أثارت قرارات الحكام في دوري نجوم قطر للموسم الحالي جدلاً واسعاً بين مسؤولي الأندية من جهة ومناصريها من جهة أخرى والمتابعين لمباريات الدوري من عدة جهات، خصوصا في أعقاب ارتفاع حمى الأندية واللاعبين في البحث عن النقاط والخوف من الدخول في مخاطر الهبوط للدرجة الثانية في الموسم المقبل. وفجرت المباراة الأخيرة بين فريقي الأهلي ولخويا براكين الغضب من جانب الأهلاوية على قرارات الحكام في المباراة والتي صورها مشهد إحاطة رجال أمن الملاعب بطاقم التحكيم في نهاية المباراة خشية أن يفسد الانفعال الصورة الراقية لدوري النجوم والتي عرفت بها الملاعب القطرية كونها أكثر الملاعب هدوءا ورقياً وقبولاً لقرارات الحكام وتطبيقا للروح الرياضية. ركلات الجزاء مربط الفرص وبغير صافرات الحكام تجاه نقطة الجزاء لا جدل على الحكام، فحالات التسلل لم تعد تثير الجدل والبطاقات الصفراء والحمراء لم تعد تؤثر على هدوء اللاعبين وعكس الحالات في المخالفات داخل الملعب لم تعد مؤثرة وإنما التأثير الكبير تمثل في قرارات الحكام باحتساب ركلات الجزاء وهو ما أشعل فتيل الغضب ودفع بأزمة الثقة بين الجماهير والحكام. وأثارت قرارات الحكام في الجولتين الماضيتين حفيظة الجماهير التي لم تتقبل القرارات وهو نفس شأن اللاعبين الذين لم يقبلوا بهذا الأمر.. فهناك من اعتبرها ركلات جزاء وهمية وهناك من وصفها بالخيالية من خبراء التحكيم في برامج الرياضة المتخصصة فضلا عن اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التغريدات والآراء التي تعبر عن أخطاء الحكام في حق عدد من الأندية خصوصاً في مباراة الأهلي الأخيرة التي احتسبت فيها ركلة جزاء في توقيت قاتل من المباراة، كما احتسب فيها وقت بدل ضائع وصل لست دقائق جاء فيه هدف الفوز في الوقت الذي كان الوقت المشار له هو 4 دقائق فقط من قبل الحكم الرابع في المباراة فخسر الأهلي في الدقيقة السادسة. أقل الأخطاء لأفضل حكم وفي الوقت الذي يجمع فيه الكثيرون على أن الحكام بشر معرضون للأخطاء وأن أفضل الحكام هو أقلهم أخطاء، فإن الساحة اشتعلت بأن الحكام يهدرون بقراراتهم الخاطئة جهداً كبيراً من الإدارات في الأندية والتي تعمل طول الموسم لينسف جهدها قرار خاطئ من حكم وهو أمر غير مقبول. موسم صعب ومما لا شك فيه أن الموسم الحالي يعتبر من أصعب المواسم التي تمر بها كرة القدم القطرية حيث التنافس يشتعل بين الأندية بحثا عن موسم من دون هبوط وبالتالي فإن الضغط سيكون محيطاً بالحكام واللاعبين والإدارات لذلك فإن القرارات والهفوات ستكون محل حساب وهو السبب الرئيسي في ثورة الجماهير غضبا على الحكام وقراراتهم. احتجاج في غير محله وقال ناجي الجويني في تصريحات خاصة لـ «العرب» المدير التنفيذي لإدارة الحكام بالاتحاد القطري لكرة القدم أن الاحتجاجات على الحكام في غير محلها وأبان أن الحكام يقومون بعمل كبير في موسم صعب وأن التقارير ستكون على طاولة لجنة الانضباط لاتخاذ القرارات اللازمة وفقا للوائح المعمول بها. وقال الجويني حدوث بعض الأخطاء في أغلب دوريات العالم ولكن هذا لا يعني أن الدوري يمر دون صعوبات وقدم الجويني الشكر للحكام القطريين على جهدهم الكبير وفرضهم لشخصيتهم في الملاعب والمباريات وقال إن الحكام يقدمون موسما استثنائيا وأفضل الحكام يواجهون نفس الصعوبات وردود الفعل من الإداريين واللاعبين والمدربين الذين يبحثون عن النقاط لتفادي المراكز الأخيرة أو البحث عن الوصول للمربع الذهبي. وقال الجويني إن حكامنا جاهزون للخروج بالموسم الحالي إلى بر الأمان بكل حزم وشخصية قوية وبهيبة القانون.;