مقاتلو التنظيم المتطرف يعولون على الظلام والأمطار والبرد من أجل إزعاج القوات العراقية التي تقاتل داعش في الموصل. العرب [نُشرفي2016/12/18، العدد: 10489، ص(3)] المعركة مستمرة بغداد - قال ضابط في الجيش العراقي، السبت، إن تنظيم الدولة الإسلامية، بدأ باستخدام تكتيك جديد في معركة الموصل (شمال)، من خلال شن هجماته ليلا، بالإضافة إلى أساليبه المعتادة الأخرى مثل زرع العبوات الناسفة والقنص والقصف المدفعي. وأوضح المقدم في قيادة عمليات نينوى (تابعة للجيش) عبدالسلام الجبوري “لاحظنا منذ أيام تغييرا في تكتيكات داعش بمعركة الموصل، من خلال قيام مفارز (مجموعات) صغيرة تتراوح بين 3 إلى 7 مقاتلين بمهاجمة قطعاتنا (القوات) بعد مغيب الشمس”. وأضاف “الهجمات تستمر من 6 إلى 8 ساعات وبشكل متقطع، حيث يعوّل مقاتلو التنظيم المتطرف على الظلام والأمطار والبرد من أجل إزعاج قواتنا لا أكثر، لأنه ليس بإمكانهم السيطرة على أيّ منطقة يهاجموها بسبب قلة أعدادهم، فضلا عن أنهم يتوارون تماما مع خيوط الفجر الأولى”. وعلى صعيد متصل، يعاني السكان المحاصرون في الأحياء التي تشهد عمليات قتال شرقي الموصل، من تردّي أوضاعهم المعيشية في ظل غياب شبه تام للخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، وفقدان الوقود المستخدم بالتدفئة والطهي، حسب شهود عيان. وقال عماد صابر الطائي، وهو مواطن تمكّن من الفرار من حي الوحدة في الجانب الشرقي للموصل، ووصل الأحياء المحررة، إن “حي الوحدة (الذي يشهد كرّا وفرّا بين الطرفين) أصبح جحيما للأهالي”. وأضاف “الاشتباكات لا تكاد تتوقف مع قنص وقصف بالهاون من قبل داعش وبشكل عشوائي على المناطق التي خرجت من تحت سيطرته”. وأشار الطائي إلى أن “الاشتباكات الليلية تزعج الأهالي وتخيفهم جدا، وهذا الحال يبدأ من السابعة مساءً (16:00 تغ) وحتى الثانية بعد منتصف الليل (23:00 تغ)”. وتابع “الأهالي محاصرون بين نارين، نار القصف والاشتباكات من جانب، ونار فقدان الخدمات الأساسية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا وقود، ولا وجود لإمكانية التسوق والأغلبية يعتمدون على خزينهم المنزلي من المواد الغذائية”. ومنذ انطلاق معركة الموصل في 17 أكتوبر الماضي، جرى تحرير العشرات من القرى والبلدات، كما تمكنت القوات العراقية منذ نحو 6 أسابيع من دخول الموصل والسيطرة على العديد من أحيائها الشمالية الشرقية. ونزح أكثر من 100 ألف مدني من مناطق سكنهم، منذ انطلاق المعركة، حسب إحصاءات رسمية. ويتوقع مراقبون أن تطول المعارك في الموصل، في ظل المقاومة الشديدة لعناصر التنظيم رغم قلة عددهم، وبالتالي فإن المأساة الإنسانية مستمرة. :: اقرأ أيضاً إشارات متناقضة عن استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط تعديل مبادرة ولد الشيخ على طاولة الرباعية أردوغان يدفع أمنيا ضريبة المشاركة في صناعة فوضى سوريا النظام السوداني يستشعر الخطر مع بدء العد التنازلي للعصيان المدني
مشاركة :