أحلامهم لا تتعدى تأسيس البنية التحتية لقريتهم، متشبعين بالطيبة والبساطة، شأنهم في ذلك شأن مطالبهم اليسيرة.. هؤلاء هم سكان قرية الرس التي لا تتجاوز المسافة بينها وبين محافظة الوجه 20 كيلومترا. يرتاعون من التجمعات المريبة للهمل ليلا، ويخشون على أنفسهم من الأمراض لتنفسهم هواء ملوثا بروائح روث الدواب، يخافون على أطفالهم من حفريات المشاريع المتعثرة منذ سنوات، مرضاهم يعانون من الانتقال إلى مستشفى الوجه لعدم كفاية الأطباء في مستوصفهم الصغير، ويأملون بمياه التحلية على رغم مشاهدتهم لمبناها منذ عدة أعوام.يقول سعود سلمان الحويطي عند سؤالنا له عن الخدمات التي تنقصهم ويتمنون اكتمالها: «قل ما الذي لا ينقصكم فيسهل تعداد ذلك، نحن بحاجة إلى تقوية مولدات الكهرباء التي تغذي القرية إذ نعاني من انقطاع التيار في الأسبوع الواحد أكثر من ثلاث أو أربع مرات ويستمر انقطاعها أيضاً من ثلاث إلى أربع ساعات وهذا اليوم الذي أنت موجود معنا أطفئت الكهرباء بحدود الساعة». وأضاف: «نرغب في سفلتة شوارع القرية إذ يقتصر ذلك على الشوارع الرئيسية للقرية، ما يتسبب في إثارة الغبار بمجرد عبور دراجة أمام أي منزل من منازلنا، ونأمل تقوية شبكة الاتصالات بشكل أكبر مما هي عليه الآن لنتمكن من التواصل مع الأهل والأصحاب بشكل أسهل، حتى لا نضطر إلى متابعة قوة الإشارة من مكان إلى آخر». وأوضح «أطفالنا بالمثل يتمنون أن يمارسوا رياضتهم على ملعب مناسب يحميهم من التعرض المستمر للإصابات والجروح من جراء سقوطهم على الحجارة والشوك في ملاعبهم». ويؤيد ذلك سليمان حماد الحويطي، الذي يضيف أنه يتمنى أن تتم زيادة أعمدة الإنارة في القرية التي يحل عليها الظلام بمجرد مغيب الشمس، ويرجو أن يتوافر لأولادهم وبناتهم مدارس ثانوية تحميهم من مخاطر الذهاب والإياب من وإلى مدارس المحافظة، خصوصا إذا عرفنا أن غالبية أولياء الأمور ممن يقومون بتوصيل أبنائهم من كبار السن. ويتطلع وأهالي قريته أن يتم تدعيم مستوصف القرية بالكوادر الطبية أو على أقل تقدير للتخصصات ذات المراجعة المستمرة عليها مثل طبيب الأسنان والنساء والولادة والأطفال، «إذ لا يوجد لدينا سوى طبيب عام». وعن الخدمات البلدية التي تحتاج إليها القرية يقول: «ملاعب للصغار ومتنزهات للعائلات وأخرى للشباب، خصوصاً ملاهٍ للأطفال إذ يفتقد صغارنا لأبسط مقومات الترفيه ونلجأ إلى الذهاب إلى الوجه في كل وقت يرغب أبناؤنا فيه إلى التنزه واللعب». وبنبرة غاضبة يقول إبراهيم سلمان الحويطي: «تفتقد قريتنا لأبسط المقومات ونأمل على الأقل بإكمال ما تم البدء به من مشاريع فلك أن تتصور أن مشروع سفلتة القرية بدأ منذ فترة طويلة وبمطالبتنا لإكماله يعتذرون أن ذلك يتم على مراحل، ويجبر البعض من الأهالي على وضع مطبات صناعية أمام منازلهم حتى يسلموا من الغبار الحاصل من مرور المركبات أمام منازلهم، كما نحتاج إلى زيادة في أعمدة الإنارة لتشمل باقي شوارع القرية». وأضاف: توجد وسط القرية مزرعة للأغنام والدواجن تنبعث منها روائح كريهة، وزد على ذلك وجود أكوام من روث الدواب عمت كافة الأحياء المحيطة بها، وتضرر منها الصغير والكبير لشدة عفونتها، ورغم مطالباتنا المتكررة بإزالتها لم يلتفت أحد إلينا، مع تكوين