العقار يوقف النشاط الضار والتعبير الجيني للبروتين وخفض من حالة التلف التي تصيب خلايا العضلات، وهو ربما يكون فعالاً أيضاً في تعزيز مقدرة الخلايا الجذعية في إصلاح العضلات لمن يعانون ضعفها بالوجه والكتف، ويرى الباحثون من خلال تلك النتائج أن العقار يمكن أن يكون فعالاً في تحسين قوة العضلات للمرضى من تلك الفئة، وبما أنه علاج مرخص مسبقاً لحالات السرطان فإنه يعتبر أيضاً علاجاً آمناً لتلك الحالة المرضية والتي توصل المريض -لعدم وجود علاج حتى الآن - إلى مرحلة فقدان المقدرة على الحركة وأحياناً تؤدي للوفاة في عمر مبكر، وهي حالة ليست بالنادرة ، حيث إن المصابين بها حول العالم تقدر أعدادهم بالملايين.
مشاركة :