الصين تكافح التلوث البيئي عبر إغلاق 1200 مصنع

  • 12/18/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قررت الحكومة الصينية أمس إغلاق 1200 مصنع قرب العاصمة بكين، بما في ذلك مصفاة نفط تديرها شركة سينوبك الحكومية ومصنع كوفكو للمواد الغذائية بعد صدور أعلى تحذير من تلوث الهواء. ووفقا لـ "رويترز"، فقد أصدرت سلطات البيئة تحذيرا باللون الأحمر للمرة الأولى منذ بداية العام الجارى يبدأ ليل الجمعة ويستمر حتى الأربعاء، بعد تحذير من تراكم الضباب الدخاني في شمال الصين، ويعني ذلك فرض قيود على حركة المرور وأعمال البناء وتحذيرات للمدارس والمستشفيات والشركات، ووجهت السلطات تعليمات إلى تلاميذ دور الحضانة والمدارس الابتدائية بعدم الذهاب إلى الفصول الدراسية والبقاء في منازلهم. وأعلنت الصين خطة لمحاربة تلوث الهواء، لكن كثيرين من المواطنين والمختصين انتقدوا بطء الإقدام على مثل هذه الخطوة، وأفادت الحكومة في بيان أن مصفاة يانشان التابعة لـ "سينوبك" ومصنعا لإنتاج الصلب يتبع مجموعة شووقانج ومصنع كوفكو للمنتجات الغذائية بين 500 شركة أمرتها بخفض الإنتاج، وأدرجت أيضا 700 شركة عليها أن تعلق عملياتها. وفي العام الماضي طبقت السلطات في بكين نظام إنذار متدرج الألوان في إطار تعهدات الحكومة بمكافحة التدهور البيئي بعد عقود من النمو الاقتصادي الجامح. وقال مكتب حماية البيئة في بكين على موقعه الرسمي على موقع ويبو الشبيه بـ "تويتر"، "إن السلطات في العاصمة الصينية أصدرت تحذيرا "أحمر" من ارتفاع حاد في مستويات تلوث الهواء في المدينة لمدة خمسة أيام اعتبارا من الجمعة حتى 21 كانون الأول (ديسمبر)". وقال المكتب نقلا عن توقعات من المرصد الصيني لمراقبة البيئة "إن الضباب الدخاني المتوقع يعود إلى تراكم تلوث الهواء في بكين والمناطق المحيطة بها، ومن بينها مدينة تيانجين وأقاليم خبي وشاندونج وهونان". على الجانب الآخر، تعتبر مصائب التلوث في الصين فوائد لشركات تصنيع الأقنعة، فقد أنتجت شركة إيه إس إل الصينية أكثر من 100 ألف قناع مضاد للتلوث عام 2015 وتعتزم مضاعفة إنتاجها خلال العام الحالي بسبب تفاقم مشكلة التلوث في بلد يعد من أكثر البلدان تلوثا في العالم. وبحسب وسائل إعلام محلية فإن سوق الأقنعة المضادة للتلوث بلغت عام 2015 ما يقارب أربعة مليارات يوان أي نحو 614 مليون دولار. وقال شانج وينشاو رئيس شركة إيه إس إل "إنه بذل قصارى جهده للإبقاء على العمال المهاجرين من "شاندونج" الذين ذهبوا لقضاء عطلة رأس السنة القمرية مع عائلاتهم"، مضيفا أن "الفترة الممتدة من كانون الأول (ديسمبر) إلى نيسان (أبريل) هي الأكثر إنتاجا للأقنعة لأنها تشهد أعلى مستويات من التلوث". وأشار وينشاو إلى أن مستوى الوعي لدى العامة يزداد بشكل مطرد وأن الناس يدركون أن مستوى 2.5 للجسيمات العالقة في الهواء سيئ بالنسبة إليهم. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مستوى الجسيمات العالقة في الهواء يجب ألا يتجاوز 25 ميكروغراما للمتر المكعب، بينما غالبا ما يتخطى تركز الجزئيات مستوى 2.5 للجسيمات العالقة في الهواء الذي يتسم بخطر كبير لأنه يخرق الرئتين في العمق. وباتت الأقنعة الواقية منتشرة بكثرة في شوارع الصين رغم تأكيد 42 في المائة فقط من سكان بكين أنهم يضعونها باستمرار، وتتفاقم أزمة التلوث بفعل استخدام الفحم للتدفئة وإنتاج الكهرباء، الذي يؤدي إلى مئات الألوف من الوفيات المبكرة سنويا. وتعهد رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانج مرارا "بالحرب على التلوث" بغية التوصل إلى "اقتصاد يراعي البيئة"، وتحتل شاندونج موقعا مركزيا في قطاع صناعة الأقنعة الواقية من التلوث، فيما يلقب مركز داديان لإنتاج الأقنعة في المقاطعة، بـ "بلدة الأقنعة" نظرا إلى توافر نماذج كثيرة بأسعار يسيرة. وأعلنت بكين ومدن صينية عدة هذا الشتاء أول "الإنذارات الحمراء" من الضباب الدخاني وأصدرت أوامر بالسير التناوبي، موجهة نصائح بإقفال بعض المدارس، ما أدى إلى ازدياد كبير في الطلب على الأقنعة الواقية من تلوث الهواء.

مشاركة :