الشيخ محمد الجبر والأرض المعطاء

  • 12/18/2016
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

لفهم تاريخ أي أمة من الأمم، ندرس ما قدمته من إسهامات للبشرية، فمنتجات كل أمة دليل على رقيها، وهناك نخبة من ابناء الوطن المخلصين لعقيدتهم ومبادئهم يمثلون منتجات هذه الأمة، واليوم - عزيزي القارئ - أود أن أحدثك عن أحد هؤلاء الرجال المخلصين الذين عكسوا الصورة البهية لبلادنا المتفاعلة مع كلّ همّ عربي إسلامي إنساني، فهذه الشخصية برهنت للعالم قدرة الانسان السعودي على الابداع في كثير من الميادين. أحدثك - اليوم - عن الرجل العصامي الشيخ محمد بن احمد بن محمد الجبر أطال الله في عمره، ففي أمسية جميلة في منزله العامر بالدمام استمعت لحديثه الخلاب الممتع، وأدرت معه حوارا هادئا أشبه بالمناجاة الحميمة، وبعد أن انتهى الحوار، شغل تفكيري ما دار فيه، وأثار اهتمامي ودفعني إلى الكتابة، ولهذا وذاك رأيت أن تشاركني - عزيزي القارئ - بما دار في ذلك الحوار وما اقتطفت منه من مقتطفات.. أو لنقل اشعاعات ربما يتخذها البعض شمعة تضيء لهم الدروب. تقول تلك المقتطفات إن الشيخ محمد عمل - في شبابه - رئيسا لتحرير المعاملات في جراج الديوان الملكي في عهد جلالة الملك سعود غفر الله له، وكان يسمى (كراج) الملك، ثم في الستينيات الميلادية عمل في منفذ محافظة (قرية) ممثلا للمالية، ثم أمينا للصندوق ومديرا لشئون الموظفين، ولإدراكه أن الحياة بطبيعتها تتطور، والتطور بطبيعته انتقال من حال إلى حال؛ انتقل من العمل في القطاع العام الى رحابة القطاع الخاص، وبدأ في مجال المقاولات وبناء المساكن في الاحساء، وبعدها انتقل الى الرياض ثم افتتح اشهر المخابز آنذاك في الرياض (مخبز العاصمة) ثم افتتح عدة فروع في الرياض والدمام، وقبل أن تقام (محطات) تحلية المياه في المملكة كان من أوائل الذين فكروا في جلب تلك المحطات إلى البلاد، راودته الفكرة ولكن التحديات كانت كبيرة، لكون المشروع مكلفا ماديا في زمانه، فصرف النظر عنه رغم شغفه به، ولكن نحمد الله أن حلمه تحقق واصبح - اليوم - عدد محطات التحلية في المملكة 28 محطة منتشرة في مدن المملكة. انصرف الجبر الى التجارة والاستيراد، فجلب القطن والأقمشة من حلب، واستورد (دلال) القهوة من العراق، ثم مارس تجارة الملح، وبعدها قام بتوريد اسطوانات الغاز الى دولة الكويت، عانى الكثير من الخسائر المادية في بداية تجاربه التجارية المتعددة، وتعلم الكثير منها، حتى تمكن منها ورزقه الله بسطة في الرزق. الشيخ الجبر يردد في مجلسه العامر: إن أرض بلادنا مباركة، وستبقى البركة فيها إلى الأبد بإذن الله.. فأرض المملكة، كانت منبع الخيرات منذ تأسيسها، واستمرت إلى يومنا هذا في عصر ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.. استمرت الأرض المعطاء التي تبسط يدها لتداوي، وترسل خيامها لتؤوي المشردين، وترسل طائراتها لإنقاذ المنكوبين، ويرى الشيخ الجبر أن التربية الاسلامية يجب ألا تكون فينا شعارا تردده الألسن أو تدونه الكتب فقط، بل يجب أن نطبقه ونمارسه في واقعنا اليومي كما جاء في الأثر (من لم يهتم بأمور المسلمين، فليس منهم)، وقد فعل ذلك في زياراته الكثيرة إلى دول العالم، وأسهم في دعم مشاريع الداعية الشيخ عبدالرحمن السميط رحمه الله، حيث دعمه في بناء المساجد والمراكز الاسلامية في افريقيا واندونيسيا وبنجلادش وغيرها من بلاد المسلمين، وبهذا ساهم في التأليف بين وجدان الشعوب كما ساهم في حفظ قيم التعايش وتعزيز التعاون بينها، ولا يرجو من ذلك إلا وجه الله تعالى... أليس مثل هذا الرجل جديرا بأن يشار إليه بالبنان؟! مستشار ودبلوماسي سابق

مشاركة :