تلوث وحرائق ودمار وكارثة بيئية في العراق

  • 12/18/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تخلف المعارك والقنابل التي زرعها الإرهابيون أضراراً خطيرة على الصحة والبيئة في العراق، تثير قلق المنظمات الدولية التي تدعو الى تحرك سريع قبل استفحال الوضع. ويعاني العراقيون حالياً من سحب الدخان الأسود التي خلفتها حرائق آبار نفط، بعضها ما زال مشتعلاً منذ أكثر من أربعة أشهر، بما تحمله من غازات سامة قرب مناطق سكنية وزراعية واسعة، تمتد من الشمال الى جنوب الموصل. وتأثير هذه الحرائق بالإضافة الى المياه الملوثة والمعدات العسكرية المتناثرة، ومخلفات اليورانيوم المنضب من الاحتلال الأميركي، والمرافق المدمرة سيمتد على المدى البعيد ويعرقل إعادة الإعمار واستئناف أكثر من ثلاثة ملايين نازح في البلاد حياتهم في شكل طبيعي. ويشير تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الى تلقي المئات العلاج بعد تعرضهم لمواد كيماوية، بالإضافة الى تعرض الملايين لاستنشاق الجسيمات العالقة والغازات المنبعثة من آبار النفط في المناطق الواقعة الى الجنوب من الموصل حول آبار النفط وحيث أحرق «داعش» مصنعاً للكبريت. ويتحرى رجال الدفاع المدني الوضع عبر أجهزتهم الإلكترونية. ويقول الضابط هجار فاضل، من على مقربة من بئر ما زالت تنبعث منها شرارات اللهب: «نقيس مستويات كبريتيد الهيدروجين»، وهو غاز قابل للاشتعال يمكن أن يتسبب بحروق. ويضيف: «نقوم بتغطية الأرض لوقف انبعاث الدخان ووقف تلويث الهواء والبيئة». لكن القلق يتنامى من «التأثير السلبي لهذا التلوث في القدرة على إعادة بناء بيئة نظيفة ومستدامة» تتيح إعادة النازحين الى ديارهم، على ما تقول جيني سباركس من منظمة الهجرة الدولية. وتضيف أن الأمر يتطلب «الانتقال من التحرك الطارئ الى برامج لبناء القدرة على المقاومة في الأسابيع والأشهر المقبلة». ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الى أن إعادة الإعمار تجرى في «منطقة تعاني بيئتها أصلاً من التدهور نتيجة النزاعات السابقة واستغلال المساحات المزروعة بطرق غير مستدامة أدت الى التصحر الخطير وإفقار التربة». كانت الغالبية العظمى من سكان هذه المناطق تعتمد على الزراعة وتربية المواشي والعمل في قطاع النفط، وهما قطاعان دمرهما الغزو الأميركي والإرهابيون. وتشاهَد في السهل الصحراوي قطعان من الأغنام تغير لون صوفها الى الأسود نتيجة الدخان الكثيف. ويقول جابر (16 عاماً) وهو يرعى أغنامه قرب بلدة القيارة الزراعية: «لقد نفقت بعض أغنامي وما تبقى منها لا أستطيع بيعه لأنه اسودّ». وتحذر المنظمات الدولية من مزيد من الأضرار مع استمرار الصراع في المنطقة. كما يحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من المواد السامة التي يحتويها الركام وغبار المباني المدمرة وبعض مخازن الأسلحة والمواد الكيماوية، ومن تأثيرها على المدى البعيد في البيئة «إذا لم يتم التحرك في مواجهة ذلك». والأمر ذاته ينطبق على العربات العسكرية المدمرة المتروكة لأنها تشكل خطراً على «الأطفال الذين يلعبون بها أو الرجال الذين يفككونها لبيع معدنها». ويقول ايرك سولهايم، المسؤول عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ان الماء يمكن أن يشكل مصدراً للخطر. ويضيف «ألقِيَت جثث ومواد خطيرة ونفط» في الأنهار ومجاري المياه. على رغم ذلك، ما زال البعض يتمسك بالأمل. ويرى برنامج االمنظمة الدولية انه عند الغزو الأميركي للعراق في 2003، تعرض مصنع كبريت المشراق قرب القيارة لحريق استمر شهراً، «وتعرضت النباتات والمحاصيل لأضرار جسيمة. لكن بعد مرور عامين، تعافت البيئة». أما بالنسبة إلى كميات النفط التي تسربت، فإنها «مادة عضوية وبمرور الوقت تتحلل ولا تعود تؤثر في البيئة»، على ما يؤكد ويم زويننبرغ، من منظمة «باكس» الداعية الى إنهاء النزاعات. وحذر برنامج الأمم المتحدة من أنه بعد انتهاء المعارك، قد يؤدي انهيار الهيئات المكلفة إدارة البيئة «الى تراكم النفايات المنزلية والطبية والصناعية والتسبب في أخطار بيئية وصحية». وقد تتكرر أعمال النهب التي حصلت في أعقاب الغزو الاميركي في 2003 ولا سيما في المصانع. حينها «سرق مدنيون مواد سامة وكيماوية. بعضهم على سبيل المثل نهب براميل من مفاعلات نووية واستخدمها لخزن مياه الشرب».

مشاركة :