لجان سريعة للإزالة في حالة بناء أحدنا لمنزل أو استراحة. فيما ينتظر راشد حمدان سعيد القرعاني منذ زمن طويل اكتمال أعمال السفلتة والإنارة وشبكة المياه والاتصالات وتزويد المستوصف بكادر طبي، بينما يستغرب عبدالله سليم الجوهري ذو الخبرة العريضة في معرفة أماكن وجود المياه الجوفية من اختيار الشركة المنفذة لتحلية المياه للمكان الحالي لها، إذ يقول: منذ ما يزيد على 10 أعوام تم اختيار هذا المكان رغم اعتراضنا على موقعه لمعرفتنا بعدم جدوى الحفر فيه وهذا ما كان بالفعل، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لم ير المشروع النور ولم تجد علينا اليابسة بقطرة ماء، كما تم عام 1433 إنشاء شبكات للمياه في القرية على أن يتم الانتهاء منها في عام 1436 ومازال المشروع حتى هذه اللحظة مجرد حفريات أصبحت تشكل خطورة على أطفالنا وكبارنا. مسؤولون لأهالي الرس بثقة: اصبروا علينا «عكاظ» اتصلت بعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية بمنطقة تبوك لاستيضاح نقص وتأخر الخدمات في قريتهم، فيوضح المشرف العام على القطاع الصحي بالوجه أحمد بن محمد الكعابنة أن قرب القرية لا يتطلب بها أكثر من طبيب عام، مع وجود ممرضتين ومثلهم من الممرضين. وبين مسؤول النقل المدرسي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك محمد بن رشيد الحويطي أنه يحق لطلاب المرحلة الثانوية بقرية الرس توفير النقل لهم لأقرب مدرسة ثانوية بغض النظر عن المسافة، وذلك وفق العقد المبرم بين شركة تطوير لخدمات النقل التعليمي والشركة المشغلة في حدود 10 طلاب فما فوق. من جانبه، أوضح المتحدث باسم المديرية العامة للمياه بمنطقة تبوك عبدالمجيد بن عبدالله الفوزان لـ«عكاظ» أن مشروع إنشاء شبكات مياه الشرب وخزانات للقرى والمراكز التابعة لمحافظة الوجه (المرحلة الأولى) يتم وفق مقاولة مع شركة للمقاولات ليخدم 26 قرية من قرى محافظة الوجه، ويتضمن المشروع تنفيذ شبكات وخزانات للمياه، والعمل جار بهذا المشروع، كما أن هذا المشروع يقع في عدة مواقع متباعدة يلزمها التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وتوجد بعض العوائق التي تسعى المديرية العامة للمياه بمنطقة تبوك لتذليلها لإنجاز هذا المشروع بأسرع وقت ليستفيد منه المواطنون، أما بشأن مشروع محطة التحلية المصغرة بطاقة إنتاجية 200 متر مكعب لمركز الرس، وهي من ضمن مشاريع الأمير سلطان بن عبد العزيز (يرحمه الله)، فسيتم تشغيل المحطة عن طريق المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. وفيما قال المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني لـ«عكاظ»: إن موضوع التلوث البيئي في القرية يعد من اختصاص وزارة الشؤون البلدية والقروية، فإن مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام ببلدية محافظة الوجه أحمد بن سليمان رفادة يوضح أن أعمال السفلتة يجري العمل فيها الآن بقرية الرس، والعمل على تركيب أعمدة الإنارة، كما يتم تجهيز موقع مكتب خدمات للقرية، مضيفا أنه حسب إفادة رئيس مركز الرس أنه تم إبعاد الأغنام من الحظيرة، وتم طلب المكاتبات السابقة لدى مركز الإمارة ومحاضر المجلس البلدي السابق بطلبات أهالي القرية.
مشاركة :